لا يزال الشارع الكروي الجزائري تحت صدمة إلغاء المباراة الدولية الودية التي كان من المقرر أن تجمع سهرة أمس الخضر بالأسود غير المروضة ، حيث أن جشع نجوم الكاميرون فرض على كتيبة حليلوزيتش اللعب ضد "نفسها" في مباراة تطبيقية لا رائحة لها ولا طعم. ففي الوقت الذي حظي المنتخب التونسي سهرة السبت الماضي بفرصة اللعب أمام مدرجات مكتظة، لم يحترم الملياردير والنجم الكروي إيتو وبقية رفاقه مشاعر ملايين الجزائريين، بسبب "حفنة أورو" لا تساوي شيئا أمام سمعة المنتخب الكاميروني و حب وتقدير الجزائريين لنجومه. والغريب أن خرجة إيتو (صاحب أعلى راتب على وجه الأرض) وبقية أفراد منتخب الأسود غير المروضة، تؤكد بأن نجوم الكاميرون الحاليين بارعين في المراوغات داخل المستطيل الأخضر وخارجه، حيث أن كتيبة التقني الفرنسي دونيس لافان راوغت منتخبنا بطريقة غير رياضية ولا أخلاقية، من خلال رفضها التحاور مع مسؤولي الاتحاد الكاميروني للعبة، ومن ثمة رفضها في آخر لحظة التنقل إلى الجزائر لتنشيط المواجهة الودية، والأغرب أن هذا الكبير الإفريقي كبد الجزائر خسائر بالجملة، فقد تلاعب بمشاعر ملايين المحبين للمنتخب، وفت على الناخب الوطني فرصة الوقوف على إمكانات عناصره الجديدة خاصة وعلى رأسها سعيد بوشوك وسفيان فيغولي الوافد الجديد الذي ترقب هذه اللحظة بفارغ الصبر إلى درجة أنه أخفى عن حليلوزيتش أمر إصابته حتى يتسنى له حمل القميص الوطني والدفاع عنه، كما أن منتخبنا خسر مباراة في الأرجل قبل لقاء غامبيا مطلع العام القادم لحساب تصفيات كان 2013، ومن جملة الخسائر التي تكبدها الخضر ، تضييع الكاميرونيين عن الغائبين عن لقاء تونس فرصة التباري وإثبات أحقيتهم في البقاء، عند ضبط حليلوزيتش قائمة ال23 شهر جانفي المقبل. وتعدت الخسائر الجانب الرياضي إلى المادي، حيث أن الأنصار اقتنوا التذاكر ما دفع الفاف إلى الاعتذار للجمهور، ووعدهم بتعويض هذه التذاكر والسماح لأصحابها من الدخول المجاني لأحد اللقاءات القادمة من بطولة الرابطة المحترفة الأولى التي تقام بملعب 05 جويلية، كما أن الاتحاد الجزائري اتخذ كل الإجراءات التنظيمية لأجل إنجاح الموعد الكروي، الذي كان من المنتظر أن يبث عن عديد القنوات الفضائية . وعليه، عبرت الفاف عن استيائها من هذه الوضعية غير المقبولة ، وغير الرياضية، ووعدت باتخاذ الإجراءات اللازمة مع الهيئات المعنية من أجل الدفاع عن مصالحها، وما ألحق من ضرر خطير من جراء هذا الإلغاء.