البنايات تستعيد جمالياتها دون الاستغناء عن عادة تسييج المداخل و النوافذ استعادت الأبواب و مداخل المنازل مكانتها الجمالية من جديد بعد أن فقدتها في العشرية السوداء لما فرضه التدهور الأمني من ظواهر غريبة جعلت البيوت أشبه بسجون لكثرة انتشار عادة تسييج الأبواب، النوافذ و الشرفات، غير أن استتباب الأمن أعاد الاهتمام بالجانب الجمالي للديكور الخارجي للبنايات و بشكل خاص الأبواب التي عرفت تفننا في اختيارها تماما مثلما كانت عليه في الماضي. و بعد أن فقدت مداخل أغلبية بيوت الجزائريين رونقها بسبب التسييج المبالغ لها دون مراعاة الجانب الجمالي، بسبب انتشار الجريمة ، استعاد الكثيرون الرغبة في تزيين و انتقاء أبواب جميلة و ذات جودة فنية تليق بالديكور العام للبنايات الفاخرة و السكنات الجديدة، دون التخلي عن السياج الحديدي الذي أدخل عليه بعض الحرفيين لمسة جمالية ضاعفت الطلب عليها و جعلتها تنافس الأبواب الخشبية القديمة التي دخلت قائمات الإرث التاريخي لسحرها الخاص مثلما هو شأن الكثير من البيوت بالمدينة القديمة بقسنطينة. و أكد حدد من الحرفيين في حرفة الحدادة بقسنطينة أن الزبائن باتوا يولون اهتماما أكبر بالجانب الجمالي للسياج الذي لم يعد الكثيرون يستغنون عنه تحسبا لعمليات السطو على المنازل التي لا تكف عن الانتشار، حيث زاد الطلب على أبواب الحديد ذات التصاميم العصرية التي تعتمد بشكل خاص على الحديد المشغول "فير فورجي" ، لأناقة تصاميمه التي لا تتناقض عموما مع ما يحيط بها من ديكور سواء داخل أو خارج البيت. و في قسنطينة زاد عدد الحدادين المختصين في صناعة و تطويع هذا النوع من الحديد بعد تضاعف الطلب على التحف المصنوعة منه و على رأسها الأبواب و الدرابزين حسب أحد الحرفيين بالمدينة الجديدة علي منجلي الذي قال أن أكثر زبائنهم من بلدية عين مليلة(أم البواقي) المعروفة بتطاول البنيان فيها و انتشار البنايات الفاخرة. و قال حرفي آخر ببلدية الخروب بأن الطلب على أبواب الحديد المشغول ذات التصاميم الأنيقة لم يعد مقتصرا على أصحاب الفيلات فقط و إنما وجدت لها مكانا بالشقق الجديدة و إن كانت تستغل أكثر كديكور منها كسياج لضمان الأمان حسبه. مؤكدا اختيار الأغلبية للتصميم الحامل لصور النباتات و أوراق العنب أكثر من غيرها من التصاميم المقترحة من قبلهم. و عن كيفية انجاز التصاميم الجميلة و العصرية لمثل هذه الأبواب، أوضح حرفي التقيناه بالصالون الثاني للإبداع بقسنطينة بأن عملهم لا يعتمد على التركيب فقط بل على تطويع المعدن أيضا، حيث يقومون بتجسيد أشكال الأوراق بمفردهم بالاعتماد على قوالب خاصة. و ذكر حرفيون آخرون في مجال فن الحدادة بأن الحديد المشغول"فير فورجي" لا يفقد رونقه و يجد له مكانا دائما بالبيوت، لسهولة تطويعها حسب التصاميم العصرية. و بخصوص أسعار الأبواب ذات التصاميم الفنية الراقية أكد الحرفيون أنها تحدد حسب متر مربع الذي يزيد عن ال20ألف دج، و غالبا ما تتراوح أسعارها بين 50 و 100ألف دج فما فوق. و قد تتحوّل هذه الأبواب بأناقة تصاميمها المميّزة إلى تحف فنية و إرث تاريخي مجسّم يروي تراث مادي و معنوي مثلما فعلت قبلها الأبواب الخشبية القديمة التي صنفت ضمن الإرث العمراني التاريخي.