«دار أم هاني» لم تتعرض لمقص الرقابة وانتقادات الممثلين روجت لها أطراف حاقدة قالت الروائية و المخرجة حفصة زيناي بأنها راضية عن مسلسلها الرمضاني «دار أم هاني»و سعيدة بالصدى الإيجابي الذي خلفه لدى المشاهدين ، مفندة كل الإشاعات التي روجتها حسبها بعض الأطراف الحاقدة، حول تعرض مشاهد منه لمقص الرقابة في التليفزيون الجزائري و انتقادات بعض الممثلين الذين شاركوا في تقمص شخصياته لمضمونه . ابنة عين البيضاء المبدعة التي يوجد برصيدها خمس روايات باللغة الفرنسية و فيلم سينمائي و مسلسلين تليفزيونيين، أوضحت في اتصال بالنصر، بأنها تعرضت فعلا للعديد من المشاكل قبل و أثناء تصوير هذه الكوميديا الدرامية ،التي كتبتها قبل أكثر من ثماني سنوات ولم تتمكن من تجسيدها لأنها لم تجد آنذاك ممولين . وعندما وافق التليفزيون الجزائري على إنتاجها، اصطدمت كما قالت - بضيق الوقت و التوقيت الإداري المفروض على الطاقم التقني ،مما جعلها تحذف ثلاثين مشهدا من السيناريو الأصلي لتكون في الموعد الرمضاني. و عندما سألناها إذا كان مخرج "الجمعي فاميلي"أو مساعديه قد عرضوا حقا على صاحب الفيلا التي صورت بها العمل، أن يؤجرها لهم بأضعاف المبلغ الذي اقترحته عليه، ردت بأن هذا الأخير أخبرها بذلك العرض وبرفضه له ، فلم تعر للأمر أدنى اهتمام و ليس لها أي مشكل مع المخرج جعفر قاسم، مؤكدة بأن علاقاتها جيدة مع كافة الممثلين الذين شاركوا في تقمص شخصيات «دار أم هاني» و كل ما قيل أو كتب عن انتقادهم لمضمون المسلسل حسبها مجرد إشاعات أو تأويلات خاطئة أو تحريف للآراء. ونوهت بجهودهم وجهود الفريق التقني في إنجاح «كوميديا درامية خفيفة و عادية موجهة لكافة المشاهدين و ليس لنخبة بعينها لا يمكن وضعها في خانة الأعمال الكبرى ، لكنها كسرت على الأقل كما قالت نمطية الدراما الرمضانية المليئة بالدموع و أن الجمهور هو الحكم. و تأسفت لما أسمته بحملة التشويه و «التكسير» التي رافقت التصوير و التركيب والبث ،فواجهتها كما أضافت بالصمت و الكثير من التحدي والتفاني في العمل. و أسرت إلينا بأن بجعبتها باقة من المشاريع التليفزيونية التي لن تتحدث عن تفاصيلها حتى تنطلق في تجسيدها وستصدر قريبا رواية جديدة، فهي لا تستطيع أن تعيش دون كتابة و إبداع،وأن كل أعمالها تعانق الواقع لتحلق بأجنحة الخيال الملونة حول محور واحد هو المرأة ثم المرأة. و كشفت لنا بأن أنديرا غاندي هي مصدر إلهامها الأول فقد أعجبت كثيرا بشخصيتها القوية و تحديها للقيود .كما تعتبر جدتها لأبيها «الشاوية الحرة والفحلة»ملهمتها الثانية و قدوتها في الشجاعة و التحدي و الشموخ والكبرياء و الكفاح رغم أنها توفيت و هي طفلة صغيرة ،لقد تحدت تعنت و جبروت عساكر فرنسا و قوانين حظر التجول خلال الثورة التحريرية ،لتؤدي على طريقتها رسالتها الوطنية و الإنسانية ،فكانت تخرج ليلا لتعالج المرضى و تتكفل بتوليد الحوامل و غسل الموتى وتعرض المساعدة و الدعم على كل من كان بحاجة إليهما. هذه السيدة العظيمة خلدتها الكاتبة في أول رواية لها وعنوانها «نهاية حلم»أصدرتها في سنة1985. الكاتبة و هي من مواليد 1951 أوضحت بأن هذه الرواية سلطت الضوء أيضا على امرأة لا تقل أهمية في حياتها و تركيبة شخصيتها عن جدتها وهي والدتها. كما رصدت فصولا مشرقة من نضال والدها المجاهد الشيخ بلقاسم واعتقاله على يد الجيوش الفرنسية ومعاناة عائلته ، مؤكدة بأن باقي رواياتها تجسد بشكل أو آخر حياتها الزاخرة بالأحداث و الحوادث والتنقلات و تنوع دراستها وتكوينها . فقد درست الأدب الفرنسي و دفعها عشقها للفن لدراسة الموسيقى بالمعهد العالي بالعاصمة ثم انتقلت إلى معهد الفنون الدرامية ببرج الكيفان قبل أن تشد الرحال إلى انجلترا حيث درست الأدب الانجليزي و فنون السينما و الإخراج . لقد أقامت هناك وبفرنسا و الولاياتالمتحدة لتعود كل مرة إلى أحضان الوطن الأم و الأجمل أنها لم تتوقف عن ترصيع يومياتها بالإبداع لقد أصدرت أربع روايات أخرى هي :»الرهان الضائع»و «الماضي المتفسخ»و «دون صوت» و « «حكاية نساء بالمنفى» واقتحمت عالم كتابة السيناريوهات وعملت كمساعدة مخرج ثم منتجة فمخرجة . أول فيلم سينمائي بمسارها عنوانه «الشيطان امرأة» دشنت من خلاله معركتها «المصورة» الأولى ضد الطابوهات و مشاكل التمويل و مقصات الرقابة بأنواعها،و انتزعت بصعوبة ترخيصا لعرضه و لو لمرة واحدة ووحيدة .و خاضت بعد ذلك تجربة المسلسلات التليفزيونية من خلال «فلة و البرىء» و أرغمتها الظروف الشخصية و حرصها على الحضور النوعي و المميز في الساحة الفنية كما قالت ،على الصمت و الانسحاب إلى الظل لسنوات قبل أن تحمل تحديا آخر من خلال مسلسل «دار أم هاني»،مؤكدة بأن خصمها اللذوذ في انجازه هو الوقت مما جعلها تحذف منه ثلاثين مشهدا و لا تنكر بأن ذلك أثر قليلا على مضمونه،دون أن يغيره أو يشوهه، وتنفي نفيا قاطعا تعرضه للرقابة التليفزيونية.