أكد وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي، أن خطر تداول الأسلحة بسبب الانفلات الأمني في ليبيا أمر ليس مبالغ فيه، كما أنه لا يعني الجزائر وحدها بل كل الدول المجاورة، واعتبر أن العلاقة بين الوضع في ليبيا وتصاعد العمليات الإرهابية في الجزائر احتمال وارد. وعرج الوزير على العلاقات الجزائرية - الفرنسية وموقف باريس من اتهامات المجلس الانتقالي الليبي فرنسا تعتبر تصريحات “الثوار” حول المرتزقة إشاعات فاقدة للمصداقية جدد وزير الخارجية تأكيده على موقف الجزائر الرافض للتدخل في الشؤون الداخلية للدول، سواء تعلق الأمر بتونس، مصر، ليبيا أو البحرين، والمحترم أيضا لخيارات الشعوب، وقال أمس، في حوار للقناة الإذاعية الثالثة، إن الجزائر تساند الحل السياسي في ليبيا، لأنه الحل الوحيد لما يحدث هناك وفقا لقرار الاتحاد الإفريقي، مؤكدا على ضرورة أن يقتنع الليبيون بهذا الحل قبل الآخرين، ووصف الوضع في ليبيا ب “المعقد للغاية” في ظل وجود أطراف تتقاتل مع بعضها، وأخرى تعمل على تفاقم الحرب، مؤكدا أن الأمر يتحقق بعد وقف إطلاق النار وبوجود آليات لاحترام ذلك، وأشار إلى إحراز المجموعة الإفريقية تقدما في ذات الإطار، وتابع “ غير أن التوصل لحل سياسي يتطلب تضافر جهود المجتمع الدولي”. واعتبر مدلسي أن الجزائر ليست البلد الوحيد الذي يواجه تبعات الوضع في ليبيا من ضمن ذلك تداول الأسلحة وحصول الجماعات الإرهابية عليها، وقال إن الأمر يمس كل الدول المجاورة، كما أنه حقيقة وليس مبالغ فيه، ورغم حديثه عن العلاقة الممكنة بين الوضع في ليبيا والتصعيد الأمني في الجزائر، أوضح الوزير أن الأمرين مرتبطين، ولكن لا يمكن القول إنه بنسبة كاملة. وعن اتهامات المجلس الانتقالي الليبي التي يروجها بشأن دعم الجزائر لنظام معمر القذافي بالمرتزقة، قال مراد مدلسي، إنها “تسويقية” تروج منذ أسابيع، وإنه “ليست الجزائر من يفعل هذا”، وأضاف في حواره، أن حديثه الهاتفي مؤخرا مع آلان جوبيه، لم تكن الغاية منه الاستفسار حول موضوع ليبيا والمرتزقة، ولكن للحديث عن العلاقات الجزائرية - الفرنسية وزيارة وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، محمد بن مرادي، وكشف عن موقف فرنسا من اتهامات المجلس الانتقالي الليبي، والتي تعتبرها، حسب وزير خارجيتها، ألان جوبيه، “فاقدة للمصداقية ومجرد إشاعات”. ونفى المصدر أن تكون العلاقات بين الجزائروفرنسا متوترة، وأوضح أنه كانت مشاكل في بعض الأحيان يعمل الطرفان على تجاوزها والتقدم في العلاقات وإعطائها مصداقية أكثر، ويرى بالمقابل أن العلاقات الجزائرية - الأمريكية جيدة في كل الميادين، والطرفان يتابعان ملفات التعاون بينهما في مجالات عديدة، منها مكافحة الإرهاب، والتي تساند فيه واشنطنالجزائر في مطلب تجريم دفع الفدية للإرهابيين. وفيما يتعلق بمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، كذب مراد مدلسي دعم الجزائر للمرشح المصري أو القطري، وهما المرشحان الوحيدان للمنصب إلى غاية الآن، وأوضح أن الجزائر لم تقدم مرشحا لخليفة عمرو موسى، واعتبر لدى حديثه عن اتحاد المغرب العربي، أن الاتحاد غير “مجمد” بما أن الاجتماعات بين هيئات دول المغرب العربي متواصلة في عدة مجالات، بالإضافة إلى مشروع البنك المغربي، وقال إن الأمر كذلك بالنسبة للمغرب، حيث توجد مشاريع تعاون مع الجزائر من أجل بناء علاقات قد تمهد للأفضل ومنه فتح الحدود. وأكد أن الحوار بين الضفتين الشمالية والجنوبية للمتوسط، يحتاج إلى آليات جديدة لتجاوز الأزمات.