تلقيت عرضا أوليا من بارادو وعودتي إلى تبسة واردة أبدى اللاعب إلياس زغلامي، الكثير من التحسر على تضييع جمعية الخروب تأشيرة الصعود إلى الرابطة المحترفة الثانية، وأكد على أن كل المؤشرات الأولية، كانت تنصب «لايسكا» في خانة أكبر المرشحين لاعتلاء منصة التتويج، لكن موازين القوى انقلبت، وأخذت مجرى مغايرا بعد طفو مشاكل داخلية على السطح. حاوره: صالح فرطاس زغلامي، وفي حوار خص به النصر ظهيرة أمس، أكد بأن المتتبعين كانوا يقرون بأن جمعية الخروب، هي أحسن فريق في مجموعة الشرق، وذلك من حيث المردود المقدم فوق المستطيل الأخضر، إلا أن الصعود كان في نهاية المطاف من نصيب اتحاد عنابة، كما كشف عن تلقيه عرضا أوليا من نادي بارادو، في انتظار توضيح الرؤية حول الصيغة المقترحة للعقد، كما لم يغلق الباب أمام إمكانية عودته إلى اتحاد تبسة، في الوقت الذي تحدث عن مشوار «لايسكا» خلال الموسم المنقضي والأسباب التي حالت دون تحقيق الصعود، وهي أمور نكتشف تفاصيلها في هذه الوقفة: بودنا أن نستفسر في البداية عن الأسباب التي حالت دون إنهائكم الموسم مع جمعية الخروب؟ الحديث عن هذه القضية يجرني إلى كشف جوهر الإشكال، الذي طفا على السطح في بيت "لايسكا"، لأن الأمور كانت تسير في الاتجاه السليم طيلة مرحلة الذهاب، قبل أن تنقلب المعطيات رأسا على عقب في النصف الثاني من المشوار، والسبب في ذلك عدم قدرة الرئيس معمر ذيب على الوفاء بالوعود، التي كان يقدمها لنا بخصوص المستحقات المالية، إلى غاية مباراة الجولة 21 عند الانهزام بعنابة أمام "الحمراء"، لأن تلك النتيجة أخرجت الفريق نهائيا من دائرة التنافس على تأشيرة الصعود، فكان موقف الرئيس بعدم تسديد مستحقاتنا العالقة، بحجة الفشل في تحقيق الهدف المسطر، مما أجبرني على مغادرة الجمعية قبل 8 جولات من نهاية الموسم، لأنني لم أكن قادرا على تحمل المصاريف في غياب أي مقابل من إدارة النادي. لكن الرئيس ذيب أقدم على تسوية شطر من مستحقات العناصر التي أنهت الموسم، وذلك بعد مباراة اتحاد الشاوية؟ لكل لاعب وضعيته الخاصة، وأنا لم يكن لي أي مشكلة مع الطاقم المسير أو الأنصار، بل أن الخلاف الوحيد كان مع رئيس النادي، رغم المكانة المرموقة التي كنت أحظى بها في أوساط الأنصار، لكنه ظل في كل مرة يستهدفني بقراراته، لتكون مباراة حمراء عنابة بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس، ودفعتني إلى الانفجار، لأن الجميع في الخروب يقر بأنني دافعت عن ألوان الفريق بكل جدية، وقدمت كل ما لدي من إمكانيات بنية المساهمة في تحقيق الصعود، حيث كنت من بين أهم الركائز في التشكيلة الأساسية، ومع ذلك فإنني لم أتلق من إجمالي المستحقات على مدار الموسم سوى رواتب 4 أشهر، ولم أكن قادرا على مواصلة تحمل الضغط الذي عايشته بسبب المشكل الشخصي الذي كان لي مع الرئيس ذيب، على اعتبار أنني لمست في تصرفاته رغبة كبيرة في التخلص مني، وإرغامي على المغادرة، حتى لا أتحصل على باقي المستحقات، وكأنني من العناصر التي تثير الفوضى وسط المجموعة. نفهم من كلامكم بأن مشكل المستحقات كان من الأسباب التي حالت دون تحقيق «لايسكا» الصعود؟ يمكن القول بأن جمعية الخروب، فشلت في تجسيد الهدف المسطر بسبب المشاكل الداخلية التي عاشت على وقعها في منتصف الموسم، لأن الانطلاقة كانت في ظروف جد رائعة، وكامل أسرة النادي كانت متجندة من أجل اقتطاع تأشيرة العودة إلى الرابطة المحترفة الثانية، انطلاقا من الامكانيات التي سخرها الرئيس ذيب، مرورا بالتركيبة البشرية، وتشكيل تعداد يضم لاعبين من أصحاب الخبرة والتجربة، وصولا إلى التحضيرات التي كانت في المستوى، لكن بعض الصراعات الداخلية كانت قد طفت على السطح بسبب تواضع النتائج خارج الديار، ولو أن كل المتتبعين كانوا قد اعترفوا بأننا أقوى فريق في المجموعة الشرقية لوطني الهواة، وقد بقينا ضمن كوكبة المتنافسين على تأشيرة الصعود، إلى غاية نهاية مرحلة الذهاب، قبل أن تتخذ الإدارة قرارا غريبا كان في نظري بمثابة المنعرج الذي حطم مشوارنا. هل من توضيحات أكثر بخصوص هذا القرار المثير للجدل؟ في فترة "الميركاتو" الشتوي استغلت إدارة جمعية الخروب، قرار المكتب الفيدرالي الذي رخص لللاعبين الهواة بالانتقال على سبيل الإعارة من فريق إلى آخر، حتى بين الفرق الهاوية، فكانت من عواقب هذا الاجراء تسريح 4 عناصر، شكلت في مرحلة الذهاب نواته الأساسية، ويتعلق الأمر بكل من بن مونة، بولعينين وعباس، لكن من دون جلب لاعبين جدد، لتغطية الفراغ الكبير الذي تركه هؤلاء اللاعبون، خاصة في الاسترجاع وكذا على مستوى القاطرة الأمامية، رغم أننا كنا نراهن على تحقيق الصعود، وعليه يمكن القول بأن تخلي المكتب المسير عن الركائز كان دليلا قاطعا على استسلامه للأمر الواقع، ورفعه الراية البيضاء لاعلان انسحابه من سباق الصعود، دون انتظار رد فعل التشكيلة فوق أرضية الميدان، وبالتالي فإن مؤشرات الفشل كانت قد رسمتها إدارة النادي بهذا القرار. إلا أن نتائجكم في النصف الأول من المشوار كانت متذبذبة والتعادل مع اتحاد عنابة كان المنعرج؟ حقيقة أن كل الحسابات في الثلث الأخير من مرحلة الذهاب كانت مبنية على قمة الموسم التي جمعتنا بالرائد اتحاد عنابة، حيث كنا نراهن على الظفر بالنقاط الثلاث لاعتلاء الصدارة، لكننا اكتفينا بنقطة واحدة، ولو ان الآداء الذي قدمناه في تلك المواجهة أبقى الأمل في قلوب أنصارنا بخصوص القدرة على تحقيق الصعود، وتدارك هذا التعثر، رغم أن المكتب المسير كان قبل هذه القمة قد بادر إلى اتخاذ قرار يقضي بالتخلي عن المدرب زمامطة، وجلب مدرب جديد، وهو لطفي يسعد، وهذا التغيير لم يكن في الوقت المناسب، كما أن الاشكالية التي كانت مطروحة تتعلق بنتائجنا خارج الديار، لينفجر الوضع أكثر في فترة الراحة بعد نهاية مرحلة الذهاب. في ظل هذه المشاكل، هل يمكن القول بأن عودتكم إلى بيت «لايسكا» جد مستبعدة؟ علاقتي بأنصار جمعية الخروب وطيدة، وقد ألحوا على ضرورة مواصلتي المشوار إلى غاية آخر جولة، لكن بعض الظروف الشخصية حالت دون تلبية طلبهم، ومشكلتي الوحيدة تبقى مع الرئيس معمر ذيب، بسبب قضية مستحقاتي العالقة، وبالتالي فإنني أجزم بأن صفحة الموسم المنصرم طويت، وإذا توفرت الظروف المواتية فإن تجديدي في الفريق سيكون أمرا عاديا، لأن تحمسي لتحقيق حلم الأنصار بالمساهمة في إعادة "لايسكا" إلى مكانتها في الرابطة المحترفة يحفزني للبقاء، رغم أنني تلقيت بعض العروض. هل لنا أن نعرف تفاصيلها؟ هناك وكيل أعمالي مكلف بهذا الجانب، وهو من يتولى التفاوض مع مسيري الأندية، والعرض الأول التي تلقيته كان في غضون هذا الأسبوع من نادي بارادو، حيث تحدث ممثلون عن هذا الفريق مع "المناجير" بخصوص امكانية تنقلي إلى هذا الفريق، لكن في انتظار توضيح الرؤية أكثر بشأن صيغة العقد المقترح، كما ان أنصار اتحاد تبسة ألحوا على ضرورة عودتي إلى الفريق، في ظل الحديث عن اعداد مشروع يرمي إلى المراهنة على لعب ورقة الصعود الموسم القادم، وبالتالي فإن عودتي إلى تبسة واردة أيضا، ولو أنني أعتبر الحديث عن المستقبل سابق لأوانه. حاوره: صالح فرطاس