الترحاب الكبير والمشهود الذي حظي به المنتخب الوطني والوفد المرافق له وآلاف الانصار الجزائريين الذين طاروا الى الخرطوم من الجزائر وانحاء مختلفة من العالم لمؤازرة الخضر في معركة التأهل للمونديال التي كسبوها وثق الى حد كبير التقارب القائم بين الجزائر والسودان بحيث بدت الخرطوم أقرب الى الجزائر من القاهرة. فرهان المصريين على السودان كبلد جار تربطهم به حدود مشتركة ويقيم به اكثر من مليوني مصري سرعان ما سقط في الماء وتبخر كالسراب بين اجواء الفرحة التي غمرت الخرطوم تحت اهازيج الانصار الجزائريين وآلاف السودانيين المتضامنين معهم ومع الفريق الوطني.صعق المصريون وهم يشاهدون كيف اجتاح انصار الخضر العاصمة السودانية وكيف راحوا يجوبون شوارعها بالاعلام الوطنية. وذهل المصريون أكثر أمام الاقبال الملفت للسودانيين على الرايات الوطنية التي حملوها خلال المسيرات العفوية التي انخرطوا فيها مع المناصرين الجزائريين وقد حرصت السلطات السودانية على توفير استقبال حار وجيد للجزائريين وخصتهم بكل رعايتها بعدما كانت قد اعفت انصار الخضر من التأشيرة. كما سخرت السلطات السودانية كل امكاناتها في توفير كل الظروف للمناصرين خلال تواجدهم بالخرطوم وسهرت بشكل خاص على الجانب الأمني والتنظيمي وهي الجهود التي كانت محل تثمين من طرف رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في رسالة الشكر التي بعث بها الى نظيره السوداني عمر البشير فالمواقف المشرفة التي ظهر بها السودانيون شعبا و حكومة تعبر عن انصاف لتضحيات الجزائر من أجل القضايا العربية مثلما تترجم أيضا امتنانا للدور الايجابي الذي لعبته الجزائر من اجل حل الأزمة السودانية بأبعادها المختلفة والتزام الدبلوماسية الجزائرية بالعمل طبقا لمبادئها المعلنة دون أي تدليس أو مواربة فيما كانت مصر نفسها مصدر توتر للسودان لاسيما فيما يتعلق بمياه النيل وتشير كل المعطيات الى ان العلاقات الجزائرية - السودانية تتجه الى تعزيز عمقها الاستراتيجي على مختلف المستويات.