ضرورة تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء وتكثيف الدعم لها لضمان تحقيق أهدافها    ندوة علمية بالعاصمة حول أهمية الخبرة العلمية في مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية    بوريل: مذكرات الجنائية الدولية ملزمة ويجب أن تحترم    ربيقة يستقبل الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين    توقرت.. 15 عارضا في معرض التمور بتماسين    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة : عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    قريبا.. إدراج أول مؤسسة ناشئة في بورصة الجزائر    رئيس الجمهورية يتلقى رسالة خطية من نظيره الصومالي    اجتماع تنسيقي لأعضاء الوفد البرلماني لمجلس الأمة تحضيرا للمشاركة في الندوة ال48 للتنسيقية الأوروبية للجان التضامن مع الشعب الصحراوي    تيميمون..إحياء الذكرى ال67 لمعركة حاسي غمبو بالعرق الغربي الكبير    الفريق أول شنقريحة يشرف على مراسم التنصيب الرسمي لقائد الناحية العسكرية الثالثة    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    الجزائر ترحب "أيما ترحيب" بإصدار محكمة الجنايات الدولية لمذكرتي اعتقال في حق مسؤولين في الكيان الصهيوني    بوغالي يترأس اجتماعا لهيئة التنسيق    سوناطراك تجري محادثات مع جون كوكريل    عطاف يتلقى اتصالا من عراقجي    مكتسبات كبيرة للجزائر في مجال حقوق الطفل    حوادث المرور: وفاة 11 شخصا وإصابة 418 آخرين بجروح بالمناطق الحضرية خلال أسبوع    أدرار: إجراء أزيد من 860 فحص طبي لفائدة مرضى من عدة ولايات بالجنوب    توقيف 4 أشخاص متورطين في قضية سرقة    هذه حقيقة دفع رسم المرور عبر الطريق السيّار    الجزائر العاصمة.. وجهة لا يمكن تفويتها    توقيف 55 تاجر مخدرات خلال أسبوع    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 44056 شهيدا و 104268 جريحا    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    غزة: 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا ببيت لاهيا شمال القطاع    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    الجزائر تتابع بقلق عميق الأزمة في ليبيا    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    التسويق الإقليمي لفرص الاستثمار والقدرات المحلية    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    قمة مثيرة في قسنطينة و"الوفاق" يتحدى "أقبو"    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    مصادرة 3750 قرص مهلوس    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    ماندي الأكثر مشاركة    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    هتافات باسم القذافي!    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فاعلون في القطاع للنصر: لهذه الأسباب فقدت قسنطينة مكانتها السياحية
نشر في النصر يوم 15 - 02 - 2020

تتوفر قسنطينة على كل المقومات لتصبح مدينة سياحية بامتياز، فهي من أعرق و أجمل مدن العالم، تبهر زوارها بجسورها و عمرانها و تضاريسها و مناظرها الطبيعية الخلابة، و كل ما تتوفر عليه من موروث ثقافي و كنوز أثرية تروي حقبا تاريخية و حضارات متعاقبة،
ملف: أسماء بوقرن
و بالرغم من كل هذه الخصائص ، لم ترق سيرتا إلى مصاف المدن السياحية، لأسباب تتعلق من جهة بسياسة الإهمال و عدم الاهتمام بالقطاع السياحي، و من جهة أخرى، حسب من تحدثنا إليهم من الفاعلين في القطاع ، إلى عراقيل بيروقراطية تتعلق بالأساس بإجراءات الحصول على التأشيرة ، و كذا غلاء أسعار الفنادق و عدم ضبط دليل سياحي لإرشاد الزوار، و غياب التنسيق بين المعنيين، كما تحدثوا عن آثار العشرية السوداء التي لا تزال تلقي بظلالها على المدينة.
مدينة عريقة تحكي تعاقب الحضارات عليها
تتمتع قسنطينة بمقومات لا تعد و لا تحصى جعلتها مميزة، و توصف كأجمل مدن العالم، في مقدمتها تاريخها العريق الذي فاق 25 ألف سنة ، ترويه الحضارات المتعاقبة عليها من الفينيقيين، و الرومان، و البيزنطيين، ثم الحكم الإسلامي، إلى أن وقعت تحت وطأة الاستعمار الفرنسي لمدة ثلاثة عقود، قبل أن تفتك استقلالها عام 1962، و قد تركت كل حضارة بصماتها من خلال معالم أثرية تروي تاريخ هذه المدينة، و يمكن تقفيها من خلال المتحف العمومي سيرتا الذي يجسد آثار مختلف الحقب الغابرة، كما يمكن زيارة قصر الحاج أحمد باي، الذي يعد أحد الشواهد الحية على الحضارة العثمانية، و المقصد الأول لزوار المدينة، و يعتبر من المعالم التي لا تزال تحفظ ماء الوجه و تجعلك تتجول بأريحية مع السياح بداخله، لمحافظته على ديكوره العثماني و هندسته الرائعة التي تحكي عهد البايات بقسنطينة، كما يتوفر على شروط النظافة و حفاوة الاستقبال لزواره.
كما تزخر مدينة العلم و العلماء بمعالم كثيرة، كنصب الأموات و ضريح ماسينسيسا، و مدن أثرية كمدينة تيديس، الكائنة وسط طبيعة خلابة ببلدية بني حميدان، غير أنها غير مستغلة كما يجب، في استقطاب السياح.
تظاهرة عاصمة الثقافة العربية تحول مساجد عمرها قرون إلى خراب
تعد المساجد القديمة شواهد على تاريخ المدينة العريق، من خلال ما تبوح به هندستها من أسرار، كالجامع الكبير الذي بُني إبان عهد الدولة الزيرية، و مسجد الأمير عبد القادر المصمم وفق النمط الأندلسي، وهو أكبر مساجد شمال أفريقيا، و جامع سوق الغزل 1730م، و جامع سيدي الأخضر 1743م، وجامع سيدي الكتاني 1776م، و بعد أن طالتها يد الإنسان بغرض الترميم، و رد الاعتبار لها في إطار عاصمة الثقافة العربية، أفقدتها هويتها قيلا فتحولت إلى بنايات مهملة تنتشر في أرجائها القمامة و الردوم، و هو حال مسجد سيدي لخضر، قبل أن تتدخل البلدية لتنظيف محيطه، بعد أن أثارت صوره ضجة على مواقع التواصل .
مدينة مشيدة فوق صخرتين
و تشتهر عاصمة الشرق الجزائري بجسورها المعلقة التي تميزها عن مختلف ولايات الوطن، و تجعلها من المدن الفريدة من نوعها في العالم، فهي مشيدة فوق صخرتين من الكلس الصلب، تربطهما ثمانية جسور معلقة، تعلو وادي الرمال، كجسر باب القنطرة الذي يعد الأقدم، بناه الأتراك عام 1792 و هدمه الفرنسيون، ليبنوا على أنقاضه الجسر القائم حاليا و ذلك سنة 1863 ، بالإضافة إلى جسر سيدي راشد، الممتد على طول 447 مترا، و القائم على علو 12 مترا ، و جسر سيدي مسيد الذي يعد أعلى جسور المدينة و يبلغ علوه 175 مترا، و كذا جسر ملاح سليمان، المخصص للراجلين و المتمثل في ممر حديدي طوله 15مترا ، يمتع المار فوقه أو عبر سلالمه بنظرة بانورامية خلابة ، غير أن انتشار الأوساخ و الروائح الكريهة و التسربات المائية التي تشوه منظر مصعده، أثرت سلبا على مكانته و أثارت استياء زوار المدينة و سياحها.
و تتميز قسنطينة بعدة جسور أخرى كجسر مجاز الغنم و هو امتداد لشارع رحماني عاشور،جسر الشيطان، جسر الشلالات، و كذا جسر صالح باي المعروف بالجسر العملاق، و هي من أبرز المعالم التي تبهر كل من تطأ قدمه المدينة، سواء من زوار باقي الولايات، و حتى السياح الأجانب، الذين يعربون عن انبهارهم بجمالها، و يتساءلون عن سبب إهمالها و عدم استغلالها في الجذب السياحي، من خلال إنعاش سياحة المغامرات و ذلك بتسلق صخورها الوعرة، أو رياضة المشي.
مناطق غابية لاستقطاب عشاق «الروندوني»
تتمتع المدينة بطبيعة خلابة و مناظر قمة في الروعة، تجعلها مقصدا لهواة السياحة الجبلية من أجل التخييم في أعاليها و ممارسة رياضة المشي « روندوني»، بمناطقها الغابية ، في مقدمتها غابة جبل الوحش التي تعد من أجمل المناطق الغابية في بلادنا ، إذ تتميز بتنوع بيئي فريد من نوعه، و تتوفر على مختلف أنواع الأشجار، كأشجار الأرز الأطلسي وأشجار الزان، وشجرة السيكويا و تعتبر من أضخم الأشجار في العالم، و هي موجودة أيضا في مدينة كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، و تزينها البحيرات، غير أنها مهملة و غير مستغلة، و لم تنجح السلطات في رد الاعتبار لها، و لا حتى انجاز فضاءات للتسلية و للعائلات الباحثة عن الراحة، إذ يعتبرها الكثيرون متنفسا يبعدهم عن ضوضاء المدينة و هوائها الملوث.
كهوف تعود إلى ما قبل التاريخ تحول إلى إسطبلات
مدينة سيرتا التي بإمكانها أن تتحول إلى وجهة سياحية بامتياز، تخفي وراء صخورها كهوفا تعود إلى ما قبل التاريخ ككهف الأروى و كذا كهف الدببة الأثري بجبل سيدي مسيد، الذي لا تستطيع كل الكلمات أن تصف روعته، غير أن كهوف المنطقة و بفعل الإهمال، أصبحت عرضة للأعمال التخريبية، حيث قام بعض السكان ببناء جدار بداخل كهف الأروى و حولوه إلى إسطبل لتربية الأبقار، ما يدل على جهلهم بقيمته التاريخية و الثقافية.
حمامات عتيقة تثير الحنين إلى الماضي الجميل
تشتهر أم الحواضر أيضا بحمامات قديمة يعود تاريخها إلى العهد العثماني، منها التي لا تزال تحافظ على شكلها و هندستها، و يقصدها سكان المدينة و يفضلونها عن العصرية.
و يمكن إحصاء نحو 20 حماما بقسنطينة، و يعد حمام ثلاثة بحي الشط وسط المدينة، الأول الذي شيده الأتراك ، و يطلق عليه أيضا اسم «حمام الهوى»، لأنه بني فوق المنحدرات، و هناك أيضا حمام دقوج، حمام بولبزايم ،الكائن بشارع الأربعين شريف، حمام أولاد سيدي الشيخ في البطحة و هو مغلق منذ سنوات ، حمام بن نعمان الكائن أمام مسجد السيدة حفصة، حمام سيدي راشد بالسويقة، حمام بن جلول و حمام لعويسات، بشارع قيطوني عبد المالك، حمام بوقفة برحبة الصوف، حمام بلبجاوي بسيدي بوعنابة، و لا تزال بعض الحمامات تستقطب السكان لحد اليوم .
و برصيد سيرتا أيضا موروث لا مادي يتمثل في الألبسة التقليدية كقندورة القطيفة المطرزة بالفتلة أو المجبود، بالإضافة إلى قطع الديكور و الأواني النحاسية التي تعد أساس المنزل القسنطيني التقليدي.
أم الحواضر ..تنام باكرا و تتحول إلى ملاذ للمتجولين بالكلاب ليلا
من بين الأمور التي تجعل الزائر ينفر من المدينة و يعرقل مسار تحولها إلى مدينة سياحية، تحولها إلى مدينة للأشباح ليلا، فعاصمة الشرق الجزائري التي كانت في فترة ما قبلة للزوار من مختلف الولايات، لأنها تزداد جمالا في الليل، عندما تشعل الأنوار بجسورها و شوارعها فتتحول إلى جنة ساحرة، إلا أنها أصبحت تنام باكرا ، إذ يتوجه سكانها إلى منازلهم و تغلق محلاتها على الساعة الخامسة تقريبا ،و بالتالي تخلو شوارعها من المارة و تتحول إلى وجهة للمنحرفين و المتجولين بالكلاب . واقع يجعل الجميع يخشون التجول عبر أزقتها، خاصة القديمة التي أصبحت خالية بعد أن تم ترحيل سكانها، كحال حي السويقة، و حتى شوارعها الرئيسية كشارع العربي بن مهيدي و شارع 19جوان، و قد لاحظنا تجول أجانب بهذه الأزقة بعد غلق جل محلاتها في المساء، و هو ما يؤثر سلبا على الحركية السياحية بالمدينة، و يترك انطباعا سيئا لدى زوارها الذين قد يغادرونها، دون رجعة، بالرغم من انبهارهم بجمالها، حيث أكدت سائحة صينية التقتها النصر بالمتحف العمومي سيرتا، بأنها لم تكن تظن بأن هناك مدينة بهذا الجمال في الجزائر، معربة عن انبهارها بكل ما تتمتع به من مواقع أثرية و كذا موروثها الثقافي.
* خديجة عسكرتني مرشدة سياحية
السياحة الإلكترونية بوابة مكنت من استقطاب أجانب
خديجة عسكرتني مرشدة سياحية و أمينة عامة لنادي درب السياح بقسنطينة، متحصلة على شهادة ليسانس في الهندسة المعمارية، و مهتمة بالترويج للسياحة الداخلية، قالت للنصر بأن النادي اعتمد استراتيجية جديدة من شأنها أن تستقطب سواح أجانب و المتمثلة في السياحة الإلكترونية، بالاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي، و محاولة إبراز ما تزخر به المدينة من معالم أثرية ، من خلال تصوير الخرجات السياحية التي يقوم بها النادي و تقديم معلومات مفصلة حول كل معلم أو منطقة يخصونها بالزيارة، و ذلك في شكل فيديوهات و صور و نشرها، إذ تلقى تفاعلا لافتا بالأخص من أجانب الذين يحاولون التواصل معهم.محدثتنا قالت بأن السياحة الإلكترونية أثمرت استقطاب أجانب من هولندا و ألمانيا و الصين، والذين أعربوا عبر الصفحة عن انبهارهم بجمال المدينة، و يبدون رغبتهم في زيارتها غير أنهم غالبا ما يستفسرون عن الوضع الأمني للبلاد ، مضيفة بأن الأعضاء المشرفين على الصفحة يحاولون إقناعهم بتوفر الأمن و الاستقرار و يوثقون ذلك من خلال الفيديوهات.
و عن النتائج الذي حققها النادي في استقطاب السياح عبر البوابة الإلكترونية، أكدت المتحدثة أن العدد ارتفع بشكل ملحوظ في الفترة الممتدة بين سنتي 2017 و 2020 ، حيث استقبلوا أجانب من جنسيات مختلفة و نظرتهم بدأت تتغير.
* بلال ثنيو رئيس نادي المغامرات و النشاطات الجبلية بقسنطينة
نسعى لإنعاش السياحة الجبلية وسنجسد مشروع التسلق في الصخور
رئيس نادي المغامرات و النشاطات الجبلية بقسنطينة بلال ثنيو، الناشط في مجال السياحة و الذي يعكف من خلال الصفحة الرسمية للنادي على الترويج للسياحة الجبلية، إذ يرى بأن تضاريس المدينة و مناطقها الغابية تؤهلها لتصبح مدينة سياحية، موضحا بأنه اعتمد في البداية على الترويج للسياحة الداخلية من خلال استقطاب أفواج و تنظيم خرجات لكل من منطقة دراع الناقة و المريج و غابة جبل الوحش، و غابة شطابة و هي مناطق جبلية بامتياز ، بالإضافة إلى تيديس و جبال عين كرمة و كذا بني حميدان، كلها مناطق قال محدثنا بأنها أرضية خصبة للاستثمار في السياحة الجبلية، مؤكدا بأنه يسعى للترويج لها عبر الصفحة من خلال نشر فيديوهات مباشرة، التي ساهمت و بشكل كبير في التعريف بها و مكنتهم من استقطاب أجانب الذين أعربوا عن رغبتهم في التخييم في أعالي جبال قسنطينة، حيث سبق و أن استقبل سياح من عدة دول من بينهم السويد، كاشفا في ختام حديثه عن مشروع يتمثل في التسلق في الصخور في إطار التشجيع على سياحة المغامرات حيث تم تحضير الوسائل اللازمة في انتظار اتمام الإجراءات الإدارية .
* مراد درويش وكالة الكدية للسياحة و الأسفار
الظروف الحالية لا تشجع على استقطاب أجانب
مسؤول وكالة الكدية للسياحة و الأسفار، مراد درويش و في حديثه للنصر، أكد من جهته بأن سبب عدم ارتقاء سيرتا إلى مصاف مدينة سياحية، يعود للظروف الحالية التي لا تشجع على استقطاب السياح ، و المتعلقة بتراجع الحركية في المدينة مساء، التي أصبحت تنام باكرا ، معتبرا ذلك عاملا غير مشجع بتاتا على استقبال أجانب، كما تحدث عن غياب التنسيق بين الفاعلين في القطاع ، و عدم توفر برنامج سياحي يستندون إليه، في العمل على استقطاب أجانب، كما تحدث عن نقص المرشدين السياحيين و غياب التواصل معهم. و لا يزال حسبه الهاجس الأمني مشكلة تعيق عملية الاستقطاب، و العشرية السوداء لا تزال تلقي بظلالها، ضف إلى ذلك الظروف السياسية التي طبعت البلاد منذ أكثر من سنة، بالإضافة لغلاء أسعار الفنادق، التي ليست في متناول الزبون، فكلها عوامل لا تشجع حسبه على العملية، موضحا بأنه لم يسجل هو الآخر أي سائح أجنبي.
* مدير السياحة لولاية قسنطينة نور الدين بونافع
السياحة الاستقطابية استراتيجية جديدة لتحويل قسنطينة لمدينة سياحية بامتياز
مدير السياحة لولاية قسنطينة نور الدين بونافع و في حديثه للنصر أكد بأن هناك طلبا على الوجهة الجزائرية، حيث لا يمكن أن نجهل مكانة المدينة سياحيا، فقد تم تسجيل السنة المنصرمة ما يفوق عن 60 ألف سائح، من 29 جنسية أغلبهم صينيين وايطاليين وهولنديين، تم إحصاؤهم عن طريق وكالات السياحة و الأسفار، مستثنيا أولئك الذين قدموا عن طريق خواص، غير أنه أقر في الوقت ذات بوجود سلبيات حالت دون تحول قسنطينة لمدينة سياحية.
و كشف ذات المتحدث أن قطاعه يسعى لوضع إستراتيجية جديدة من شأنها أن تضخ دماء جديد في شريان المدينة، تستهل بمسألة التسعيرة التي تفرضها حاليا معادلة العرض و الطلب، و كذا القضاء على العراقيل التي تعد عائقا أمام السياح و المتعلقة بإجراءات الحصول على التأشيرة و التحويل البنكي و المرافقة الأمنية، موضحا بأن وزارة السياحة تخصص ورشة مفتوحة لدراسة ذلك، كما كشف عن إستراتيجية جديدة من شأنها أن تحول قسنطينة لوجهة سياحية مفضلة، تتمثل في السياحة الاستقطابية كبديل للمحروقات، و لتحقيق مداخيل بالعملة الصعبة، إذ يتم حاليا بناء ركائز و وضع لبنات لتطوير السياحة الاستقطابية، التي ستكون قسنطينة بمثابة قاعدة تطويرها ، و سيتم تنظيم يوم دراسي في الصالون الدولي الذي ستحتضنه قسنطينة الشهر المقبل،
كما تحدث عن المبادرة التي قام بها ديوان الحج و العمرة، بإدراج ضمن التنقيط المعمول به بند يتعلق بالسياحة الاستقطابية، حيث أن الوكالة التي تعمل على استقطاب أجانب للترويج للسياحة الداخلية تحصل على 3 أو 5 نقاط ، معتبرا ذلك مؤشرا ايجابيا على الوعي بأهمية السياحة في إنعاش الاقتصاد الوطني، كما تعكف المديرية على وضع مسار للسياح يتضمن السياحة الثقافية التاريخية.
فالمدينة أصبحت ممرا ضروريا لما تتوفر عليه من معالم، فلا يمكن القيام بجولة سياحة في الجزائر دون زيارتها، فقسنطينة تحوّلت إلى حلقة ضرورية في تطوير السياحة الاستقطابية الوطنية. محدثنا قال لا يمكن أن نجهل بأن قسنطينة تقطع أشواطا نحو الدفع بعجلة السياحة المحلية، إذ هناك مشاريع سياحية مسجلة على مستوى الولاية عددها يفوق20 مشروعا، 6 منهم في طور الانجاز و البقية تنتظر استكمال الوثائق الادارية و المرافقة البنكية، مقرا بأن هناك نقصا في المؤسسات الفندقية بقسنطينة الأكثر من 3 نجوم.
* وكالة السياحة و الأسفار السقيفة
لم نحص أي سائح أجنبي هذا العام و هذه العراقيل التي نواجهها
عبد الرحمان شراف شريط مسؤول وكالة السقيفة بقسنطينة، أكد للنصر بأن وكالته عملت على استقطاب أجانب من خلال شركائها في بلدان أجنبية، تركيا، الإمارات، السعودية ، تونس و حاولت تسطير برنامج للعمل بالشراكة معهم، غير أنها تصطدم بعراقيل الحصول على التأشيرة، الذي أعده السبب الرئيسي الذي يعيقهم في عملية استقطاب السياح الأجانب، حيث سبق و أن قدم طلبا على مستوى مديرية السياحية و قوبل بالرفض، مضيفا بأن هذا الإشكال تم طرحه أمام مسؤول القطاع الذي أكد لهم بأن الأشكال يدرس أمام الوزارة المعنية، ووعدهم بتقديم كل التسهيلات مستقبلا . و عن عدد السياح الذين تكفلت بهم الوكالة في السنة المنصرمة، قال إنه لم يتم تسجيل زيارة أي سائح أجنبي، و جل الذين تم إحصاؤهم على مستوى وكالته قدموا لغرض تجاري، مؤكدا بأن غالبية السياح الذين زاروا قسنطينة، جاءوا عن طريق وكالات من ولايات غربية كوهران، و العاصمة.
* رشيد يايسي مسؤول نادي المتعاملين في قطاع السياحة
ضرورة وضع مسار سياحي يشمل كل المعالم
من جهته مسؤول نادي المتعاملين في قطاع السياحة رشيد يايسي، قال بأن السبب الرئيسي يكمن في كون القطاع لم يكن ضمن أولويات الدولة من جهة، ومن جهة أخرى المعالم السياحية التي تتوفر عليها المدينة غير مستغلة و لا محمية و غير مسيّرة علميا، بالإضافة إلى عدم توفر الدليل السياحي، و الذي يعد عاملا مهما، في انعاش السياحية الداخلية، و كذا مشكل غلاء حجوزات الفنادق التي تتراوح أسعارها بين 8 آلاف دينار و 12 ألف دينار لليلة الواحدة، في المقابل نجدها بأقل تكلفة و بنسبة كبيرة في مدن كإسطنبول التركية و تونس، هذا الى جانب عددها القليل الذي لا يتجاوز 17 فندقا، كما طرح الصعوبات التي يواجهها الاجانب عند طلب تأشيرة .
محدثنا قال بأنه و لتكون قسنطينة وجهة سياحية بامتياز يستلزم ضبط مسار سياحي واضح، يشمل ما تزخر به المدينة من معالم و مطاعم مصنفة تقدم أكلات شعبية، و كذا الفنادق و ضرورة توفر دليل سياحي بالإضافة إلى الأمن و الخدمات، مؤكدا بأن نادي المتعاملين في قطاع السياحة بقسنطينة يسعى للتنسيق و ربط الصلة بين الفنادق و المطاعم المصنفة و الوكالات السياحية للتشجيع على ابرام اتفاقيات فيما بينهم ، و دعوة الوكالات لاستقطاب السياح الأجانب، لأن قسنطينة من المدن المؤهلة لتكون مدينة سياحية بامتياز لما تتمتع به من مقومات و معالم سياحية رائعة غير أنها ليست مسيّّرة علميا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.