يعتبر المهاجم نذير قريشي قصة تحوّله لفريق النادي الصفاقسي، قادما من اتحاد الشاوية، الناشط في قسم الهواة "مجموعة الشرق"، درسا مجانيا لكل شاب طموح، مؤكدا في حوار للنصر أن بعض الرؤساء والمدربين، سبب "قبر" عدة مواهب بسبب الحقرة والتهميش. حاوره: مروان. ب ماذا يطبع يوميات نذير في شهر الصيام ؟ هذه هي المرة الأولى التي أقضي فيها شهر رمضان بعيدا عن العائلة، بحكم تواجدي مع فريقي النادي الصفاقسي التونسي، الذي لا يزال مرتبطا بأجواء المنافسة الرسمية، في انتظار استكمال الموسم، والعودة إلى أرض الوطن من جديد، من أجل الاستمتاع ولو بأيام قليلة من الشهر الفضيل رفقة الأحبة والأصدقاء. قصة تحوّلي لعملاق الجنوب التونسي رسالة لأعداء النجاح وكيف تصف أجواء الشهر الفضيل في تونس؟ لكي أكون صريحا معكم، أنا أشتاق لأجواء رمضان في الجزائر، فالأمور تبدو مختلفة في تونس، بالنظر لبعض العادات والثقافات المغايرة، وبعد مرور الأيام الأولى، لا أشعر بالأجواء الروحانية الموجودة في الجزائر، ولذلك آمل في انتهاء البطولة في أقرب وقت ممكن، من أجل الالتقاء بالعائلة، والاستمتاع بأيام الشهر الفضيل. ما هي أكلتك المفضلة وماذا تشتهي؟ لست متطلبا، وطبقي المفضل خلال شهر رمضان شربة فريك ولا أقبل غياب البوراك عن طاولة الإفطار، وبعد مرور الأسبوع الأول، أفتقد ل»صينية» قلب اللوز. هل أنت متابع لبرنامج تلفزيوني معين ؟ لست متابعا للبرامج التلفزيونية الجزائرية، وأقضي معظم وقتي بتصفح مواقع التواصل الاجتماعي ومتابعة بعض الأفلام، كما لا أضيع الحصة الترفيهية، التي تثب عبر قناة الحوار التونسي والمسماة بأمور جدية، فهي حصة رائعة، وتشهد متابعة كبيرة جدا من الجزائريين. من المغني الأقرب إلى قلبك ؟ استمع لكافة الطبوع الغنائية ولا أفضل نوعا على حساب الآخر، ولو أنني أميل أكثر إلى مغنيين، ويتعلق الأمر بالشاب مامي صاحب الحنجرة القوية، وكذا ملك الأغنية العاطفية الشاب عقيل الذي افتقدته الساحة الفنية، بالنظر إلى نوعية الأغاني الراقية التي كان يقدمها وصوته الجميل وكذا حضوره القوي. نجحت في «اختبارات» الهولندي كرول وهكذا بدأت قصتي مع الصفاقسي هل أنت إنسان عصبي أم هادئ في هذا الشهر ؟ أنا شخص هادئ للغاية، وازداد رزانة واتزانا خلال شهر رمضان، خاصة وأننا كمسلمين مطالبين بتجاوز أخطاء بعضنا البعض، كما علينا أن نقدم صورة جيدة عن الإسلام، الذي يتعرض لحملات شرسة، سواء في الداخل أو الخارج. ما هي الذكرى الأجمل والأسوأ في مشوارك ؟ أحسن ذكرى في مشواري، ولو أنها ليست إنجاز أو شيء من هذا القبيل، ولكنها ظلت راسخة في ذهني، وهي استدعائي من طرف مدربي السابق في جمعية الخروب عز الدين آيت جودي لمباراة نصر حسين داي لأول مرة، وأنا الذي كنت أنشط ضمن فريق الآمال، حيث ما زلت أتذكر تلك المواجهة بكل حيثياتها، وبخصوص أسوأ محطة في مشواري، فهي سقوطي مع مولودية قسنطينة الفريق العريق الذي أتمنى له كل التوفيق، ولم لا يعود إلى مكانته الطبيعية، وبالمناسبة استغل الفرصة لتهنئة الخروبية بالصعود إلى الرابطة الثانية، على أمل أن يحالفهم الحظ مستقبلا، ويعودون إلى مكانتهم مع الكبار. هل لك أن تشرح لنا سبب قلة ظهورك إعلاميا؟ لست بعيدا عن وسائل الإعلام، بل على العكس تماما، أنا تحت تصرفهم في أي وقت، ولكنني أعتقد بأن حملي ألوان فرق على مستوى الشرق الجزائري فقط، وراء عدم تداول اسمي بكثرة سواء عبر صفحات الجرائد الوطنية والمتخصصة أو حتى بلاطوهات القنوات التي انتشرت بقوة، وحتى عند انتقالي لفريق بحجم الصفاقسي بقيت بعيدا عن الأضواء، على اعتبار أنني أنحدر من قرية غير معروفة، ويتعلق الأمر ب"عين التراب" التابعة لولاية قالمة، والحقيقة الصادمة هو أنني لو كنت لاعبا من ولاية أخرى، أو خريج مدرسة نادي عاصمي لتحدث عني الجميع بإسهاب، خاصة بعد تألقي وتمكني قبل هذا من الظفر بعقد احترافي مع النادي الصفاقسي. الصيام أخلاق وفرصة لتقديم الصورة المثالية عن الإسلام كيف التحقت بنادي الصفاقسي وأنت الذي كنت تنشط في قسم الهواة فقط مع نادي اتحاد الشاوية ؟ التحاقي بنادي الصفاقسي التونسي كان مفاجئا للجميع، وجرى بسرعة كبيرة، والفضل في تحولي إلى هناك يعود إلى مدربي السابق في إتحاد الشاوية التونسي محرز بن علي، الذي اقترحني على المدرب الهولندي رود كرول، الذي عمل مساعدا له في النادي الإفريقي، حيث وافق الأخير على خضوعي للتجارب، وجربت حظي، ونجحت في إقناعه بمؤهلاتي، وهو ما جعله يمنح الضوء الأخضر للإدارة للتعاقد معي، لقد كنت سعيدا بالانضمام إلى فريق بهذا الحجم، خاصة وأنه يصنف ضمن الأفضل في تونس، إلى جانب كل من الترجي والنجم الساحلي والإفريقي. نجحت رغم كل شيء في تقديم أوراق اعتمادك بقوة، كيف تقيم بدايتك لحد الآن؟ بدايتي مع الصفاقسي لم تكن سهلة، على اعتبار أن الأمور مختلفة في تونس، مقارنة بما هو موجود في الجزائر، ولكنني نجحت بفضل التضحيات والعمل الجاد في تجاوز كل العقبات، إذ تحولت إلى لاعب أساسي خاض عديد المباريات إلى حد الآن ونجح في افتتاح عداده التهديفي، في انتظار التأكيد في قادم المواعيد بأنني صفقة ناجحة. هل هناك فرق في المستوى بين البطولتين التونسيةوالجزائرية؟ بطبيعة الحال، هناك اختلافات كبيرة، خاصة على مستوى المرافق والمنشآت الرياضية، كما أن الأندية التونسية في مجملها محترفة، رغم الأموال الكبيرة المنفقة في بطولتنا المحلية، أضف إلى ذلك أن الفرق في تونس متطلبة أكثر، ونتائجها على المستوى القاري أفضل بكثير، بدليل ما يبصم عليه الترجي التونسي في رابطة الأبطال. على ذكر الترجي، ما هي الأشياء التي تميزه، مقارنة بفرقنا المحلية وماذا ينقصها حتى نراها تنافس على المستوى القاري ؟ نادي الترجي يضرب به المثل في الاحترافية، ويعد الأفضل على المستوى القاري في الفترة الحالية، لما يضمه من نجوم متميزة، يتقدمها لاعب الخضر يوسف بلايلي، الذي كان له دور كبير في التتويج برابطة الأبطال الموسم الماضي، كما لعب دورا بارزا هذا الموسم في الوصول إلى النهائي، وهنا أود أن أضيف أمورا وقفت عليها خلال أشهري الأولى في تونس، وهي أن فرقهم تقدم كل متطلبات الكرة الحديثة، كما تضع اللاعبين في أفضل الظروف من أجل تفجير إمكاناتهم، على عكس ما هو موجود في بطولتنا المحلية التي تسير للأسف من السيئ إلى الأسوأ. لست الوحيد المحترف في تونس في وجود بلايلي ومزياني وعريبي، كيف ينظر التوانسة للاعب الجزائري ؟ فخر لنا أن نكون متواجدين بقوة في الدوري التونسي، فلاعبين من أمثال بلايلي ومزياني وعريبي إضافة كبيرة، وأي فرق عربية تود الظفر بخدماتهم، أتمنى له كل التوفيق، ولم لا نرى لاعبين جزائريين آخرين بألوان فرق كبيرة في تونس. لن أنسى موقف الرئيس ياحي وناب عني في طلب أجرة محترمة لعبت في الموك والعلمة والشاوية، لماذا لم تنجح في تفجير إمكاناتك كما هو الحال مع الصفاقسي الآن ؟ سؤال في محله، ويعود بي للعقبات الكثيرة التي صادفتها خلال مسيرتي الكروية، فرغم تألقي مع فرق الموك والعلمة والخروب، إلا أنني لم أحظ بفرص تطوير إمكاناتي، وهناك من حاول تدميري ليس لشخصي، بل لأن أعداء النجاح في الجزائر بالجملة، وفي مقدمتهم المدربون والرؤساء، فعوض أن يدعموا اللاعب ويعملوا على الاستفادة منه، يقومون بأشياء غير رياضية يعرفها العام والخاص، ولو أن هناك بعض الشرفاء الذين عملت إلى جانبهم على غرار المدربين نور بن زكري ورشيد ترعي، على العموم، لقد فررت بجلدي، وحفظت مشواري. ! من نبرة صوتك تبدو طموحا للغاية، أكيد تحلم بتجربة في أوروبا؟ مشواري الاحترافي لن يتوقف عند محطة النادي الصفاقسي، ولو أنني حريص على عدم «حرق» المراحل، لأن ذلك قد يعيدني إلى نقطة الصفر، أنا لست أفكر في مثل هذه الأشياء الآن، بقدر ما أنا مركز على ضرورة العمل بكل جدية وتفان، من أجل تطوير مؤهلاتي، التي تسمح لي بالانتقال إلى أوروبا، خاصة وأنني ما زلت لاعبا شابا. كلمة حول الرئيس ياحي، الذي سهل إجراءات انتقالك إلى الصفاقسي ؟ كل الشكر للرئيس عبد المجيد ياحي، الذي لم يقف أمام رغبتي في الانتقال إلى النادي الصفاقسي، حيث لم يشترط أي مبلغ مقابل تحويلي، بل على العكس تماما، اكتفى بطلب وحيد، يتمثل في تخصيص مسؤولي الصفاقسي لراتب شهري مقبول، وهو ما سهل إجراءات انضمامي إلى الفريق التونسي، الذي آمل أن أكون عند مستوى تطلعات مسيريه وأنصاره. ذنبي أنني أصيل قرية عين التراب ولاعبو "الجزائر العميقة" مهمشون ! هل تحلم بتقمص زي الخضر ؟ لا يوجد لاعب جزائري لا يحلم بتقمص ألوان الخضر، ولو أنني أدرك بأن الأمور لن تكون سهلة، في ظل التركيبة الرائعة للمنتخب الوطني، المشكل من نجوم تنشط في كبرى الفرق الأوروبية، أنا لا أزال لاعب شاب، وبإمكاني تطوير إمكاناتي أكثر، وتحقيق حلمي بالاحتراف الأوروبي، كونه السبيل الوحيد أمامي لارتداء زي الخضر. من تراه أفضل لاعب في البطولة المحلية ؟ من وجهة اعتقادي، أحسن لاعب في البطولة الوطنية، هو مدافع شباب قسنطينة نصر الدين زعلاني، الذي يبصم على مستويات رائعة على مدار السنيتين الماضيتين، ويستحق التفاتة من الناخب الوطني، خاصة في ظل المشاكل التي نعاني منها على مستوى الخط الخلفي. لاعبك المفضل في العالم ؟ البرتغالي كريستيانو رونالدو هو الأفضل بالنسبة لي، فالمتتبع لمبارياته يقف على حقيقة المستوى الذي وصل إليه، فهو لا يكل ولا يمل ولا يشبع من الألقاب، رغم رصيده الثري، وتتويجاته الكبيرة سواء مع الفرق التي لعب لها أو حتى مع المنتخب البرتغالي الفائز معه بكأس أمم أوروبا. ما هو فريقك المفضل عالميا؟ بما أن لاعبي المفضل هو كريتسانو، فبطيعة الحال سأكون مشجعا لريال مدريد، الذي أتمنى أن يعود بقوة الموسم المقبل، وهو الذي مر بفترات حرجة بعد رحيل المدرب زيدان والبرتغالي رونالدو. حكايتي مع آيت جودي خاصة ومنحني فرصة العمر في الخروب كيف عشت الحراك وأنت بعيد عن أرض الوطن ؟ عشت الحراك الشعبي للمطالبة بالتغيير بكل جوارحي، وتمنيت لو كنت متواجدا ضمن مسيرات الجمعة، غير أنني مرتبط مع فريقي التونسي، ولو أن هذا لم يمنعني من متابعة كل كبيرة وصغيرة تخص بلدي الجزائر، التي أتمنى لها الأمن والاستقرار والتطور والرقي، كما أؤكد لكم بأنني فخور لما بصم عليه هذا الشعب الأبي والعظيم، خاصة وأنه قدم صورا رائعة عن التحضر والوعي وهو ما أشاد به التوانسة.