إحتجاجات على السكن، التهيئة أمام مقرات الولاية و الدائرة و بسيرايدي عاشت ولاية عنابة يوم أمس" أربعاء ساخنا " عقب إندلاع موجة من الإحتجاجات على مستوى مختلف الجبهات، لأن قضية السكن و المطالبة بالترحيل كانت سببا في خروج مجموعة من قاطني السكنات الهشة بضاحية جوانوفيل إلى الطريق، و كذلك الشأن للعشرات من العائلات المقيمة في شقق جماعية آيلة للإنهيار بالمدينة القديمة، كما إحتج مكتتبون في السكن التساهمي على تأخر المقاول في إنجاز المشروع، بينما قام سكان بلدية سيرايدي بغلق الطريق في الفترة المسائية للمطالبة بمشاريع التهيئة، في حين أقدم الأساتذة المستخلفون على الإعتصام أمام مقر مديرية التربية للمطالبة بتسوية أوضاعهم المالية العالقة. وفقد شهدت بلدية سيرايدي الواقعة على مسافة 12 كيلومتر بأعالي عاصمة الولاية ظهيرة أمس إندلاع موجة إحتجاجات عارمة، أقدم من خلالها المئات من شبان هذه البلدية على قطع الطريق الوحيد المؤدي إلى هذه بلديتهم إنطلاقا من عنابة، و ذلك بوضع الحجارة و المتاريس، و إضرام النيران في العجلات المطاطية، مع منع السياح و المصطافين من الإلتحاق بشاطئي واد بقرات و جنان الباي، لأن الإقبال على هاتين المنطقتين يبلغ ذروته في الفترة المسائية. و قد طالب المحتجون بضرورة إيجاد حل لمشكل الماء الشروب، لأن حنفيات سكناتهم تبقى شبه جافة، في ظل التذبذب الكبير الحاصل منذ أسبوعين في عملية توزيع المياه الصالحة للشرب على مستوى كل بلديات الولاية، إضافة إلى مطلب تهيئة المحيط الحضري على مستوى مركز البلدية، لأن وضعية الطرقات الفرعية متدهورة، فضلا عن مشكل نقص الإنارة العمومية. هذا و قد تدخلت وحدات الدرك الوطني لتفريق المحتجين، كما كانت لممثلي البلدية محادثات مع الشبان، قدمت من خلالها وعود ببرمجة عمليات إستثنائية لتعبيد الطرقات الرئيسية للبلدية، الأمر الذي كان كافيا لإحتواء الغليان الشباني، و فتح الطريق من جديد أمام المصطافين بعد شلل دام قرابة الساعتين من الزمن كما شنت صبيحة أمس عشرات العائلات المقيمة بضاحية " البلاص دارم " بالمدينة القديمة و كذا بحي جوانوفيل حركة احتجاجية أمام البوابة الرئيسية لمقر دائرة عنابة للمطالبة بالإسراع في الكشف عن القوائم السكنية ، حيث طالب سكان " البلاص دارم " بضرورة إدراجهم ضمن الحصة الحالية التي تم توزيعها على دفعات، و المقرة بنحو 1960 وحدة سكنية، و ذلك بترحيلهم إلى سكنات اجتماعية على غرار الأحياء الأخرى التي استفادت مؤخرا من عدد من الحصص السكنية. كما ألح قاطنو البيوت القصديرية بحي سيبوس على ضرورة تحرك السلطات المعنية ، و السعي لإرغام مصالح الدائرة بالكشف عن الحصة السكنية المخصصة لهذا الحي، لأن 22 عائلة تبقى تعاني تحت رحمة القصدير، بعدما كانت السلطات المحلية قد وعدتها بالترحيل إلى سكنات إجتماعية جديدة قبل حلول شهر رمضان. و أثار المحتجون قضية القاعة الرياضية الوحيدة الموجودة بالحي التابعة للديوان البلدي للرياضة لبلدية عنابة ، لأن هذا الفضاء كان مخصصا لنحو 60 شابا من الحي يمارسون رياضة الجيدو، لكن مصالح البلدية قامت أول أمس الثلاثاء بترحيل عضو منتخب إلى هذه القاعة، مما فجر غضب السكان، قبل أن تعدل مصالح البلدية عن قرارها و تقوم بترحيل هذا العضو إلى مكان آخر على صعيد آخر إحتج أمس عشرات المستفيدين من السكن التساهمي المنجز من قبل مقاولة خاصة ، و ذلك بالجلوس أرضا وسط الطريق المؤدي إلى مقر ولاية عنابة، احتجاجا منهم على تأخر استلام سكناتهم مند 6 سنوات، و قد رفع المحتجون لافتات مكتوب عليها " 6 سنوات بركات " في إشارة ضمنية إلى حجم المعاناة التي تلقوها بسبب تأخر المقاول في انجاز الحصة السكنية ، بالرغم من تسديدهم لجميع الحقوق المادية والمساهمات الشخصية ، واستفادته من الإعانات الفردية التي يمنحها الصندوق الوطني للسكن المقدرة ب50 مليون سنتيم لكل مستفيد . واستغراب المحتجون من تصرفات مسؤولي المقاولة التي أوكلت لها مهمة الانجاز بقرية الشعيبة التابعة لبلدية سيدي عمار ، فبالرغم من تسديدهم لكل الحقوق المادية المستوجبة عليهم ، والشكاوى الكثيرة التي وجهوها للمقاولة ولمختلف السلطات الإدارية بالولاية وبالإضافة إلى الاعتصامات الكثيرة أمام مقر الولاية ، إلا أنهم لم يجدوا لحد الساعة أذانا صاغية ، لمطالبهم المرفوعة مند سنة 2009 من جهة أخرى، قام صبيحة أمس الأربعاء العشرات من الأساتذة المتعاقدين بحركة إحتجاجية أمام مقر مديرية التربية لولاية عنابة مطالبين السلطات الوصية بالتدخل والإسراع في إيجاد حلول عاجلة وملموسة لمشاكلهم العالقة مند سنة 2008 والمتمثلة أساسا في البحث عن مخرج لقضية مستحقاتهم المالية العالقة مند حوالي أربعة سنوات، لأن هذه المستحقات تتمثل في شطر من المنح و العلاوات التي يستفيد منها الأساتذة المتعاقدون، على غرار زملائهم الدائمون. هذا و قد طالب المحتجون بتسديد منح المردودية لسنتي 2009 و 2010 وكذا تسوية الأجرة الشهرية المتأخرة مند جانفي 2011 . وفي هدا الإطار اشتكى المحتجون من الوعود الكثيرة التي تلقوها من قبل مسؤولي مديرية التربية بغرض تسوية وضعيتهم لان تلك الوعود تبقى حسبهم مجرد حبر على ورق ، كونها لم تجد طريقها إلى التجسيد على أرض الواقع، مما دفع بالأساتذة المتعاقدين إلى مطالبة وزير التربية أبو بكر بن بوزيد بالتدخل لدى مديرية القطاع بعنابة للفصل في الإشكالية التي ظلت قائمة منذ نحو أربع سنوات.