اختتام المهرجان الدولي للرقص المعاصر بالعاصمة اختتم مساء أول أمس بالجزائر العاصمة المهرجان الثقافي الدولي للرقص المعاصر في طبعته التاسعة بمشاركة 22 فرقة، 12 فرقة أجنبية و 10 فرق جزائرية، واستطاعت هذه الفرق المختصة في الرقص المعاصر على مدار أربعة أيام، أن تبدع وتشكل ألوانا سحرية جمالية، وتبعث رسائل ترمز للتلاحم والتضامن بين الثقافات و شباب العالم. المميز في المهرجان الذي احتضنت فعالياته قاعة أوبرا الجزائر، وقاعة الموقار، وقصر الثقافة مفدي زكرياء، هو المشاركة الإيطالية التي كانت ضيفة شرف هذه الطبعة، حيث كانت ممثلة بفرقة « نيوفو باليتو كلاسيكو « التي أسسها في سنة 2016 ثلاثة من نجوم الرقص ، و تهدف إلى جمع الإرث الكلاسيكي الثري في ميدان الرقص. أما الجزائر فكانت مشاركتها بعدة فرق، منها فرقة «أرابيسك» التي تجمع بين الموهبة و الصرامة الكلاسيكية، وتقودها فاطمة الزهراء ناموس التي تعد من أقدم مصممي الرقص والبيداغوجيين، كما تعتبر عميدة عالم الرقص الأكاديمي في الجزائر، كما شاركت الجزائر برفقة «باليه أوبرا الجزائر» التي قدمت عروضا مستوحاة من التراث الجزائري الشعبي، وفق معايير الرقص الفلكلوري، وقدمت أعمالا كلاسيكية كبيرة و مررت من خلالها عدة رسائل، و عبرت عن كل المشاعر من حزن وحب وألم و أمل. وفي السياق ذاته كانت مشاركة الجزائر في هذا المهرجان الدولي بفرقة «دادا « التي تعبر عن زوجين تائهين يعيشان معاناة حقيقية، حيث يبرز العرض الراقص انعكاس الحالة النفسية على السلوكيات المختلفة للشخصية الذكورية، حيث يتعامل الزوج مع زوجته، كأنه يتعامل مع لعبته المفضلة ليسقط هذا الحبيب رهينة العنف والتشرذم النفسي عن طريق الخوف، و ينتهي في نهاية المطاف في دراما فراغ الروح. كما كانت فرقة «المنديل الأصفر» هي الأخرى حاضرة في المهرجان الدولي للرقص المعاصر و قد تأسست بدار الثقافة مولود معمري بتيزي وزو، وتتوفر هذه الفرقة على العديد من الإبداعات الفنية التي تبعث للشباب الجزائري رسائل أمل و طموح ضمن حركة فنية. كما شاركت الجزائر في هذا المهرجان بفرقة الجيل الجديد لعين الدفلى، وتضم مجموعة من الشباب ينقلون واقعهم بالرقص، من خلال عدد من الحركات و التعابير الجسدية، وتجسد عروض هذه الفرقة تحدي الواقع بصعابه المتشعبة وتعقيداته بالحركة، وهو شباب يتحدى يوميا بأفكاره ويحاول ألا يهمل الجانب الفني على حساب الواقعية. أما الفرق الأجنبية المشاركة فكان عددها 12 فرقة، تمثل عدة دول منها الولاياتالمتحدةالأمريكية، فرنسا، إيطاليا، المجر، مصر، كرواتيا، إنجلترا، روسيا إسبانيا، مالي، تركيا، وكندا. وتداولت جل هذه الفرق طيلة أربعة أيام على منصة العرض، وأبدعت بحركات وتعابير الجسد وقدمت عدة لوحات فنية جميلة ترمز للتلاحم والتضامن بين كل ثقافات وشعوب العالم. وتجدر الإشارة إلى أن حفل الاختتام المهرجان الدولي للرقص المعاصر، أحيته فرقة « فايس توفايس» من عاصمة الأوراس بباتنة، وأبدعت هذه الفرقة في تقديم صورة جميلة عن حق كل إنسان في إعطائه فرصة جديدة ، لكي يبدأ حياة جديدة يستطيع أن يستقر فيها بحب وسلام، وينهي حياة كانت مليئة بالصراعات والمعاناة التي أدت به إلى ارتكاب أخطاء غيرت مجريات حياته، ليدرك أن التغيير يجب أن يكون بداية من نفسه، ليصبح قادرا على تغيير ما حوله. كما أحيت الحفل الختامي فرقة « هوريكان» الإسبانية التي تأسست في سنة 2013 و تحمل في مضمونها إبداعا وإنسانية جازفة، وكانت هذه الفرقة قد فازت في العام الذي أسست فيه، بجائزة المعرض الدولي للرقص والمسرح في هوسيكا. و نشطت الحفل أيضا فرقة « باليه» روسية تضم مجموعة من الطلاب وتحصلت هذه الفرقة على عدة جوائز دولية، أما العرض الأخير فكان من تقديم مجموعة «كارومنا ستوديو» المالية التي تأسست في سنة 2000، و المختصة في الرقص الإفريقي، وهدفها ترقية الثقافة الإفريقية، ولهذه المجموعة العديد من الإبداعات منها» السحرة».