ألحقت أضرارا بالطرقات و سوق بوالكروة الجديد الفيضانات توقف الدراسة وتشل الحركة بأحياء سكيكدة تسببت الأمطار الغزيرة التي شهدتها ولاية سكيكدة خلال ال 48 ساعة الماضية، في حدوث فيضانات اجتاحت العديد من الأحياء السكنية وتوقفت الدراسة بعدد من المؤسسات التربوية، التي غمرتها السيول حيث وصل منسوب المياه الى 20 سم. كما تسببت مياه الأمطار في أضرار كبيرة لحقت محلات السوق الجديد التي افتتح بحي صالح بوالكروة، وكذا الأمر في منطقة عمار بنديش بمدينة عزابة شرق الولاية، حيث غمرت الفيضانات بعض السكنات، مما استدعى تدخل مصالح الحماية المدنية من أجل امتصاص المياه بواسطة المضخات. ففي حي الإخوة ساكر بسكيكدة لم يتمكن سكان العديد من العمارات من الخروج من المنازل بعدما حاصرتهم المياه أمام مداخل العمارات، وذكر لنا مواطن بالحي أنه لم يتمكن من التوجه للعمل، فيما تعذر على التلاميذ الالتحاق بمقاعد الدراسة في الفترة الصباحية، كما اجتاحت الفيضانات مدرسة المقاوم سي زغدود غير بعيدة عن مقر مديرية التربية بالقطب الاداري، ومتوسطة صالح جفال حيث توقفت الدراسة بهما طيلة يومين، بعد أن غمرتهما السيول وتطلب الأمر تدخل الحماية لامتصاص الفيضانات بواسطة المضخات وهي العملية التي تواصلت لغاية مساء أمس. و عاش سكان مدينة سكيكدة القديمة ليالي بيضاء خوفا من سقوط بناياتهم الهشة. و أكدت لنا عائلات بأنها لم تعرف النوم منذ ثلاثة أيام جراء تسرب مياه الأمطار وخوفا أيضا من انهيار منازلهم الهشة على رؤوسهم في أية لحظة، وهم –مثلما- قالوا في انتظار تدخل السلطات المحلية لترحيلهم قبل فصل الشتاء، وتخليصهم من هاجس الخوف الذي سيطر على نفوسهم منذ سنوات. وبالسوق الجديد الذي افتتح مؤخرا في إطار محاربة التجارة الفوضوية بحي صالح بوالكروة لم تصمد المربعات التجارية أمام الأمطار وقوة الرياح وأدى ذلك إلى تضرر جزء من السوق، مما أثار استياء و تذمرا وسط التجار، الذين تحدثوا عن عيوب ونقائص كثيرة في هذا السوق الذي لن يصمد برأيهم مستقبلا أمام العوامل الطبيعية وطالبوا بإعادة تهيئته. أما بالواجهة البحرية فقد تسبب أمواج البحر في صعوبة حركة سير الراجلين وحتى المركبات، وفي طريق «ليلوا» وقع انزلاق أرضي على مستوى بالوعة للمياه ما أصبح يهدد بتوسع الانزلاق ما لم تتدخل السلطات المحلية لإعادة تهيئة المكان المتضرر. وقد علمنا أن الوالي قام طيلة يومين بالتنقل عبر أحيا ء المدينة لتفقد ومعاينة الأضرار التي سببتها الفيضانات. كمال واسطة الطلبة يهددون بالتوقف عن الدراسة و الناقلون يلوحون بالإضراب أمطار طوفانية تغلق طريق الجامعة و المدينة الجديدة بقالمة أغلقت أمطار طوفانية يوم الخميس طريقا رئيسيا يربط بين جامعة 8 ماي 45 و المدينة الجديدة وادي المعيز بقالمة، و شلت حركة السير عبر الشارع المزدوج الذي يمر أمام كلية سويداني بوجمعة للعلوم الإنسانية و الاجتماعية، التي غرقت في بحيرة من المياه الحمراء المختلطة بالطين و الحجارة القادمة من مرتفعات جبل ماونة المطل على المدينة. و وجد طلبة الكلية صعوبة كبيرة لعبور البحيرة الراكدة و الالتحاق بمقاعد الدراسة و عرفت حركة السيارات و الحافلات اضطرابا و فوضى منذ الساعات الأولى للصباح. و تعقد الوضع أكثر بعد الثامنة حيث انقطعت حركة السير تماما على إحدى محاور الطريق المزدوج بعد أن غمرته مياه الأمطار بالكامل و سدت أنظمة الصرف التي وضعت قبل سنة تقريبا في إطار مشروع صغير للقضاء على النقطة السوداء، التي ظلت تقلق طلبة الجامعة وسكان المدينة الجديدة و الضواحي الشعبية الجنوبية. و قال طلبة للنصر التي تنقلت إلى موقع الفيضان صباح الخميس بأن مشكل تجمع المياه في منخفض أمام كلية سويداني بوجمعة يعود إلى 10 سنوات مضت، و تفاقم المشكل أكثر بعد التوسع العمراني غير المدروس بتحصيص ترقوي يوجد بمحاذاة الجامعة و مشاريع إعمار أخرى تطوق الكلية من كل الجهات، و تلقي بأطنان من النفايات و الأتربة على طول الشارع الذي تحول إلى خراب بعد أن غمرته الأوحال و الحجارة و أغصان الأشجار و القضبان المعدنية و المتاريس التي وضعها الطلبة و السكان للعبور. و أضاف الطلبة بأنهم يعيشون وضعا مقلقا عند مرورهم من موقف حافلات النقل الجامعي إلى مدخل الكلية و هددوا بالتوقف عن الدراسة إذا لم تتدخل المديريات المعنية لإصلاح الشارع و إيجاد منفذ لمياه الفيضانات و بناء نظام حماية فعال، يكون قادرا على التحمل و صرف كميات هائلة من مياه الفيضانات التي تجتاح المنطقة كل شتاء. و اشتكى عاملون بشركة النقل الجامعي و ناقلون خواص عبر الخطوط الحضرية من انهيار الشارع و انقطاع الحركة به كلما سقطت الأمطار حيث انهار سطح الطريق بالكامل و تحول إلى كتل طينية غاصت فيها الكثير من الحافلات و الشاحنات و السيارات السياحية التي وقع البعض منها في بالوعات مختفية تحت سطح الأرض. و قد بني الطريق بين الجامعة و المدينة الجديدة وادي المعيز فوق مجرى مائي قديم تم ردمه بأطنان من الرمال و الأتربة و أقيم فوقه شارع مزدوج يبدأ مرتفعا عند طرفيه ثم ينخفض في منتصفه، و عندما تسقط الأمطار تتجمع المياه بالمنخفض و يرتفع منسوبها باستمرار حتى تبلغ الأرصفة و مداخل الكلية و مساكن المواطنين، و تغمر الطريق و أنظمة الصرف غير المدروسة التي وضعت عدة مرات لكنها تتعرض للانهيار كل شتاء. و لوح العاملون بالنقل الجامعي و النقل الحضري بالإضراب إذا بقي وضع الطريق على حاله و قال أحدهم للنصر «نحن نعمل وسط بحيرة من المياه و الأوحال، لم نعد نقدر على فتح الأبواب لصعود و نزول الركاب، تضررت حافلاتنا و وقع الكثير منها في بالوعات و علقت أخرى وسط الأوحال، أين المهندسون الذين أنجزوا الطريق و أين مديرية التعمير و البلدية؟ لم يبق أمامنا غير الإضراب كخيار وحيد لإصلاح الوضع عبر خط الجامعة وادي المعيز الذي أصبح من أسوا خطوط النقل الحضري بالمدينة». و شن الطلبة حملة مكثفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي للدفع باتجاه إصلاح الطريق و القضاء على المنظر المشوه لواحدة من أجمل الكليات بجامعة 8 ماي 45 بقالمة، و رسموا صورة لمبنى الكلية وسط بحيرة من المياه الحمراء تعلوها لافتة كتب عليها «مسبح سويداني بوجمعة للعلوم الإنسانية و الاجتماعية»، و قال آخرون «دخلنا الجامعة و تخرجنا منها قبل 10 سنوات لكن البحيرة الغبية بقيت تعيد السنة بعد الأخرى و لم تتخرج حتى الآن». فريد.غ الطارف: الأمطار تعزل الأحياء وتشل الدراسة بعدة مناطق شهدت ولاية الطارف خلال 48 ساعة الماضية، تساقط كميات معتبرة من الأمطار مصحوبة بهبوب رياح قوية فاقت سرعتها 50كلم في الساعة، تسببت في عزل عدة أحياء التي حاصرتها السيول، كما غرقت الشوارع وبعض التجمعات السكانية و صارت بحيرات، بعد أن عجزت البالوعات وشبكات تصريف المياه عن إستيعاب كميات السيول المتدفقة جراء ارتفاع منسوب المياه التي جرفت معها الحجارة والأتربة، مما صعب من حركة سير المركبات و تنقل المواطنين لقضاء مصالحهم والالتحاق بعملهم.ووجد أطفال المدارس صعوبة في الإلتحاق بمقاعد الدراسة نتيجة انتشار برك المياه الموحلة و ارتفاع منسوب السيول بالشوارع والأحياء و الطرقات، على غرار بلديات القالة، الطارف، بوثلجة، بوحجار، عين العسل، الشط و البسباس. كما تسبب المطار الطوفانية في فيضانات ببعض المؤسسات التربوية التي تحولت ساحاتها الخارجية ومداخلها إلى بحيرات على غرار ابتدائية جنان الشوك بالذرعان، إبتدائية الشط رقم 1 و ثانوية مرزوق الشريف بعاصمة الولاية.فضلا عن تسرب مياه الأمطار إلى داخل بعض الأقسام أمام تصدعها في العمق وتدهور حالة بعض المؤسسات وهي التي استهلكت الملايير في عمليات الصيانة والترميم المشبوهة بنوعية أشغالها الرديئة رغم أنها خضعت لذلك مؤخرا. كما سجلت انقطاعات في التزود بالمياه و الكهرباء ببعض المناطق لعدة ساعات مع تسجيل نقصا في التزود بقارورات غاز البوتان خاصة بالمناطق النائية . وأفادت مصالح الحماية المدنية بتسجيل 10 تدخلات تخص امتصاص المياه ببعض المناطق ومؤسسات تربوية بكل من البسباس، عين العسل و الطارف دون تسجيل أي خسائر مادية أو بشرية.