مغادرة مجموعة الشرق فتحت لنا بوابة الصعود اعتبر رئيس نجم مقرة عزالدين بن ناصر، ظفر فريقه بتأشيرة الصعود إلى الرابطة المحترفة الثانية أمرا منطقيا، يواكب الطموحات التي سطرها الطاقم المسير قبل انطلاق الموسم، وأكد على أن الانتقال إلى مجموعة الوسط في بطولة الهواة، كان المفتاح الذي دخل بفضله «المقراوية» بوابة الاحتراف. بن ناصر، وفي حوار خص به النصر أمس، أكد بأن سطوع النجم هذا الموسم لم يكن سهلا، بالنظر إلى وجود العديد من الفرق التي راودها طموح الصعود، وكشف بأن تكلفة الالتحاق بحظيرة المحترفين قاربت 8 ملايير سنتيم، كما أعرب عن تفاؤله الكبير بقدرة نجم مقرة على المكوث أطول فترة ممكنة في الرابطة المحترفة، وتحدث عن مشروع الشركة الرياضية، وبرنامج العمل على المديين القصير والمتوسط، ونقاط أخرى نقف عليها بالتفصيل في رحلة الأسئلة والأجوبة، والتي كانت على النحو التالي: في البداية نهنئكم على الصعود، وهل كنتم تتوقعون النجاح في اعتلاء منصة التتويج؟ شكرا لكم، والحقيقة أن هدفنا خلال الصائفة الماضية، كان قد ارتكز على الصعود، وقد حاولنا توفير الظروف الكفيلة بتجسيد هذا الهدف، ولو أن موافقة الرابطة على تحويل نجم مقرة للعب في مجموعة الوسط، كان في نظري بمثابة المنعرج الحاسم، لأننا لم نتمكن من تحقيق الغاية المرجوة في فوج الشرق، رغم أننا كنا في كل موسم نلعب الأدوار الأولى، ونشكل فريقا قويا، لكن بعض الأساليب اللارياضية كانت تعترض مشوارنا في كل مرة، مما جعلنا نفكر بجدية في تغيير المجموعة، فكان القرار المتخذ كافيا، لتعبيد الطريق أمامنا باتجاه الرابطة المحترفة، وما أقوله في هذا الشأن أننا لو بقينا في مجموعة الشرق فلن نصعد. وما الفرق بين المجموعتين، وكيف وجدتم أجواء المنافسة مع أندية وسط البلاد؟ التباين صارخ بين مستوى المنافسة في المجموعتين، ففي فوج الشرق تطفو على السطح أساليب غير رياضية، خاصة في مرحلة الإياب، بلجوء أغلب النوادي إلى التهديد والعنف من أجل تحصيل النقاط داخل الديار، بينما الوضع مغاير تماما في مجموعة الوسط، لأن كل المباريات تجرى في روح رياضية عالية، حيث يحظى الزوار باستقبال حار، والفوز يكون للأقوى ميدانيا، وهي معطيات ساعدتنا على تحقيق الصعود، لأننا الأقوى في المجموعة، خاصة في النصف الثاني من المشوار. لكن الصراع كان على أشده مع بعض الفرق إلى غاية الجولة ما قبل الأخيرة؟ الحديث عن قوة نجم مقرة لا يحجب الرؤية عن باقي المنافسين، إلا أن الحقيقة التي وقف عليها المتتبعون لمجريات البطولة، أن وداد بوفاريك يعد أقوى فريق في المجموعة الوسطى، كونه يضم لاعبين أصحاب خبرة، وقد خرج من سباق الصعود في منتصف مرحلة الإياب، كما أن نجم بن عكنون أبان عن قوة كبيرة، غير أن مراهنة مسؤوليه على ضمان البقاء فقط، انعكست بالسلب على مردود اللاعبين في المنعرج الحاسم، بينما وظف اتحاد بني دوالة وأمل الأربعاء ورقة الخبرة في المنافسة، سمحت لكل طرف للاحتفاظ بحظوظه في الصعود قائمة إلى غاية الجولة ما قبل الأخيرة، ولو أنني شخصيا كنت شبه متيقن من النجاح في اعتلاء المنصة، وهنا بودي أن أفتح قوسا لتوضيح شيء مهم. تفضل ... ما هو؟ انطلاقتنا في البطولة لم تكن موفقة، رغم أننا تحدثنا عن الصعود، وتنصيبه في صدارة أهدافنا، خاصة وأن تحضيراتنا انطلقت مبكرا، وكانت في مستوى التطلعات، ولو أن أغلب المتتبعين ذهبوا إلى حد الجزم، بأن انتقالنا من مجموعة الشرق إلى الوسط كان قرارا خاطئا، وانعكس بالسلب على نتائج الفريق، لكن في حقيقة الأمر أننا اتخذنا من مباريات مرحلة الذهاب، كمحطة لمعاينة المنافسين، وكذا أجواء البطولة، والظروف التي تجرى فيها المقابلات، حيث أنهينا النصف الأول من الموسم في الصف الخامس، ومع ذلك فقد تمسكنا بحظوظنا في الصعود، لنجني الثمار في ختام المشوار . و انتفاضة الفريق في مرحلة الإياب تزامنت مع تغيير العارضة الفنية.. أليس كذلك؟ استغل هذه الفرصة لأوضح، بأن المدرب بوقرة رحل بمحض إرادته، لظروف شخصية قاهرة، والنتائج التي سجلناها معه كانت إيجابية، لكنه قرر رمي المنشفة بعد 20 جولة، ومؤشرات الصعود كانت قد ارتسمت بالنسبة لنا في «الميركاتو» الشتوي، لأن اشكالية حراسة المرمى كانت نقطة ضعف التشكيلة في النصف الأول من الموسم، واستقدامنا للحارس كلوش من شباب عين وسارة، خلصنا نهائيا من هذا الهاجس، كما أن الهجوم انتفض، بعد الفعالية الكبيرة التي أظهرها كفي، والتي مكنته من تصدر لائحة هدافي البطولة برصيد 21 هدفا، و»ديناميكية» الانتصارات التي سجلناها، كانت نتيجة توفر الظروف الكفيلة بتحقيق أفضل النتائج، ولو أن المدرب صحراوي وضع بصمته على التشكيلة بزرع روح جماعية، وتلاحم وسط اللاعبين، وهذا من دون التقليل من العمل الذي قام به بوقرة، لأننا كنا الأقوى على جميع الأصعدة، وتتويجنا كان عن جدارة واستحقاق. وماذا عن التكلفة المالية لهذا الانجاز التاريخي؟ اعتلاء منصة التتويج، كان بفضل الاستراتيجية التي انتهجناها في التسيير، لأن الرهان في مرحلة الإياب كان أكثر على التحفيزات، وذلك بالعمل على تسديد مستحقات اللاعبين في أسرع وقت ممكن، خاصة ما يتعلق بعلاوات الفوز بالمباريات، وهي الطريقة التي ساهمت بصورة مباشرة في خلق جو من الارتياح في التعامل بين اللاعبين والإدارة، وجعل التركيز ينحصر في العمل الميداني، ولو أننا طرقنا جميع الأبواب لتغطية هذه المصاريف، فكان الدعم من والي المسيلة وكذا بلدية مقرة، إضافة إلى المساهمة الكبيرة لبعض المستثمرين ورجال الأعمال بالمنطقة، لتكون التكلفة الاجمالية في حدود 8 ملايير سنتيم، وهو رقم يبقى في نظري ضعيفا بالمقارنة مع ما صرفه اتحاد عنابة للتتويج باللقب في مجموعة الشرق. وهل بدأتم في التفكير في الموسم القادم، وأول مغامرة لكم في الاحتراف؟ الالتحاق بالرابطة المحترفة الثانية، يحتم علينا التفكير مبكرا وبجدية في الخطوة الموالية، لأن المشروع الذي سطرناه يرمي إلى المحافظة على مكانتنا في هذا القسم أطول فترة ممكنة، وتجنب العودة السريعة إلى الهواة، خاصة وأننا كنا قد اتخذنا كافة التدابير التي تندرج في إطار تهيئة الأرضية، لدخول عالم الاحتراف، من خلال تجهيز مقر النادي، الحافلة والمطعم، على أن تكون الخطوة الموالية مقترنة بالجانب الإداري، وذلك من خلال تأسيس الشركة الرياضية، وتدعيم تركيبة مجلس الإدارة بوجوه جديدة من رجال الأعمال، لأن طموحاتنا المستقبلية كبيرة، وتسمح بتجسيد مشروع رياضي يعود بالفائدة على المنطقة. نلمس في كلامكم الكثير من التفاؤل، فهل هناك طموح للعب في الرابطة الأولى؟ كلا .... فهذا السؤال يذكرني، بالمواسم التي كنا فيها ننتمي إلى مجموعة الشرق، حيث كان أنصار باقي الفريق يستهزئون بنا، ويصرحون بأن مقرة ليست منطقة كرة القدم، لكن هذا الانجاز سمح لنا بحجز مكانة مع «الكبار»، وسنواصل العمل بنفس الإستراتيجية، بضم لاعبين لا تتعدى مرتباتهم الشهرية عتبة 30 مليون سنتيم، والاعتماد على عناصر من الهواة وما بين الرابطات، مع محاولة تأطير التعداد بعنصرين أو ثلاث من أصحاب الخبرة في حظيرة الاحتراف، وهدفنا يبقى ضمان البقاء بكل أريحية، من دون التفكير إطلاقا في التنافس على إحدى تأشيرات الصعود، لأن تواجد نجم مقرة في الرابطة الثانية يعد في حد ذاته انجازا باهرا، ولو أنه يواكب ذلك الذي حققناه في 2004، عند بلوغ المربع الذهبي لمنافسة كأس الجمهورية .