سارع الناخب الوطني الجديد للخضر الفرانكو- بوسني وحيد حليلوزيتش إلى توجيه العديد من الرسائل المشفرة للمتتبعين للشأن الكروي في الجزائر، من خلال التصريحات التي أدلى بها في نهاية الأسبوع لمختلف وسائل الإعلام الأجنبية، حيث تركزت أولى ردود أفعاله حول ضرورة فرض الانضباط و الصرامة وسط التشكيلة الوطنية، سيما وأن " الكوتش فاهيد " يشهد له الجميع في فرنسا بالجدية و الصرامة في العمل، و لا مكانة للنجوم في تعداد المنتخب الذي يشرف عليه، و من يخالف نصوص القانون الداخلي سيجد نفسه خارج القائمة، و هذا على غرار ما فعله خلال تجربته مع منتخب كوت ديفوار، حيث حرم مهاجم نادي اشبيليا الإسباني كوفي أندري روماريك من المشاركة في " كان أنغولا " لأسباب انضباطية، و هو القرار الذي تحدى من خلاله هذا المدرب كل الإيفواريين، وهدد بالاستقالة كونه لا يتلاعب إطلاقا بهذا الجانب. حليلوزيتش وفي تصريح ليومية "ليكيب" الفرنسية لمح إلى إمكانية القيام بعدة تغييرات في التشكيلة الوطنية، خاصة و أنه سيعمد إلى تقييم جميع اللاعبين، قبل الحكم على قدراتهم، و الوقوف على مدى إمكانية مواصلة كل عنصر للدفاع عن الألوان الوطنية، لأن المحطة المقبلة تتمثل في التحضير لتصفيات كأس أمم إفريقيا 2013 و كذا مونديال 2014 بالبرازيل. المدرب الجديد للخضر أكد تصميمه على ترك بصمته في المنتخب الجزائري، و ذلك بمحاولة فرض الصرامة و الانضباط في العمل،لأن " النجومية " لا تصنع فريقا متكاملا، والنجم العالمي ديدييه دروغبا وجد نفسه مجبرا على الجلوس في دكة البدلاء للمنتخب الإيفواري في عهد حليلوزيتش بسبب تراجع مستواه، كما أن هذا المدرب استقال مؤخرا من العارضة الفنية لنادي دينامو زغرب الكرواتي، رغم النتائج الباهرة التي حققها معه، و رمي المنشفة على خلفية رفضه القاطع تدخل رئيس النادي زدافكو ماميتش في صلاحياته، بعد ظهور بعض المشاكل الانضباطية مع ركائز الفريق. من هذا المنطلق أوضح حليلوزيتش أنه سيقوم بإعداد القانون الداخلي للمنتخب في شقه المتعلق بالجانب الانضباطي، و سيضعه على طاولة الفاف للنظر فيه، قبل عرضه على اللاعبين في أول لقاء له مع التعداد، كما أنه سيمنح الفرصة لجميع اللاعبين من أجل البحث عن تشكيلة منسجمة و متكاملة، ليشير في معرض حديثه إلى أن أبرز مشكلة يواجهها التقنيون والمدربون في تعاملهم مع لاعبي منتخبات القارة الأفريقية يكمن في الانضباط، ما جعله يصر على جعل هذا العامل مفتاح نجاح المغامرة التي سيخوضها مع الخضر، سيما بعد تضاؤل حظوظ المنتخب في التأهل إلى " كان 2012 "، و التفكير على الهدفين المسطرين في العقد على مدار ثلاث سنوات. و في سياق متصل، أوضح حليلوزيتش في تصريح نشره موقع " سو فوتبول " بأن روراوة كان قد عرض عليه فكرة تدريب المنتخب منذ أشهر عديدة، لكن ارتباطاته مع نادي دينامو زغرب حالت دون ذلك، فضلا عن تخوفه من تكرار سيناريو تجربته مع المنتخب الإيفواري التي وصفها بالفاشلة، إلا أن الأمور سارت في الاتجاه السليم بعد بعث المفاوضات من جديد، و ضبط أهداف على المديين المتوسط والطوي،ل كانت من العوامل التي حفزته للموافقة على عرض الفاف.