إبراهيم غالي يدعو إلى التطبيق الفوري لقرار استئناف المفاوضات المباشرة مع المغرب دعا رئيس الجمهورية العربية الصحراوية ابراهيم غالي أمس الأربعاء من الجزائر إلى التطبيق «الفوري» لقرار مجلس الأمن الدولي الأخير الخاص باستئناف المفاوضات المباشرة بين جبهة البولزاريو والمملكة المغربية، مؤكدا استعداده للتعاون مع المبعوث الشخصي للأمين العام الجديد للأمم المتحدة هورست كوهلر في أداء مهامه. وخلال تدخله في اختتام أشغال الجامعة الصيفية لإطارات جبهة البوليزاريو والدولة الصحراوية ألح الرئيس الصحراوي على «التطبيق الفوري لقرار مجلس الأمن الدولي الأخير خاصة فيما يتعلق باستئناف مسار المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع،( جبهة البوليزاريو والمملكة المغربية)، ومعالجة الإشكاليات الناجمة عن الخرق المغربي السافر للاتفاقية العسكرية رقم 01 واتفاق وقف إطلاق النار في منطقة القرقرات»، مؤكدا بأن الأممالمتحدة مسؤولة عن تصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في إفريقيا وتطبيق خطة التسوية الأممية الإفريقية لسنة 1991 القاضية بتنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي. وقال في هذا الصدد، «إننا نأمل أن يكون استلام الرئيس الألماني الأسبق السيد هورست كوهلر لمهامه كمبعوث شخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية فرصة مواتية للتعجيل بتنفيذ تلك المأمورية». وذكر مجددا في هذا المجال بمسؤولية الدولة الاسبانية عن مستعمرتها الصحراء الغربية، مؤكدا أنها «مسؤولية ستبقى قائمة ما لم ينته النزاع بتمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير والاستقلال»، كما أشار من جهة أخرى إلى مسؤولية الدولة الفرنسية التي تأسف لتبنيها موقفا منحازا وداعما للأطروحة الاستعمارية المغربية على مدار عقود من الزمني معتبرا أنه «آن الأوان لفرنسا أن تتخذ موقفا منسجما مع مكانتها كمهد للإعلان العالمي لحقوق الإنسان ومع مسؤوليتها كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي عن تحقيق الأمن والعدالة والسلام والاستقرار واحترام الشرعية الدولية والقانون الدولي الإنسان في المنطقة». وتناول الرئيس الصحراوي في مداخلته ممارسات الاحتلال المغربي، مشيرا إلى أن الكيان المحتل «يشكل خطرا محدقا في المنطقة والعالم نتيجة لسياسته القائمة على التوسع والعدوان الذي كان ضحيته العديد من بلدان المنطقة. وإن مخدرات المملكة المغربية أكبر منتج ومصدر لمخدر القنب الهندي في العالمي أصبحت اليوم عاملا حاسما في دعم وتمويل وتشجيع عصابات الجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية في المنطقة ومنطقة الساحل وتهديدا قائما لشعوب وبلدان المنطقة أمنيا واقتصاديا واجتماعيا». من جهتها أشادت المناضلة والناشطة الحقوقية الصحراوية أميناتو حيدر بذات المناسبة، بدعم الجزائر شعبا وحكومة لكفاح الشعب الصحراوي من أجل تقرير مصيره، مشيرة إلى أن هذا الدعم نابع عن مبادئ الثورة الجزائرية ضد الاستعمار التي ألهمت الكثير من الشعوب المستعمرة. وعبرت السيدة حيدر التي شاركت في الجامهة الصيفية لإطارات جبهة البوليزاريو و الدولة الصحراوية عن سعادتها بتواجدها في الجزائر ‹›للمرة الثانية››، معتبرة أن المقاومة البطولية للشعب الجزائري من أجل الانعتاق من الاستعماري يشكل «نموذجا يحتذى به»، مذكرة بموقف الجزائر اتجاه اللاجئين الصحراويين منذ أكثر من أربعة عقود. وقالت في هذا السياق «نحترم في الجزائر مواقفها المبدئية واستمرارها في استقبال اللاجئين. إنه موقف تاريخي نابع من إرادة إنسانية تأخذ بعين الحسبان الجرائم ضد الإنسانية ضد الشعب الصحراوي و التنكيل به بقنابل النابالم والفوسفور والمقابر الجماعية والتعذيب ضمن سياسة قمع ممنهجة»، مضيفة بأن الدعم الجزائري للشعب الصحراوي لم يتوقف إلى هذا المستوى بل كان «غاية في النبل وذلك باستقبال التلاميذ والطلاب الصحراويين في المدارس والأكاديميات لكي يساهموا في نهضة مختلف المؤسسات الصحراوية». تجدر الإشارة إلى أن المشاركين في أشغال اختتام فعاليات الجامعة الصيفية لذات اللقاء، دعوا إلى الضغط على جميع الشركاء، من أجل التنديد بمعاناة الشعب الصحراوي والرفع من المساعدات الغذائية الموجهة للاجئين الصحراويين. وأشارت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس خلال مداخلتها إلى أن هناك «قرار مقصود من طرف المانحين يرمي إلى تجويع اللاجئين الصحراويين، وذلك من خلال تقليص الكميات الغذائية الموجهة إليهم» موجهة نداء إلى كل الشركاء في المحافل الدولية للتنديد بهذه الممارسات، مؤكدة بأن الهلال الأحمر سيواصل تضامنه وتقديم المساعدات للصحراويين الذين يعيشون في مخيمات اللجوء. كما حرص رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي الدكتور السعيد العياشي على التأكيد أن «الجزائر وكل الجزائريين سيستمرون في مساندتهم للكفاح الصحراوي». وخلال تدخله جدد رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون والجالية بالمجلس الشعبي الوطني عبد الحميد سي عفيف ي الدعم «الواضح» لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وفق الشرعية الدولية داعيا المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة هورست كوهلر إلى تحريك مسار التسوية في الصحراء الغربية عبر إيجاد حل عادل يتماشى وقرارات الشرعية الدولية.