محمد بلهواري ذاكرته تختزن أمهات الكتب و المؤلفات اشتهر الشاب محمد بالهواري صاحب 36 ربيعا من بلدية عريب بولاية عين الدفلى بقدرة حفظه لمختلف النصوص و الأشعار بعد سماعها وتصفحها لبضع دقائق ،لدرجة أضحى يلقب وسط السكان بالخليفة العباسي جعفر المنصور وقصته الشهيرة مع الأصمعي . اكتشف قوة ذاكرته عندما كان في رحلة علاج طويلة بالعاصمة منذ 12 سنة مضت ، وذلك في لحظة غيرت مسار حياته لازالت عالقة في ذهنه حيث قال " عندما كانت أعالج بمستشفى مصطفى باشا بالعاصمة أهدتني ممرضة مصحفا ففتحت المصحف الشريف على سورة هود التي تضم123 آية فبدأت في قراءتها ،فحفظتها في اقل من أربعة أيام" . وترك بعدها مقاعد الدراسة في مرحلة المتوسط ، وهو القرار الذي لم يعجب والده ،حيث التحق بزاوية سيدي بلحاج ببلدية عريب ،فاستطاع خلال اليوم الأول من حفظ أربعة أحزاب كاملة جعلت والده يستحسن الأمر. وأكد للنصر أنه تمكن من حفظ كتاب الله في ظرف 5 أشهر.ومنه ازداد تعلقه وشغفه بالكتب و المصنفات في محاولة لترويض ذاكرته التي تعودت على الحفظ بسرعة كبيرة.كما واكب عديد المواقف النادرة التي أثرت فيه قبل الغير "حياتي مليئة بالنوادر و الحوادث الغريبة كتلك التي وقعت مع مواطن سعودي ّعندما قلت له عندما تقرأ الآية"انك لميت" وهي الآية التي يخاطب فيها الله عز وجل رسول الله عليه الصلاة والسلام بان يخفض صوته تأدبا لرسول الله فبكى ، وأخرى عندما كنت بمدينة الجسور المعلقة فاستهزأ بي طالب في صورة المتحدي بأني لا أحفظ كتاب الله فقالت له أن يكف على ذلك إلا أنه أصر على موقفه وقدم لي لوحة مكتوب عليها (ثمن) من سورة الروم طالبا مني اضبط كلماتها إن استطعت، فمسكت اللوحة واهتديت إلى حيلة تبقى راسخة في ذهنه ، حيث قمت بضبط كلماتها بطريقة مقلوبة من آخر كلمة إلى أولها عقدت لسانه وأشرت لصورة الشيخ بلقايد التي كانت معلقة على الجدار وقلت له إن هذا ببركة هذا الشيخ ". كما تحداني طالب قران آخر معروف بقوة حفظه قائلا له بأنه لا يستطيع بلوغ سورة الأعراف المؤلفة من حزبين و 206 آية مؤكدا لي أن استطعت حفظها إما أنا أو أنت في هذه الزاوية ، فأمسكت بالمصحف الكريم وحفظت ذلك من الظهر إلى العصر فقط . والشاب محمد بلهواري بقدر مايحفظ النصوص العادية له ملكة قوية في حفظ القصائد و الأشعار وله باع طويل في ذلك رغم محدودية مستواه التعليمي " حكايتي مع قصيدة الهمزية المؤلفة من 475 بيت وعشرات الصفحات التي حفظتها مثلما وجدتها وعندما أعدت قراءتها على احدهم أوقفني قال لي لقد حفظتها بطريقة غير مرتبة فأعدت ترتيب صفحات الكتاب من جديد دون أن أرجع إلى المؤلف الأصلي. انه سر رباني لازال يلازم هذا الطالب الباحث عن العلم معلق على انفتاح عقله وقلبه بالقول "انه فتح من الله تعالى حفظت قصيدة البردة المؤلفة من 162 بيتاً بعد أن سمعتها مرتين دون أن اقرأها ولو لمرة واحدة ،حفظت متن ابن عاشر في الفقه المكون من 314 بيت في يومين وسكنت جوهرة التوحيد لبرهان الدين ابن إبراهيم اللقاني المؤلفة من 160 بيتا ذاكرتي بعد أن داومت على قراءتها أربعة أيام وغيرها من المواقف ،ويعود الفضل في ذلك إلى الله سبحانه وتعالى ثم إلى ترويض الذاكرة وتعويدها على الحفظ" .