التحاليل تثبت عدم توفر مياه الضاحية الغربية على ميكروبات مسببة للداء أكد مصدر طبي للنصر ظهيرة أمس الأحد أن مصالح مديرية الصحة لولاية عنابة لم تتوصل بعد إلى تحديد السبب الرئيسي الذي كان وراء تسجيل خمس حالات إصابة بداء التيفوئيد، بعد إستبعاد فرضية المياه الملوثة، على إعتبار التحاليل التي قامت بها فرق مكتب حفظ الصحة لبلدية عنابة بالتنسيق مع مصالح مؤسسة توزيع و تطهير المياه كشفت بأن الماء الذي يتزود به سكان الجهة الغربية من عاصمة الولاية صالح للشرب، و نسبة الكلور في تركيبته الكيمائية تؤكد عدم إحتوائه على أية ميكروبات، من شأنها أن تعرض المواطنين للإصابة بهذا الداء. و إستنادا إلى ذات المصدر فإن الفرق المعنية قامت بإجراء تحاليل على عدة عيينات من الماء الشروب الذي يتزود به سكان أحياء الريم، السهل الغربي و الصفصاف بعنابة، تم أخذها على فترات متقطعة منذ أن طفت هذه الإشكالية على السطح قبل نحو أسبوعين. لكن نتائج التحاليل البكتريولوجية أظهرت سلامة تركيبة كل العيينات التي تم إخضاعها للتحاليل المخبرية، كما أن فرق المكتب البلدي لحفظ الصحة تقوم يوميا و بالتنسيق مع وحدة " سياتا "بمراقبة دورية لنوعية المياه على مستوى جميع محطات الضخ، و ذلك بإجراء تحاليل للوقوف على درجة الكلور في التركيبة الكيميائية للمياه، الأولى عند إنطلاق عملية التوزيع من المحطة، و الثانية في منتصف شبكة ربط الحياء و التجمعات السكنية، في حين تكون عملية المراقبة الثالثة على مستوى بعض منازل المواطنين،و العملات التي تمت بأحياء الضاحية الغربية لمدينة عنابة أظهرت بأن الإشكال يظل مطروحا عند الشروع في تزويد السكان بالماء الشروب، لأن بقايا الأتربة التي تبقى عالقة في القنوات تدفعها قوة الضخ، مما يجعل الكمية الأولى من الماء الشروب يصل إلى البيوت بلون مغاير، مع إختلاطه بالتربة، رغم أن درجة الكلور تبقى مرتفعة و تقارب 0,8. و حسب نفس المصدر ، فإنه و من بين الحالات المؤكدة التي تم إكتشافها توجد إمرأة حامل، قدمت من إحدى بلديات ولاية أم البواقي، يرجح أن تكون قد تعرضت للإصابة بالتيفوئيد قبل قدومها إلى ولاية عنابة، سيما و أن التحقيقات الميدانية التي قامت بها خلية الأزمة التي تم تشكيلها خصيصا لهذا الغرض بينت بأن الضحية جاءت لقضاء عطلة صيفية إلى جانب أقاربها المقيمين بمنطقة بوخميرة بصاحية سيدي سالم، و عند إحساسها بأوجاع الحمل ، تم تحويلها على جناح السرعة إلى المستشفى ، لكن و عند معاينتها من طرف الطاقم الطبي إشتبه في إصابتها بالتيفوئيد، قبل أن تؤكد التحاليل المخبرية هذه الحالة. أما بخصوص الحالات الثلاث الأخرى المسجلة فإنها لأشخاص يقيمون بأحياء الريم، السهل الغربي و الصفصاف، مما جعل فرق خلية الأزمة تسارع إلى إجراء التحاليل على مياه الحنفيات و مخزون محطات التزويد، و قد أظهرت النتائج خلوها من البكتيريا المسببة لحمى التيفوئيد و المعروفة بإسم "سالامونيلا تيفي". و عليه، فإن كل الشكوك تبقى تحوم حول تناول الأشخاص المصابين لأطعمة الملوثة أو فرضية الإحتكاك بأشخاص مصابين من مناطق أخرى خارج الولاية، سيما و أن ولاية عنابة إستقبلت خلال موسم الإصطياف أزيد من 4 ملايين مصطاف. للإشارة فإن الحالات الأربعة المؤكدة التي تم إكتشافها تبقى تحت المراقبة الطبية بمصلحة الأمراض المعدية بمستشفى الضربان بعنابة منذ أزيد من 10 أيام، في الوقت الذي إستقبلت فيه ذات المصالح نحو 25 شخصا آخر ظهرت عليهم أعراض التقيؤ و الإسهال الحاد، لكن نتائج التحاليل بينت عدم تعرضهم للإصابة بداء التيفوئيد.