مخاوف من حدوث انهيارات جديدة بنفق وادي السخون بقالمة عاد شبح الانهيارات الأرضية إلى نفق وادي السخون وسط مدينة قالمة خلال الساعات الماضية، عقب فيضانات كبيرة اجتاحت المدينة قادمة من مرتفعات ماونة و بن جراح بعد سقوط أمطار غزيرة. و بدأت التصدعات تطال سطح النفق الكبير قرب سوق الخضر و الفواكه بشارع التطوع، منذرة بهبوط جديد لسطح الطريق كما حدث مرات عديدة خلال السنوات الماضية، عندما انهار مقطع من النفق الذي يعود تاريخ بنائه إلى أكثر من 30 سنة. و وضعت بلدية قالمة حواجز قرب موقع التصدع لإبعاد حركة المرور عن الخطر، في انتظار تدخل الفرق المختصة لإصلاح الأضرار الناجمة عن الفيضانات، و حماية الموقع المتضرر حتى لا تتسرب المياه إلى النفق و يحدث الانهيار. و يمتد نفق وادي السخون على مسافة 3 كلم تقريبا و يخترق عدة أحياء سكنية كبيرة، و أصبح يفصل بين الضواحي الغربية و المدينة القديمة، عند بنائه منتصف الثمانينات في إطار مشروع كبير للقضاء على أحياء الصفيح و تنظيم العمران و حركة السير، و بعد مرور عدة سنوات بدأ النفق يتعرض للتصدع تحت تأثير حركة المرور المكثفة على الطريق المزدوج المبني فوقه، و كذلك بسبب الفيضانات المتعاقبة على المنطقة. و كانت قطاعات الري و الأشغال العمومية قد تدخلت عدة مرات خلال السنوات الماضية لإصلاح الأضرار التي تلحق بالنفق، لكن وضعه مازال يثير مخاوف التجار و السكان المجاورين لمجرى وادي السخون، الذي تحول في السنوات الأخيرة إلى قطب سكني و تجاري كبير ظل يتمدد حتى أصبح على مشارف المجرى المدفون تحت الأرض. و يعمل الديوان الوطني للتطهير بقالمة باستمرار على تنظيف مدخل النفق قرب حي الحاج أمبارك، لكن قوة الفيضانات التي تحدث بين حين و آخر أصبحت تشكل خطرا على النفق القديم الذي أصبح في حاجة إلى عمليات صيانة واسعة للتحكم في الانهيارات و التسربات التي تحدث بداخله تحت تأثير شبكات الصرف الصحي المرتبطة به و قوة الفيضانات التي أصبحت تثير قلق السكان و مسؤولي المدينة الذين يتطلعون إلى مشروع كبير لبناء نفق متطور يقاوم الفيضانات و حركة السير و يستوعب آليات التنظيف و الصيانة الدورية.