توقيف 13 حراقا بينهم 4 طلبة جامعيين بسواحل عنابة أحبطت وحدات البحرية التابعة للمجموعة الإقليمية لحراس السواحل بعنابة، سهرة أول أمس الثلاثاء محاولة للهجرة غير الشرعية ، كان فوج يتشكل من 13 عنصرا يعتزم القيام بها على متن قارب صيد تقليدي الصنع، و هو الفوج الذي يضم في تركيبته أربعة طلبة جامعيين، ثلاثة منهم من عنابة و آخر من ولاية قسنطينة، و قد تم توقيفهم بعد ساعة و 30 دقيقة من موعد الإفطار. و إستنادا إلى مصدر من المجموعة الإقليمية لحراس السواحل و كذا خلية الإعلام بمديرية الحماية المدنية بعنابة، فإن وحدات البحرية تلقت على معلومات أولية مفادها وجود مجموعة من الشبان تعتزم القيام بمحاولة للهجرة غير الشرعية مباشرة مع آذان الإفطار إنطلاقا من أحد شواطئ عاصمة الولاية، و هي المعلومات التي جعلت الوحدات المعنية تكثف من دورياتها الرقابية غبر الشريط الساحلي الممتد من الطارف إلى سكيكدة ،و قد تمكنت عناصر البحرية من التفطن لوجود قارب في عرض البحر، لتتكفل الوحدة العائمة " الملازم " بعملية المطاردة، حيث تم إعتراض مسار الزورق على بعد ثمانية أميال بحرية إلى الشمال من رأس الحمراء، و قد إستسلم جميع عناصر الفوج للأمر الواقع، و خضعوا لتعليمات و توصيات عناصر البحرية ، فألتحقوا دون أي رد فعل بالوحدة العائمة ، مع إسترجاع الزورق الذي كان مزودا بمحرك ميكانيكي طاقته 40 حصان بخاري، في الوقت الذي سمحت فيه عملية التفتيش بإكتشاف خمسة دلاء من البنزين و كذا ذخيرة من المواد الغذائية و الألسبة كانت بحوزة الحراقة..و حسب نفس المصدر المصدر فإن الوحدة العائمة تكفلت بإقتياد الحراقة الموقوفين إلى مقر المحطة البحرية الرئيسية بميناء عنابة، أين تدخلت فرقة من الحماية المدنية، و تكفلت بالفحص الطبي، و الذي كشف بأن جميع الموقوفين كانوا في صحة جيدة ، ليتم بعدها إحالة كل الحراقة على التحقيق الإداري، و قد إتضح بأن هذا الفوج يتشكل من 13 شباب تتراوح أعمارهم ما بين 20 و 32 سنة ، تسعة منهم ينحدرون من أحياء سيدي سالم، جوانوفيل، بوزراد حسين و لاكولون بعنابة، إضافة إلى ثلاثة عناصر من ولاية قالمة، و آخر من ولاية قسنطينة، تبين أثناء التحقيق المعمق معه بأنه طالب جامعي بمعهد البيولوجيا، خطط لبرنامج " الحرقة " بالتواصل مع ثلاثة من زملائه يقيمون بعنابة، ليتم ضبط برنامج الرحلة بعد الإتفاق مع وسيط من حي سيدي سالم متخصص في برمجة رحلات " الحرقة "، حيث دفع كل عنصر مبلغا ماليا يتراوح ما بين 6 و 8 ملايين سنتيم من أجل حجز مكان على متن القارب، و قد إختارت المجموعة موعد أذان المغرب من سهرة أول أمس الثلاثاء كتوقيت لإنطلاق الرحلة إنطلاقا من شاطئ سيدي سالم، محاولين في ذلك إنشغال أعوان البحرية بالإفطار، لكن هذه الحسابات سرعان ما سقطت في الماء، لأن وحدات حراس السواحل تمكنت من إكتشاف القارب من اول دورية قامت بها مباشرة بعد الإفطار، و قد تم توقيف " الحراقة " على بعد 8 أميال بحرية إلى الشمال من رأس الحمراء، بعد مغامرة لم تدم سوى 90 دقيقة. إلى ذلك فقد واصلت وحدات البحرية طيلة نهار أمس التحقيق مع الحراقة الموقوفين في محاولة للكشف عن هوية قائد الرحلة، قبل تقديمهم في الفترة المسائية أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة الإبتدائية. هذا الفوج هو الرابع من نوعه الذي يسقط في قبضة وحدات البحرية سواء الجزائرية أو الإيطالية خلال الأسبوع الجاري، مما يجسد عودة نشاط الهجرة غير الشرعية إنطلاقا من شواطئ عنابة منذ حلول شهر رمضان، لأن المجموعة الإقليمية لحراس السواحل بعنابة كانت ليلة الأحد إلى الإثنين قد أوقفت فوجا يتشكل من 23 شخصا، بينما قامت قوات خفر السواحل التابعة للبحرية الإيطالية بعمليتين مماثليتين إستهدفت " حراقة " جزائريين كانوا على مشارف جزيرة سردينيا، يضم الأول 26 عنصرا، في حين يتشكل الثاني من 16 شابا ، و هي حصيلة تؤكد على إستيقاظ " بارونات تهريب البشر " و عودتهم إلى النشاط بعد تراجع ملحوظ منذ مطلع السنة الحالية ، جراء تكثيف وحدات البحرية لنشاطها الرقابي، و دورياتها الروتينية على مستوى المناطق التي كان يتخذها " الحراقة " نقطة إنطلاق لرحلاتهم، خاصة منها شواطئ سيبوس، الخروبة،سيدي سالم، جنان الباي و الرمال الذهبية بعنابة و كذا الشط و لاميسدا بالطارف، إضافة إلى نجاح الجهات الأمنية بولاية عنابة في توقيف العديد من الوسطاء في برمجة الرحلات متن " قوارب الموت " بإتجاه جزيرتي سردينيا و لامبادوزا بإيطاليا .