أسفرت مباريات الجولة الخامسة وقبل الأخيرة من منافسات المجموعة الثانية من تصفيات إفريقيا، المؤهلة إلى مونديال روسيا 2018، عن تجرع منتخبنا الوطني مرارة رابع خسارة على التوالي، وتذيله المجموعة الثانية برصيد نقطة يتيمة، حصدها في افتتاح التصفيات أمام منتخب الكاميرون بملعب مصطفى تشاكر، ليبلغ الخضر الجولة الأخيرة في ثوب أضعف منتخب في القارة السمراء، بعد سنتين فقط من تربعه لائحة الفيفا كأفضل منتخب إفريقي وعربي. عجز الخضر عن التأهل لخامس مرة والثالثة على التوالي للمونديال، تجسد بعد معاناته في «مجموعة الموت» التي تسيدها باقتدار منتخب نيجيريا الذي حجز بطاقة التأهل رسميا إلى نهائيات مونديال روسيا 2018 بفوزه على زامبيا بهدف يتيم في المباراة التي أقيمت بينهما في أويو، ليكون أول المتأهلين إلى مونديال روسيا عن القارة السمراء، في انتظار منتخبي تونس والمغرب اللذين يحتاجان إلى نقطة واحدة للالتحاق بالنسور الممتازة. أما المغرب فبات في حاجة إلى نقطة واحدة أيضا من مباراته خارج ملعبه ضد كوت ديفوار الشهر المقبل لكي يتأهل إلى العرس الكروي، وذلك في أعقاب فوز أسود الأطلس على الغابون بثلاثية نظيفة. وحلقت النسور الممتازة عاليا وعلى مستوى تعذر على بقية المنافسين بلوغه، لترفع كتيبة الألماني غرنوت روهر رصيدها إلى 13 نقطة من خمس مباريات، مقابل 7 لزامبيا آخر ضحاياها. وتعد نيجيريا زبونا تقليديا في المونديال، حيث ضمن تأهله للمرة السادسة في المونديال، حيث تعود أول مشاركة إلى مونديال الولايات المتحدة 1994، ومن تلك الدورة لم تغب النسور سوى عن مونديال ألمانيا 2006، مع تأهلها ثلاث مرات إلى الدور ثمن النهائي، علما وأن رفقاء أوبي ميكال انتفضوا بعد «نكسة» الغياب عن كان 2017، رغم أنهم ظفروا بلقب دورة عام 2015. وسيكون تاريخ 10 نوفمبر المقبل، حدثا بارزا، حيث ستقصد النسور الجزائر وتحديدا مدينة قسنطينة، التي شهدت أول تأهل للجزائر إلى المونديال عام 1981، أين أطاح الخضر بالنسور وحجزوا أول مقعد في مونديال إسبانيا 1982، لكن المعطيات تغيرت على اعتبار أن نيجيريا تتسيد «مجموعة الموت» بسجل خال من الهزائم، كما أنها لم تنهزم على أرضها منذ 36 سنة، وكان ذلك أمام منتخبنا الوطني بجيله الذهبي. ويدين منتخب نيجيريا بإنجازه للتقني الألماني المخضرم غرنوت روهر الذي تولى المهمة في صيف 2016، وهو الذي يملك رصيدا محترما من الخبرة على المستوى القاري، بعد إشرافه على النجم الساحلي التونسي، وبعده منتخبات الغابون والنيجر و بوركينا فاسو. الجزائر وليبيا خارج السباق وعرب إفريقيا في أحسن رواق وعلى النقيض من منتخبنا الوطني الذي فقد الكثير من هيبته وقوته على الساحة الإفريقية، نتيجة رياح التغيير التي عصفت بالهيئة الكروية المسيرة (الفاف) ومعها العارضة الفنية الوطنية، وبعدها تركيبة المنتخب التي عرفت ثورة كبيرة، تبصم المنتخبات العربية على عودة لافتة، من خلال وضع منتخبات تونس والمغرب و مصر قدما في روسيا. فقد بات المنتخب التونسي بحاجة إلى نقطة واحدة من مباراته الأخيرة، التي ستجمعه بمنتخب ليبيا الشهر المقبل، وهي المباراة يراهن عليها نسور قرطاج للاحتفال بمشاركاتها في كأس العالم للمرة الخامسة، بعد تحقيقها الأهم بعد عودتها بفوز ثمين من غينيا 4-1 مساء أول أمس لحساب المجموعة الأولى. ويدين التوانسة بفوز السبت لنجمهم الأول يوسف مساكني الذي خطف الأضواء من الجميع في غينيا، بتسجيله ثلاثية في الدقائق 45 و75 و90+5، في حين سجل محمد أمين بن عمر الهدف الآخر لنسور قرطاج، التي وفقت في قلب تأخرها إلى فوز ساحق. وتتصدر تونس المجموعة الأولى برصيد 13 نقطة، مقابل 10 لوصيفها و منافسها المباشر منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية الذي فاز على ليبيا في المنستير 2-1 في ذات اليوم ولحساب ذات المجموعة. وما يعزز حظوظ المنتخب التونسي في التأهل، يوم 6 نوفمبر المقبل، أن اللقاء الأخير أمام ليبيا المتواجدة خارج السباق، سيخوضه في المسنتير (تونس)، أين تعودت ليبيا على استقبال ضيوفها، بسبب الأوضاع الأمنية التي تعرفها الجماهيرية. وتعود أول مشاركة لتونس في المونديال إلى عام 1978، أين تألقت بتحقيقها أول فوز عربي وإفريقي في النهائيات بفوزها على المكسيك 3-1. ومن جهته مد المنتخب المغربي خطوة عملاقة على درب السفر إلى روسيا في الصيف المقبل، بعد أن أكرم وفادة ضيفه الغابوني بثلاثية نظيفة بصم عليها نجم السهرة بلا منازع المهاجم خالد بوطيب الذي وضع منتخب بلاده في الريادة بأهداف وقعها في الدقائق 38 و56 و72. ولم يكن فوز أول أمس وحده كافيا لاعتلاء الصدارة، كون أسود الأطلس تلقت مساء الجمعة الماضي، هدية من منتخب مالي الذي فرض التعادل السلبي على ضيفه كوت ديفوار، ما تسبب في تراجع الفيلة إلى مركز الوصافة بفارق نقطة واحدة، حيث رفع المغرب رصيده في صدارة الترتيب إلى 9 نقاط مقابل 8 لكوت ديفوار التي تستضيفه في أبيدجان يوم 6 نوفمبر المقبل، في قمة كفيلة بوضع تذكرة التأهل في يدي أحد المنتخبين، مع أفضلية نسبية للمغرب الذي يحتاج إلى نقطة التعادل ليبلغ النهائيات لأول مرة منذ 1998 والخامسة في تاريخه. في المقابل، تسعى كوت ديفوار إلى بلوغ النهائيات للمرة الرابعة على التوالي بعد أعوام 2006 و2010 و2014، كما تحوز الأسود ورقة التقني الفرنسي»المحنك» هيرفي رونار الذي يعرف بيت الفيلة جيدا، حيث سبق أن أشرف على المنتخب الإيفواري في الفترة 2014-2015 وأهداه اللقب القاري في العام 2015. أما المنتخب المصري فقد صار في طريق مفتوح لحسم أمر التذكرة وبلوغ النهائيات للمرة الثالثة في مشواره، بعد غياب دام 17 سنة، ويحتاج الفراعنة إلى ثلاث نقاط في مقابلتين لتحقيق حلم المونديال، بعد أن انتهت المباراة بين أوغندا و غانا بتعادل صب رأسا في رصيد المصريين، علما وأن غانا تقدمت بشكوى للفيفا، بسبب التحكيم الذي ألغى لمنتخبها هدفا بحجة التسلل في الوقت بدل الضائع. وفي المجموعة الرابعة أنعشت جنوب إفريقيا حظوظها بعد تحقيقها الفوز الأول في التصفيات أمام بوركينافاسو (3/1) لترفع رصيدها إلى أربع نقاط مقابل ثمانية للمتصدر السنغال العائد من الرأس الأخضر بفوز ثمين، ما يجعل مقابلتي المنتخبين يوم 7 نوفمبر في داكار و10 من ذات الشهر في جنوب إفريقيا فاصلتين لتحديد صاحب التأشيرة في هذه المجموعة، على اعتبار أن الفيفا قررت إعادة لقاء المنتخبين الذي جرى يوم 12 نوفمبر 2016، بسبب خطأ تحكيمي.