قاطنو القصدير ببوخضرة يقطعون الطريق و يحتجون أمام الولاية قام ظهيرة أمس الأربعاء المئات من قاطني البيوت القصديرية و السكنات الهشة المتواجدة بضاحية بوخضرة التابعة إداريا لبلدية البوني بحركة إحتجاجية عارمة أمام البوابة الرئيسية لولاية عنابة، مجددين مطلبهم الوحيد و المتمثل في ضرورة التدخل الفوري و العاجل للسلطات المحلية من أجل إتخاذ إجراءات كفيلة بالإفراج عن قائمة المستفيدين من حصة 934 وحدة سكنية، سيما و أن الأمطار التي تساقطت على المنطقة منذ مطلع الأسبوع الجاري أجبرت الكثير من العائلات على قضاء لياليها في الشارع خوفا من إنهيار السقف و الجدران، فضلا عن مشكل الفيضانات التي غمرت المساكن الهشة. المحتجون أصروا على ضرورة استفادة الحي من حصة الأسد من القائمة المزمع الإفراج عنها مباشرة بعد عيد الأضحى المبارك، لأن السكنات التي سيتم توزيعها أنجزت على مستوى منطقتهم، بمحاذاة القطب الجامعي الجديد بالبوني. المحتجون أقدموا في البداية على التجمهر في محيط حييهم، و غلق المنافذ المؤدية إلى عاصمة الولاية، سواء عبر الطريق الوطني رقم 16 في محوره الرابط بين عنابة والحجار ، أو على مستوى الطريق الوطني رقم 44 المؤدي إلى قسنطينة و سكيكدة، و ذلك بإستعمال بالحجارة والمتاريس . الأمر الذي تسبب في شل حركة المرور عبر هذين المحورين الإستراتيجيين لفترة وجيزة، أجبر خلالها أصحاب السيارات و المركبات على التوجه إلى منطقة سيدي عاشور للدخول إلى عاصمة الولاية، قبل أن تتدخل فرق أمنية تكفلت بتفريق المحتجين ، و فتح الطريق في وجه حركة المرور. و توجه بعدها المئات منهم إلى مقر الولاية ، حيث تجمعوا أمام البوابة الرئيسية ، في حركة إحتجاجية عارمة، وحاولوا غلق المسلك الرابط بين مقر الولاية و وسط المدينة ، إلا أن وحدات مكافحة الشغب كثفت من تواجدها في محيط مبنى الولاية، و نجحت في تفريق المحتجين و منعهم من غلق الطريق في وجه حركة تنقل السيارات عبر المحاور الإستراتيجية بوسط المدينة، و لو أن السكان جددوا مطلبهم المنحصر في ضرورة التدخل الفوري و العاجل لوالي الولاية من أجل دفع مصالح دائرة البوني إلى الإفراج عن قائمة المستفيدين من حصة 934 وحدة سكنية اجتماعية، في إطار برنامج القضاء على السكن الهش و البيوت القصديرية المنتشرة عبر إقليم البلدية، و هي الحصة التي إستكملت مصالح الدائرة كافة الإجراءات الخاصة بتوزيعها، بعد قيام اللجنة المعنية بعمليات التحقيق الميداني ، و دراسة الملفات المودعة منذ سنة 1998 ، بالاعتماد على الإحصاء السكني الذي قامت به لجان الدائرة خلال سنة 2007 . و كانت لممثلي السلطات المحلية جلسة عمل مع مجموعة من المحتجين، و تم خلالها مناقشة المطلب الذي ظل سببا في موجة الإحتجاجات التي شهدتها منطقة بوخضرة طيلة شهر كامل، و قد تم التأكيد على تخصيص 400 وحدة سكنية لسكان حي بوخضرة، من إجمالي الحصة التي سيتم توزيعها، لأن شطرا منها سيوجه لبرنامج القضاء على السكن الهش ببلدية عنابة، و أحياء أخرى من بلدية البوني، كما تم تقديم ضمانات للمحتجين تقضي بالإفراج عن قائمة المستفيدين في غضون الأسبوع القادم، الأمر الذي جعلهم يوقفون حركتهم الإحتجاجية.