شكلت الجولة التاسعة والعشرون وما قبل الأخيرة لبطولة الجهوي الأول لرابطة قسنطينة، محطة ترسيم تتويج شباب الميلية باللقب، واقتطاع تأشيرة الصعود إلى قسم ما بين الرابطات، رغم الهزيمة التي تلقاها بقسنطينة على يد وفاق عباس، وهو التعثر الثاني على التوالي، الذي يسجله «الفرسان الحمر»، لكنه لم يقطع أمامهم الطريق المؤدي إلى منصة الأبطال. تتويج شباب الميلية، تأكد بعد انهزام الوصيف جمعية عين كرشة بسكيكدة أمام «الممرات»، التي تبقى بمثابة الشبح الأسود الذي يطارد «الجيباك» كل موسم، لأن هذا التعثر لم يختلف كثيرا عن سيناريو الموسم الفارط، رغم تغير المعطيات، ونتيجته صبت في مصلحة شباب الميلية، الذي وضع نقطة النهاية لسباق الصعود، بالحسم في مصير اللقب، قبل جولة من نهاية البطولة. على النقيض من ذلك، فإن الرؤية تبقى غامضة على مستوى مؤخرة الترتيب، لأن سريع الحروش مازال يتمسك بحظوظه في تفادي السقوط، والفوز الذي حققه على حساب اتحاد تالة إيفاسن مكنه من بعث الحظوظ، خاصة وأنه تزامن مع انهزام شباب حمادي كرومة في الديربي، الذي جمعه بجيل منزل الأبطال، الأمر الذي يبقي مصير السقوط معلقا على نتيجة قمة «النجاة» التي ستضع الفريقين وجها لوجه، يوم السبت القادم في جولة إسدال الستار. وفي سياق متصل، فإن بعض الفرق مازالت تصارع من أجل الخروج نهائيا من منطقة الخطر، لأن السقوط إلى الجهوي الثاني قد يكون المصير الحتمي لثلاثة أندية، بالنظر إلى وضعية فرق نجم القرارم، اتحاد عين الحجر، شباب بئر العرش وجمعية أولاد زواي في قسم ما بين الرابطات، وسقوط ثنائي من هذه القائمة سيرفع عدد النازلين من الجهوي الأول إلى ثلاثة، وعليه فإن التنافس يبقى متواصلا بين نجم عين ولمان، ترجي تاجنانت وجيل رجاص، وبدرجة أقل وفاق عباس، من أجل الخروج نهائيا من دائرة الحسابات، واللافت للانتباه أن «الواك» سيكون الوحيد الذي سيجبر على الدفاع عن حظوظه، خارج الديار في جولة إسدال الستار، مما يبقيه بحاجة إلى تعادل لترسيم البقاء. ص / فرطاس رابطة عنابة: ثلاثي المقدمة بنفس الوتيرة وتأجيل الفصل في التأشيرة كرسّت مخلفات الجولة السابعة والعشرين، الوضع القائم على مستوى قمة هرم الترتيب، وذلك بعد سير ثلاثي المقدمة بنفس السرعة، الأمر الذي يبقي الغموض يكتنف هوية البطل، مع احتفاظ الفرق الثلاثة بحظوظها في اعتلاء منصة التتويج، لكن بدرجات متفاوتة، سيما وأن رزنامة الجولات المتبقية، تتضمن مواجهة مباشرة واحدة بين الرائد الحالي أولمبي الطارف، ومطارده المباشر شباب هواري بومدين، في جولة اسدال الستار. وحقق أولمبي الطارف الأهم، بتخطيه عقبة الضيف اتحاد حمام الشلالة بثنائية نظيفة، لينتزع الفوز الرابع تواليا، مما سمح له بالمحافظة على مشعل القيادة، بفارق نقطتين عن أبناء «الهواري»، الذين فكوا عقدة الديربيات القالمية، باختراق أسوار «القلعة» بنجاح، بينما واصل أولمبي بومهرة مراقبة السباق عن كثب، بفضل الانتصار العريض الذي عاد به من بوشقوف، أين أحسن الاستثمار في أزمة النجم المحلي، ليصل إلى 14 مباراة دون هزيمة، تخللتها 3 تعادلات فقط، لكن ذلك لم يشفع لأبناء «بيتي» من اعتلاء الصدارة، بل التواجد في الصف الثالث، على بعد 4 خطوات من الرائد الحالي. بالموازاة مع ذلك، فقد اتضحت الرؤية أكثر على مستوى المؤخرة، بعد حزم أولمبي قلعة بوصبع الحقائب، لمرافقة جيل سيدي سالم إلى الجهوي الثاني، إثر انهزامها أمام شباب هواري بومدين، خاصة بعد انتفاضة نجم العقلة في الونزة، وكذا اتحاد بوخضرة في سوق أهراس، مقابل ظفر اتحاد بلخير بنقاط الديربي، الذي جمعه بشباب هيليوبوليس، ولو أن شبح السقوط مازال يتربص بعدة أندية، لأن «كوطة» المتدحرجين إلى الجهوي الثاني، قد ترتفع إلى ثلاثة بالنظر إلى تواجد كل من حمراء عنابة، نجم البسباس ونصر الفجوج، في دائرة تفادي النزول من قسم ما بين الرابطات.