الرئيس الفرنسي يزور الجزائر قبل نهاية العام يزور الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الجزائر قبل نهاية العام الجاري، في ثاني زيارة له إلى بلادنا بعد تلك التي أداها في ديسمبر من العام الماضي وهذا منذ وصوله إلى قصر الإليزي في مايو من سنة 2017. أوردت المجلة الفرنسية «جون أفريك» المهتمة بالشؤون السياسية أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيؤدي زيارة رسمية إلى الجزائر قبل نهاية العام الجاري، في إطار جولة في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط تشمل في المجموع خمس دول هي فضلا عن الجزائر، المغرب، تونس، ليبيا ولبنان. ومن المتوقع أن يتناول الرئيس الفرنسي مع نظرائه في هذه الدول مواضيع على قدر كبير من الأهمية على غرار محاربة الإرهاب، وملف الهجرة السرية فضلا عن التعاون الاقتصادي. ولم تقدم المجلة الفرنسية التي أوردت الخبر التاريخ الحقيقي لزيارة الرئيس ماكرون إلى الجزائر في إطار هذه الجولة، لكن دأب العديد من الرؤساء الفرنسيين في المدة الأخيرة على زيارة الجزائر في شهر ديسمبر. كما من المتوقع أن يستقبل إيمانويل ماركون من قبل العديد من المسؤولين السامين في الدولة الجزائرية على رأسهم رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. وتعتبر هذه الزيارة الثانية من نوعها بالنسبة لماكرون منذ توليه سدة الحكم في مايو من العام 2017 حيث سبق له أن زار بلادنا في السادس ديسمبر من العام الماضي. وقد دأب الرؤساء الفرنسيون على زيارة الجزائر في العام الأول من فتراتهم الرئاسية لبحث مسائل عديدة مشتركة بين البلدين والعمل على تطوير وتحسين العلاقات بين البلدين التي تطغى عليها التوترات والخلافات المرتبطة بالذاكرة، وبخاصة منها ما تعلق بما اقترفته القوات الاستعمارية في الجزائر طيلة 132 سنة من الاستعمار. وفي زيارته للجزائر في السادس ديسمبر الماضي قال الرئيس الفرنسي إنه جاء إلى الجزائر « بصفته صديقا وشريكا يرغب في بناء وتعزيز الروابط بين البلدين خلال السنوات المقبلة»، مضيفا أن العلاقة التي يقترحها على الطرف الجزائري هي «علاقة الند للند تكون مبينة على أساس الصراحة والمعاملة بالمثل والطموح». لكن الزيارة التي قام بها ماكرون إلى الجزائر في ديسمبر الماضي كانت مخيبة لآمال الجزائريين فيما يتعلق بالجانب التاريخي بين البلدين، حيث رفض هذا الأخير الحديث عن الاعتراف بالجرائم الفرنسية في بلادنا ولا عن الاعتذار، وقال بدلا عن ذلك « أعرف التاريخ ولكني لست رهينة لماضي». وتأتي الزيارة الثانية لماكرون إلى الجزائر في ظرف خاص على العديد من المستويات، فبعيدا عن الجانب التاريخي الذي يظل محل خلاف بين البلدين، فإن العلاقات في الجانب السياسي تتميز بحوار مستمر بين الجزائر وباريس، لكن تشوبه بعض التوترات من حين لآخر بسبب بعض الملفات المطروحة. ومن المرتقب أن يطرح ماكرون على المسؤولين الجزائريين الرؤية الأوروبية فيما يتعلق بمحاربة ظاهرة الهجرة السرية، وهي الرؤية القائمة على بناء معسكرات لتجميع المهاجرين السريين فوق تراب دول الضفة الجنوبية للمتوسط، وهو ما ترفضه الجزائر جملة وتفصيلا، وتطالب بدلا عن ذلك بمقاربة شاملة لمحاربة هذه الظاهرة الخطيرة. وفي مجال التعاون الاقتصادي من المنتظر أن تتطرق الزيارة إلى توسيع مجالات التعاون و على رأسها النظر في ملف إقامة مصنع لعلامة « بيجو» للسيارات في الجزائر الذي لا يزال يراوح مكانه منذ فترة.