ألان جوبيه: “على أوروبا مرافقة التغييرات في شمال إفريقيا دون أبوة أو فكرة مسبقة” عبر وزير الخارجية الفرنسي، ألان جوبيه، عن تمسك بلاده “الشديد” بإعادة بعث الاتحاد من أجل المتوسط ودفعه نحو التجسيد الميداني، بعدما تراكمت أسباب الفشل على مشروع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي يشارف على نهاية عهدته الرئاسية، وتحدث عن إعادة صياغة السياسة الأوروبية للجوار التي ترتكز على “الهجرة السيارة” المتاحة لرجال الأعمال والطلبة والباحثين، ودفع دول الضفة الجنوبية إلى تشديد الحراسة على حدودها لإفشال محاولات الهجرة غير الشرعية. شدد ألان جوبيه، أول أمس، خلال نقاش أمام الجمعية الوطنية – البرلمان- حول موضوع “أوروبا والمتوسط “، على أهمية إعادة بعث الاتحاد من أجل المتوسط، واعتبر أن الاضطرابات الحاصلة في الضفة الجنوبية تثبت أن أوروبا وجنوب المتوسط يملكان مصيرا مشتركا، ولمح المصدر إلى ضرورة الاستفادة من “الثورات” ومن “ريح الحرية التي تهب على الضفة الجنوبية والصفحة التاريخية الجديدة التي تكتبها شعوب المنطقة”، وقال ألان جوبيه، إنه على الاتحاد الأوروبي مرافقة التغييرات دون “أبوة أو فكرة مسبقة” حتى يكتمل التحول الديمقراطي وتجد أوروبا حكومات جديدة ومسؤولة تبين الإرادة في التغيير الديمقراطي، وأضاف إنه يتعين على أوروبا تشجيع ظهور منطقة استقرار وازدهار في الضفة الجنوبية في إطار معنى جديد “الشراكة من أجل الديمقراطية والرخاء المشترك في جنوب البحر المتوسط” . وعن إعادة صياغة السياسة الأوروبية للجوار، قال ألان جوبيه، إن الأمر يرتكز على محورين أولهما الشق المالي من خلال تخصيص ثلث الميزانية لجنوب المتوسط، وخلق بنك خاص بالاستثمارات والشراكة في جنوب المتوسط، فيما يرتكز المحور الثاني حسب نفس المصدر، على إعادة النظر في سياسة الهجرة من خلال العمل على تشجيع الهجرة السيارة الموجهة لفئة الباحثين والطلبة ورجال الأعمال، وذلك باعتماد الأحكام الأكثر ملاءمة في قانون الهجرة الأوروبي، وبالمقابل دفع دول الجنوب المصدرة للهجرة على قمع الهجرة غير الشرعية وتشديد الرقابة على الحدود، كما لفت وزير الخارجية الفرنسي إلى طلب تمديد عمل الجهاز الأوروبي الخاص بمراقبة الحدود “فرونتكس” لتسهيل عودة المهاجرين غير الشرعيين نحو بلدانهم الأصلية. وعن الاتحاد من أجل المتوسط، دعا ألان جوبيه، في سياق دفاعه المستميت عن مشروع رئيسه نيكولا ساركوزي الذي التفت حوله عوامل الفشل دول الجنوب إلى تقديم مرشحيها إلى منصب الأمين العام للاتحاد بعد استقالة الأردني أحمد مساعدة نهاية السنة المنصرمة، وأسهب الوزير الفرنسي في الحديث عما يمكن أن يحققه الاتحاد من أجل المتوسط عند تجسيد مشاريعه الخاصة بمجالات معينة، وقال إن “سياسة بناء الجدار لم تعد مفيدة، ولا بد من الحد من التفاوت في التنمية بين الضفتين“.