يعيش سكان العديد من أحياء بلدية سوق أهراس، أزمة حادة في التموين بالمياه عمرت طويلا، رغم وعود المسؤولين المحليين الذين عقدوا العديد من الجلسات و صرحوا بأن عملية توزيع المياه ستتحسن، حيث ناشد سكان هذه الأحياء مسؤولي الجزائرية للمياه. و عبر هؤلاء في اتصال بالنصر، عن تذمرهم من طول المدة في تزويدهم بالماء الشروب و التي فاقت الأسبوعين أو أكثر، في حين تعيش أحياء أخرى انتعاشا كبيرا في التزود بهذه المادة، حيث يتزودون مرة كل ثلاثة أيام و لمدة 10 ساعات كاملة. و يرى السكان، بأن عملية تموين الأحياء غير عادلة، فيما ترجع المؤسسة السبب، إلى أن هذه الأزمة تعود إلى بعض الأشغال في شبكة التوزيع، إضافة إلى تراجع كبير في منسوب مياه سد عين الدالية الممون الرئيسي لمدينة عاصمة الولاية، الذي وصل إلى ثلاثة ملايين من أصل 82 مليون متر مربع طاقته الحقيقية. كما عرفت الولاية، قلة تساقط المياه، فيما ذكرت ذات المصادر، أن هناك العديد من المشاريع التي برمجت مازالت في طور الانجاز للتخفيف من هذه الأزمة، على غرار المشاريع التي انطلقت بها الأشغال، تخص أساسا إعادة تأهيل شبكة توزيع المياه الصالحة للشرب بمدينة سدراتة و إنجاز 30 خزانا مائيا عبر عديد بلديات هذه الولاية الحدودية، إلى جانب اقتناء شاحنتي صهريج بسعة 10 آلاف لتر للواحد. و من شأن تجسيد هذه المشاريع، أن تسمح برفع و تحسين التموين بهذه المادة الأساسية وذلك بعد استكمال البرنامج الاستعجالي الذي استفادت منه الولاية في مجال التدعيم بمياه الشرب خلال سنة 2018 و القاضي بإنجاز 17 بئرا عميقة عبر عديد البلديات من طرف مؤسسات وطنية و كذا تجديد قناة جلب المياه الشروب انطلاقا من محطة تجميع مياه الآبار الارتوازية بمدينة تاورة إلى غاية خزان «قادري» بعاصمة الولاية، للقضاء على النقاط السوداء لتسربات المياه. و بالإضافة إلى ذلك، يضم البرنامج إعادة تأهيل محطة الضخ بحي 26 أفريل 1958 بعاصمة الولاية و كذا محطة الضخ النقطة الكيلومترية 108، حسب ذات المصدر، مشيرا إلى أن هذه الآبار الموجهة أساسا لضمان تزويد السكان بمياه الشرب، تتوزع على خمس آبار ببلدية تاورة لتدعيم سكان بلديات كل من سوق أهراس و تاورة و المراهنة و الزعرورية و سيدي فرج و ويلان بمياه الشرب و أربعة آبار ببلدية مداوروش لتدعيم مداوروش و سدراتة بماء الشرب و ثلاث آبار في المشروحة، فيما تتوزع الآبار المتبقية على بلديات كل من تيفاش و تارقالت و سافل الويدان و أولاد ادريس و عين الزانة و الحنانشة، إلا أن هذه المشاريع عرفت تأخرا كبيرا في الانجاز و سبق للوالي السابق بداوي عباس، أن التزم بالانتهاء منها أوت المنصرم، لكنه تحول إلى ولاية أخرى و بقت أزمة المياه بالولاية و بعاصمتها على وجه الخصوص و مع مجيء الوالي الجديد محمدي فريد، أعطى تعليمات لمسؤولي قطاع الموارد المائية بالولاية، لتحسين عملية التموين و تحقيق العدالة بين الأحياء. إلا أن الأمور لم تتحسن و سجلت فوضى في التموين، فأحياء يبذر فيها الماء و أخرى تعيش العطش، على سبيل الذكر، نقل لنا سكان حي رباحي نوار أنهم انتظروا الماء عشرة أيام و بعد وصول الماء إلى حنفياتهم، لم يستغرق ذلك إلا عشرين دقيقة، في حين لم تصل المياه إلى حي باولو 1 و 2 لمدة فاقت 17 يوما، مما دفع بالسكان إلى اللجوء إلى الأحياء المجاورة للتزود بالماء، وسط غياب تموين الأحياء بالصهاريج كما جرت عليه العادة.