الجزائر الكاميرون آخر منعرج أمام الباحثين عن فرصة البقاء في بيت الخضر يستفيد منتخبنا الوطني سهرة اليوم من فرصة ثانية للتباري واختبار إمكانات وقدرات لاعبيه قبل لجوء الناخب الوطني إلى عملية الغربلة وضبط التعداد الذي سيدخل تصفيات كان 2013 ومونديال 2014، من خلال استضافته المنتخب الكاميروني المنتشي بتتويجه سهرة أول أمس بلقب دورة " ألجي" الدولية الودية بالمغرب. مباراة اليوم ورغم طابعها الودي التحضيري، إلا أنها تكتسي أهمية قصوى بالنسبة لمنتخبنا الوطني، الساعي إلى تحقيق جملة من المكاسب على مدار تسعين دقيقة من الندية والاحتكاك بمنافس من العيار الثقيل، يقدم في كل مناسبة على أنه أحد كبار القارة رغم غيابه عن عرسها الكروي القادم، والجميل في موعد اليوم أنه يتيح لدوليينا فرصة مواجهة منافس إفريقي يختلف في أسلوب لعبه وطريقة تفكير لاعبيه عن المنتخب التونسي، ورغم أن رفقاء صامويل إيتو قد تألقوا هذه المرة خارج الميدان بتهديدهم بإلغاء اللقاء على وقع احتجاجات اللاعبين للمطالبة بحصولهم على المنح والحوافز المالية الخاصة بدورة "ألجي" قبل مواجهة الخضر، إلا أن تعود الأسود غير المروضة على مثل هذه الخرجات واعتبار الأمر تصرف مألوف لديهم ، ويعد ربما أحد الأسباب الرئيسة لغيابهم عن كان 2012، فإن اللقاء يبقى محطة هامة في منظور الناخب الوطني العازم على مواصلة عملية الغربلة بغرض وضع اللبنات الأساسية للمنتخب المستقبلي القادر على إعادة الكرة الجزائرية إلى دائرة الأضواء وساحة الكبار، وما يزيد الموعد أهمية تصريح حليلوزيتش بعد لقاء تونس بأن لا أحد قد ضمن مكانة أساسية وأن المناصب ستكون جد غالية، عند ضبطه مطلع السنة القادمة قائمة بأسماء 23 لاعبا سيدخلون تصفيات الكان والمونديال، كما أن مواجهة الكاميرون هي آخر فرصة لمن لم يحظوا بثقة المسؤول الأول عن العارضة الفنية الوطنية، ما يدفع كل عنصر إلى اللعب بكامل إمكاناته وتوظيف كل مؤهلاته لتقديم مباراة تضمن له البقاء داخل بيت الخضر، ومن ثمة فإن الصراع على المناصب سيبلغ ذروته، ليكون المنتخب المستفيد الأكبر. اللعب لأجل الانتصار و فيغولي محط الأنظار وفيما يرتقب أن تشهد المباراة ندية واندفاع بدني كبير، بالنظر لاعتماد المنتخب الكاميروني على الجانب البدني والمهارات الفردية العالية، سيعمد الناخب الوطني اليوم إلى منح الفرصة لمن لم يشاركوا في لقاء تونس، على أن يكون الوافد الجديد سفيان فيغولي محط الأنظار واللاعب الأكثر ترقبا لرؤيته بالقميص الوطني، سيما بعد أن اختار الدفاع عن الألوان الوطنية في عز تألقه في لا ليغا الإسبانية رفقة نادي فالنسيا، كما قد يكون اللقاء فرصة لرؤيته إلى جانب "الجوهرة" رياض بودبوز في التنشيط الهجومي، كما يرتقب أن يعود كريم مطمور إلى القاطرة الأمامية التي غاب عنها في مواجهة السبت الماضي، وعدا ذلك وبغض النظر عن الأسماء، فقد كشف حليلوزيتش أول أمس بأنه سيبقي على نفس التنظيم الدفاعي مع الحفاظ على النزعة الهجومية للمنتخب، على اعتبار أن "الكوتش وحيد" طالب اللاعبين باللعب لأجل الانتصار وإسعاد الأنصار، لأنه كما قال يريد إنهاء العام بثالث انتصار على التوالي، ما يمنح الفريق الثقة بالنفس ويضفي على الطموحات المزيد من الشرعية، وهي مهمة لن تكون سهلة أمام منتخب كاميروني محضر بكيفية جيدة بعد مشاركته الموفقة في دورة "ألجي" بالمغرب، ويملك نجوما كروية قادرة على إحراج لاعبينا عبر كافة الخطوط.