خرج الجزائريون عبر مختلف الولايات في الجمعة 16 لتجديد مطالبهم بالتغيير الفعلي ورحيل رموز النظام، وتوفير الضمانات الكافية لتنظيم الاستحقاقات الرئاسية في ظل الشفافية، وذلك في ردهم على خطاب رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، من أجل بناء دولة مدنية ديمقراطية، مرددين شعارات «الجيش الشعب خاوة خاوة»، وسلمية سلمية وبتطبيق المادتين 7 و8 من الدستور. استأنف الحراك الشعبي حيويته التي لم تنقطع طيلة شهر رمضان، مباشرة بعد إحياء عيد الفطر، حيث لم تمنع هذه المناسبة الدينية التي تخصها الأسر بتبادل التهاني والزيارات العائلية، من الخروج في مسيرات شعبية حاشدة عبر شوارع وأحياء مختلف المدن، ورفع المتظاهرون شعارات مؤيدة للجيش الذي رافق الحراك الشعبي منذ انطلاقه يوم 22 فيفري، وبدولة مدنية ديمقراطية، وبتوفير مزيد من الضمانات قبيل تنظيم الانتخابات الرئاسية المقبلة، من بينها رحيل الباءات الثلاثة باعتبارهم من رموز النظام، رافضين بشدة استمرار حكومة نور الدين بدوي وإشرافها على تنظيم الاستحقاقات القادمة. وعارض المشاركون في المسيرات الشعبية التي جابت الشوارع الكبرى لمجمل الولايات، مضمون خطاب عبد القادر بن صالح، بدعوى أنه لم يحمل أي مستجدات تذكر، مصرين على رحيل كافة رموز النظام، رافضين التمديد لرئيس الدولة، داعين المؤسسة العسكرية إلى مزيد من الضغط لرحيل أوجه النظام، والشروع في محاسبة المسؤولين على مختلف المستويات، الذين أخفقوا في تسيير شؤون الدولة، رافعين شعارات « لا للخونة» «لا للانتهازيين» «نريد دولة القانون» و» لا للتمديد» و» لا للتأجيل». وبساحة البريد المركزي بالعاصمة، تجمعت حشود من المواطنين رافعين الراية الوطنية، دون أن يتمكنوا من اعتلاء سلالم المبنى الذي يعود تشييده للعهد الاستعماري، بعد أن قامت مصالح الولاية بغلقها بسبب الاضرار التي لحقتها جراء الوزن الزائد، حيث كان يتجمع بها عدد معتبر من المحتجين، وردد المتظاهرون شعارات تدعو إلى التغيير الحقيقي وبسلمية الحراك، دون تسجيل اي احتكاك مع عناصر الأمن، الذي نجحوا في تأطير الحراك، كما منعوا الحشود من الاقتراب من المبنى الذي يخضع لعمليات ترميم، رافضين الدعوة إلى الحوار التي وجهها عبد القادر بن صالح في خطابه الأخير لكافة فعاليات المجتمع، دون تسجيل صدامات ما بين الأمن والمحتجين. وقام المتظاهرون بتوزيع حلوى العيد على المشاركين في المسيرات السلمية، مما عكس الأجواء الاحتفالية التي رافقت الحراك منذ انطلاقه، بفعل درجة الوعي التي تحلى بها أفراد الشعب وحرصهم على سلمية الحراك وتفادي الانزلاقات، والحفاظ على مقومات الدولة، والمضي في خطى ثابتة نحو تكريس إرداة الشعب. وبتيزي وزو جدد المتظاهرون مطلب رحيل بن صالح وبدوي وأعضاء الحكومة، واتفقوا على وصف خطاب بن صالح بلا حدث، وسار المشاركون في المظاهرات عبر شوارع المدينة رافضين التمديد لرئيس الدولة، ونادوا ببناء دولة مدنية وتطبيق القانون على الجميع، نفس الشعارات رفعها سكان خنشلة رافضين بدورهم المساس بالجيش الوطني الشعبي، الذي يعمل على تطهير البلاد من الخونة، وعارض سكان الوادي بشدة أن يشرف على الانتخابات أشخاص كانوا محسوبين على النظام، وتوسعت المطالب بولاية تبسة التي شهدت هي الأخرى مسيرات حاشدة، إلى رحيل بعض البرلمانيين والمسؤولين وعدد من الوجوه السياسية، مع إسناد المرحة الانتقالية لشخصيات وطنية. وانتهت المسيرات الشعبية على غرار كل جمعة، بتنظيف الساحات العمومية، وغادر المتظاهرون الشوارع و أماكن التجمع في أجواء سلمية وفي نظام محكم، ساعد على توفيره عناصر الأمن، وجدد المتظاهرون استعدادهم المستمر للكفاح إلى غاية تحقيق كافة المطالب.