يعرف مشروع ترميم البنايات القديمة بوسط مدينة عنابة، وتيرة بطيئة جدا، جعلت سكان العمارات و الأحياء التي مستها الأشغال، يطالبون بتدخل مديرية التعمير و البناء و الهندسة المعمارية و كذا بلدية عنابة، لتوجيه إعذارات للمقاولات، من أجل رفع وتيرة العمل و تدعيم ورشاتهم. ذكر مواطنون في تصريح للنصر، أن بعض العمارات بقيت ورشة مفتوحة لقرابة السنة، رغم أن مدة الانجاز و الترميم محددة ب 6 أشهر فقط، مما انجر عنها إزعاج السكان و عرقلة حركتهم، إلى جانب نشاط المحلات التجارية، ناهيك على خطر سقوط الأعمدة الحديدية و مخلفات الأشغال و كذا عرقلة حركة المرور، خاصة بالشوارع الحيوية بمحيط ساحة الثورة، كما انتقد المواطنون حتى نوعية الأشغال التي لا تتلاءم مع وضعية بعض الأجزاء من العمارات التي تتواجد في حالة جد متقدمة من الهشاشة. من جهتهم أكد مسيرو ورشات تحدثوا للنصر، على أن سبب تأخر الأشغال يعود إلى عدم صب الأموال و صعوبة إيجاد اليد العاملة المؤهلة المختصة في الترميم، أغلبهم يغادرون العمل بسبب تأخر صرف أجورهم، نتيجة لارتباط مؤسسات الانجاز بوضعيات مالية عالقة لدى مصالح مديرية التعمير و البناء، التي أكد مصدر على مستواها، بأنها تعمل على تسوية على جميع الوضعيات المالية العالقة. من جهتهم انتقد مواطنون تنفيذ مشروع الترميم، كونه لم يكن مدروسا بشكل دقيق من حيث المواقع التي تنطلق بها الأشغال و كذا اختيار مؤسسات الانجاز التي بينت بأنها غير مؤهلة بالشكل الكافي. و عبر مواطنون بحي لاكولون، عن استيائهم من عدم إدراج عماراتهم الموجودة في نفس الشارع الذي يخضع للترميم، على غرار نهج براري خميس، لم تمس الأشغال عمارات سلالمها المهددة بالانهيار على رؤوس ساكنيها، رغم أن واجهات العمارات في حالة جيدة و ينقصها الطلاء فقط، فيما أكد السكان على أنهم قدموا طلبات تدخل للمصالح المعنية من أجل الترميم، غير أنها لم تتحرك، رغم إجراء معاينة تقنية لمصالح البلدية لتحديد الأضرار، مطالبين والي الولاية بالتدخل و إيفاد لجنة لمعاينة العمارات من الداخل و إدراجها ضمن مشروع الترميم كونها واقعة خلف الشارع الرئيسي الذي نصبت به ورشة الانجاز. و أكد تقرير المجلس الولائي حول مشروع ترميم البنايات القديمة المتواجدة وسط النسيج العمراني، على أن بعض البنايات التابعة للخواص لا تصلح للترميم و يمكن تهديمها و بناؤها من جديد، كما لا يجوز تضييع مبالغ مالية معتبرة في تلك الترميمات، مطالبين بمراعاة هذا الجانب عند القيام بالأشغال. و ذكرت مصادرنا، أن المصالح المختصة قامت بإخضاع 11 ألفا و 43 بناية عتيقة بمدينة عنابة للخبرة التقنية، قصد التشخيص و إعادة التأهيل و المحافظة على نسيجها المعماري الأصيل و تمثل هذه البنايات نحو 80 بالمائة من مجموع البنايات العتيقة بوسط المدينة التي تتوزع عبر 12 حيا، تأتي في مقدمتها المدينة العتيقة «بلاص دارم» بمجموع 2405 بنايات عتيقة و شملت الخبرة التي أجريت، بنايات يعود بعضها إلى ما قبل القرن ال19. و توجد بنايات مستغلة لغرض السكن بوسط المدينة، تعود أغلبها للحقبة الاستعمارية، منها المحيطة بساحة الثورة، بمجموع 1322 بناية و كذا حيي سيدي إبراهيم و واد الذهب ب 1559 بناية و1549 على التوالي. كما تتركز أغلب البنايات ذات الملكية الخاصة، بكل من حي لاكولون الذي يضم 1427 بناية و ديدوش مراد ب 1098 بناية و بني محافر ب148 بناية قديمة، فيما تتوزع باقي البنايات العتيقة لمدينة عنابة، عبر أحياء بور سعيد و بلعيد بلقاسم و سيبوس.