الجميع مقتنع بأهمية العودة للتكوين وسطرنا برنامجا لذلك أبدى مدرب اتحاد عين البيضاء السعيد بلعريبي، الكثير من التفاؤل بخصوص مستقبل فريقه في بطولة وطني الهواة الموسم القادم، وأكد بأن العمل المنجز خلال المرحلة الأولى، من التحضيرات يجعله مرتاحا بنسبة كبيرة، في انتظار إتمام برنامج العمل المسطر. بلعريبي، وفي حوار خص به النصر، على هامش المباراة الودية التي جمعت فريقه بترجي قالمة، أشار إلى أن مردود التشكيلة في تحسن مستمر من أسبوع لآخر، كما أوضح بأن الهدف المسطر لا يتجاوز عتبة ضمان البقاء بكل أريحية، والخروج مبكرا من دائرة حسابات السقوط، مع التفكير في المستقبل. في البداية مع تقييمكم لبرنامج التحضيرات، خاصة وأنكم عمدتم إلى التكثيف من اللقاءات الودية؟ الحقيقة أن التحضيرات تجرى وفق البرنامج الذي كنا قد ضبطناه، لأن الشروع في التدريبات كان في الموعد المحدد، والتحاق غالبية التعداد في اليوم الأول ساعدنا على الدخول مباشرة في صلب الموضوع، وذلك بالتركيز على العمل البدني، لأن الإستراتيجية التي انتهجناها رفقة الطاقم الإداري سمحت لنا بتنفيذ كامل البرنامج، مادام أمر الاستقدامات قد تم الحسم فيه بنسبة كبيرة، قبل انطلاق التحضيرات، وعليه يمكن القول بأننا جد مرتاحين لدرجة الجاهزية التي بلغتها التشكيلة، خاصة من الناحية البدنية، كما أننا حاولنا المرور إلى الجانب التقني والتكتيكي بإجراء العديد من المقابلات الودية. وماذا عن البرنامج المتبقي قبل نحو 3 أسابيع من انطلاق المنافسة الرسمية؟ لقد قسمنا التعداد إلى مجموعات، لخوض 4 لقاءات ودية في ظرف زمني وجيز، بمعدل مقابلة في اليوم، ضد كل من شباب باتنة واتحاد تبسة ووفاق سطيف وترجي قالمة، وهي الرزنامة المكثفة التي جسدناها ميدانيا، ونجحنا من خلالها في الوقوف على مدى جاهزية كل لاعب من الناحيتين البدنية والتقنية، مع محاولة تجريب بعض الخيارات المقترنة بالجانب التكتيكي، لأننا في فترة التحضير، والوقوف على النقائص أمر ضروري، لكن من دون تجاهل العامل البدني، لأن ما قمنا به منذ أول يوم من التدريبات، يجعلنا نتفاءل بخصوص جاهزية اللاعبين من هذا الجانب، ولو أننا سنضطر للتخفيف من ريتم العمل مع اقتراب موعد انطلاق البطولة، إذ سنخوض لقائين وديين في غضون الأسبوع القادم، ضد كل من وفاق واتحاد تبسة، وشخصيا أريد برمجة مباراة ثالثة في هذه الفترة، قبل الشروع في التحضير لمباراة الجولة الأولى من البطولة. لكن المتمعن في التعداد يقف للوهلة الأولى على تغيير جذري في التركيبة، فما سبب ذلك؟ ضبط التعداد كان بالتنسيق مع الرئيس حليم بركاني، وهذا وفقا للسياسة التي قرر انتهاجها، والتغيير الذي تم تسجيله كان نتيجة عملية التشريح التي أجراها رئيس النادي للوضع، انطلاقا من التجربة التي عايشها مع الفريق في نهاية الموسم الماضي، رغم أنني سبق لي وأن دربت الاتحاد في عديد المناسبات، لكن قرار المسؤول الأول على النادي كان صارما، وذلك بتوصله إلى قناعة تقضي بإحداث تغيير شامل على التعداد، وجلب عناصر جديدة، مما جعلنا نعمل على ضم بعض اللاعبين الذين نعرف إمكانياتهم، لأن هذا الجانب من شأنه أن يساعدنا على تجسدي برنامج العمل بسرعة، فضلا عن النية في تشكيل مجموعة منسجمة ومتناسقة فيما بينها، لأن الروح الجماعية تبقى ضرورية، وقد حاولنا التركيز على هذا الجانب منذ أول يوم من التدريبات، وهذا بالإلحاح على ضرورة تنصيب مصلحة الفريق فوق كل اعتبار، والعمل على خلق أجواء من التلاحم والتآزر بين اللاعبين، بعيدا عن أي مشكل يتعلق بالانضباط. وما هو الهدف الذي سطرتموه تحسبا للموسم القادم؟ كما يعلم الجميع، فإن اتحاد عين البيضاء ظل يعاني في وطني الهواة خلال المواسم الثلاث الفارطة، وذلك بسبب المشاكل الداخلية التي تخبط فيها، والتي لها علاقة مباشرة بالشق المادي، لكن الرئيس حليم بركاني، وبعد تجربته مع «الديريكتوار» في نهاية الموسم الفارط، أخذ فكرة واضحة عن الشؤون الداخلية للفريق، وعليه فقد اتفقنا منذ البداية على ضرورة تسطير ضمان البقاء في وطني الهواة كهدف رئيسي، مع المراهنة أكثر على التكوين، بالتركيز على العمل القاعدي، من خلال وضع لبنة أساسية لفريق مستقبلي، لأن الاتحاد ظل يعاني في السنوات الأخيرة من انعدام الاستقرار، وهي السياسة التي ستمتد في تجسيدها إلى الفئات الشبانية، بضمان هيكلة تقنية، مع العمل على التكفل بالجانب البيداغوجي للشبان، بحثا عن تفعيل سياسة التكوين، لتكون هذه الإستراتيجية كافية للتخفيف من الضغط المفروض على اللاعبين والطاقمين الفني والإداري على حد سواء، رغم أن الأنصار ما فتئوا يطالبون بتحقيق الصعود، لكن هذا الحلم يبقى صعب التجسيد ميدانيا، في غياب المقومات التي تسمح بذلك.