متظاهرون مصريون يقتحمون سفارة إسرائيل ويرغمون السفير على الرحيل غادر السفير الإسرائيلي في مصر فجر هذا السبت عائدا إلى إسرائيل على متن طائرة أقلعت من القاهرة بعد أن اقتحم متظاهرون السفارة الإسرائيلية في العاصمة المصرية، هذه التطورات زادت في التوتر الذي تمر به العلاقات الإسرائيلية المصرية في مرحلة ما بعد مبارك. وقد اقتحم متظاهرون مصريون مقر السفارة الإسرائيلية في القاهرة ليلة الجمعة إلى السبت وألقوا ببعض الأوراق والمستندات الخاصة بالسفارة في الشارع. . و كان المتظاهرون هدموا قبل ذلك جدارا خرسانيا إقامته السلطات المصرية مؤخرا أمام مقر السفارة لحمايته. هذه التطورات السريعة دفعت وزارة الداخلية المصرية إلى رفع درجة الاستنفار الأمني لمواجهة الأحداث بالمنطقة المحيطة بالسفارة الإسرائيلية ومديرية أمن الجيزةبالقاهرة. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن مصدر أمني أن "وزير الداخلية منصور العيسوي أصدر أوامر بإعلان حالة الاستنفار الأمني لمواجهة تلك الأحداث مع التأكيد مجددا على أن يكون التعامل مع المتظاهرين في إطار ضبط النفس والالتزام بالشرعية والقانون".و أضافت الوكالة أن المواجهات تجددت صباح أمس بين المتظاهرين وقوات الأمن المركزي بميدان النهضة بالجيزة حيث مقر السفارة الإسرائيلية وعلى بعد خطوات من مديرية أمن الجيزة حيث استمر المتظاهرون في رشق القوات بالحجارة في الوقت الذي واصلت فيه قوات الأمن إطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع في محاولة لتفريق المتظاهرين وهو ما أدى إلى وقوع العديد من المصابين بين الطرفين.و قتل ثلاثة أشخاص في المواجهات التي وقعت ليلة الجمعة إلى السبت بين الشرطة والمتظاهرين في محيط السفارة الإسرائيلية إضافة إلى شخص رابع كان توفي اثر إصابته بأزمة قلبية ، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية أمس عن مصادر طبية في ثلاثة مستشفيات. وأفادت هذه المصادر للوكالة أن جثث القتلى الثلاثة موجودة في مستشفيات أم المصريين والعجوزة والمنيرة في القاهرة من دون أن توضح طبيعة الإصابات التي أدت الى مقتل الأشخاص الثلاثة. وقالت مصادر طبية وأمنية أن عدد المصابين من جراء المواجهات العنيفة التي استمرت طوال الليل تجاوز الألف شخص من بينهم قرابة 300 شرطي. وألقت الشرطة العسكرية القبض على 19 شخصا، أحيلوا الى النيابة العسكرية التي بدأت التحقيق معهم. وكانت مصادر إسرائيلية ذكرت أن 6 من عناصر أمن السفارة احتجزوا داخلها قبل تدخل القوات العسكرية المصرية وتحريرهم، وفي هذا الوقت شددت إسرائيل إجراءاتها الأمنية أمام السفارة المصرية تحسبا لأي طارئ. في سياق متصل، أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما مساء أول أمس عن "قلقه الشديد" لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بعد اقتحام سفارة إسرائيل في القاهرة من قبل متظاهرين، وطلب من السلطات المصرية حماية السفارة.ذكر بيان للبيت الأبيض أن أوباما "استعرض الاجراءات التي تتخذها الولاياتالمتحدة على جميع المستويات للمساعدة على إيجاد حل لهذا الوضع بدون عنف إضافي، كما دعا الحكومة المصرية الى الوفاء بالتزاماتها الدولية لتأمين حماية السفارة الإسرائيلية. هذه التطورات، أربكت تل أبيب إلى أبعد الحدود، ما دفع برئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إلى استدعاء وزراء حكومته للإجتماع فوراً لبحث تفاقم أزمة المظاهرات المصرية أمام السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، وما ترتب عليها من هدم الجدار الذي أنشئ لحماية السفارة، بجانب إنزال العلم الإسرائيلي للمرة الثانية قبل اقتحامها بساعات. م.م/الوكالات