وجد الكثير من الرجال بينهم مشاهير، في قنوات الطبخ بديلا عن مباريات كرة القدم التي توقفت بعد تعليق البطولات و الدوريات العالمية و المحلية بسبب فيروس كورونا، لتتحول بذلك فترة الحجر المنزلي إلى تربص مغلق في المطابخ بالنسبة للكثير ممن ركزوا طاقتهم على تحسين قدراتهم في تحضير أطباق متنوعة يتباهون بنشر صورها على مواقع التواصل الاجتماعي، بالمقابل تحدث آخرون عن اكتشافهم للحياة في المنزل و كيف أن النساء يتمتعن فعلا بقدرة تفوق قدرة الرجل على التحمل و الصبر و الالتزام بعدد كبير من الواجبات في آن واحد. من بين سبورت إلى الاشتراك في قناة أم وليد منذ قرر الكثير من الرجال على اختلاف أعمارهم و مستوياتهم عزل أنفسهم في المنازل لتجنب عدوى كوفيد19، تماشيا مع توصيات الأطباء و التزاما بحملة «ابقى في منزلك لتحمي محيطك»، توسعت قائمة اهتمامات بعضهم لتشمل الطبخ، الذي عوض غياب وسائل الترفيه الأخرى بما في ذلك مباريات كرة القدم، ليقرر بذلك نجوم و مشاهير و أشخاص عاديون ممارسة هواية جديدة تتمثل في تحدي إنجاح إعداد بعض الأطباق، فكانت البداية مع ممثلين من هوليوود و رياضيين بالإضافة إلى مشاهير عرب نذكر منهم الفنان راغب علامة ، أما في الجزائر فقد أصبح الطبخ ووصفات الأطباق و طرق إنجاحها من المواضيع الشائعة على صفحات الرجال وحساباتهم الفيسبوكية، حيث اعترف بعضهم بأنهم اشتركوا منذ بداية الحجر المنزلي في عدد من قنوات الطبخ الشهيرة على يوتيوب و في مقدمتها قناة أم وليد، و الشيف هشام ، و ذلك لأنها تساعد على تعلم إعداد بعض الأطباق بطريقة سهلة كما تبسط مراحل إنجاز الوصفة من خلال شروحات مرفقة بمقاطع مصورة، مؤكدين بأنهم تمكنوا فعليا من تحضير أكلات كانوا يعتقدون بأنها صعبة و لا يمكن لغير النساء إعدادها كالغراتان و الكسرة و الكسكس. المنافسة تشتعل بين العزاب و الحلويات للإقلاع عن التدخين و يبدو بأن العزاب من الشباب هم أكثر فئة تستهويهم فكرة دخول المطبخ هذه الأيام، حتى أن بعضهم حولوا الأمر إلى تحد حقيقي ، و أصبحوا يتنافسون فيما بينهم لتحضير أطباق معينة و إثبات قدرتهم على النجاح في مجال جديد، كما اعترف شباب بأن تجربة الحجر سمحت لهم باكتشاف متعة الطبخ من جهة، كما كانت فرصة بينت لهم بأن تناول وجبة ساخنة و لذيذة حسب الرغبة ليس أمرا مستحيلا و أن بإمكانهم الاستغناء عن خدمات أمهاتهم و شقيقاتهم، ناهيك عن أن البقاء في المنزل وحيدا لا يعني بالضرورة تناول وجبة باردة أو عجة البيض أو الاكتفاء بعلبة تونة، كما عبر الشاب رامي عليمي، قائلا « أعيش في العاصمة بمفردي منذ مدة وذلك بحكم وظيفتي، وقد اعتدت دخول المطبخ لأحضر بعض الوجبات البسيطة، لكن منذ التزمت بالانعزال داخل منزلي بسبب الفيروس، أصبح تحضير الطعام يوميا أمرا إجباريا، فوجدتني أتفنن و أركز أكثر في المطبخ، حتى أنني بدأت في متابعة قنوات الطبخ على يوتيوب، بما في ذلك قناة أم وليد، وقد وجدت فيها تبسيطا للعديد من الوصفات، فبدأت أجيد طهي الحبوب و البقوليات و تمكنت من تحضير الكسرة، التي كنت أعتقد بأنها صعبة جدا و لا يمكن لغير النساء إعدادها، هذه التجربة علمتني الكثير، وقد ندمت لأنني كنت أعلق أحيانا على طعام أمي، حقا اكتشفت أن النساء قويات و أنهن يتحملن الكثير من الأعباء و المسؤوليات داخل و خارج المنزل خصوصا النساء العاملات، لذلك أصبحت مقتنعا، بأن المرأة تستحق أن يحتفى بها طوال شهر كامل في السنة وليس لمدة نصف يوم كل 8مارس. أما منير بلهولة ، فقال ، بأنه فكرة دخول المطبخ لم تستهويه يوما، ولكنه اضطر لتجربة الأمر بعدما انتقل أيضا للعيش وحده في العاصمة، حيث بدأ يحضر وجبات خفيفة، بعدها كما عبر، وجد نفسه مجبرا على تنويع الوصفات خصوصا في نهايات الأسبوع عندما تغلق محلات الوجبات السريعة و المطاعم أبوابها، وهو ما يجعله يبدأ في الاستمتاع بالطهي، ولأن الحجر الصحي فرض منطقه هذه الأيام، فقد قرر أن يطور قدراته و بدأ في تحضير بعض الأطباق التقليدية التي يشتهيها، حتى أنه تفرغ لتحضير أنواع معينة من الحلويات ليستغني نهائيا عن ما يباع في المحلات، على الأقل خلال هذه الفترة حسبه، مؤكدا بأنه بات بارعا، وقد سبق له أن استقبل أصدقاء فلسطينيين و جزائريين في بيته و حظي بثنائهم على ما حضره لهم على طاولة الطعام، خصوصا « الجاري القسنطيني». من جهته أخبرنا ماجد بودهان، بأنه طلق قنوات الرياضة بعدما توقفت دوريات كرة القدم، و لم يجدد حتى اشتراكه في شبكة « بين سبورت»، بالمقابل حول اهتمامه للمطالعة، و استغل فرصة الحجر ليقلع عن التدخين باعتبار إشعال سيجارة يعد أمرا صعبا نوعا ما في المنزل، ناهيك عن التزامه الحقيقي بتطبيق توصيات الأطباء بضرورة الابتعاد عن التبغ في هذه المرحلة لتأثير الفيروس الكبير على المدخنين، ولأن الحلويات تعتبر حسبه، بديلا عن النيكوتين أو على الأقل تخفف من تبعات نقصانها في الجسم ، فقد أصبح يحضر يوميا نوعا معينا من الحلويات خصوصا الموسكوتشو و قلب اللوز وذلك بمساعدة زوجته التي وجدت الأمر مسليا كما قال. الخبز المنزلي نجم مرحلة الحجر والملاحظ أن استعراض مواهب الطبخ، تحول إلى هوس بالنسبة للكثيرين على مواقع التواصل الاجتماعي فصور الأطباق و الوصفات باتت الأكثر تداولا عبر العديد من الصفحات حتى تلك التي لا علاقة لها بالطبخ كصفحات السكن و البيع و الشراء، ناهيك عن أن الموضوع بات عنوانا رئيسيا لكل قنوات و حسابات اليوتوبرز الجزائريات و نجمات إنستغرام، كما بلغ التنافس أشده على صفحات الأمومة و تربية الأبناء و المشاكل الأسرية و صفحات الموضة و العرائس و غيرها، أما نجم المرحلة بامتياز فهو الخبز المحضر منزليا وفقا لوصفة شهيرة يتم تداولها بكثرة هذه الأيام بين رواد مختلف المنصات التفاعلية، فقد أكدت الكثير من السيدات بأنهن والتزاما بإجراءات الوقاية، قررن تحضير « خبز الباغيت» في المنزل و التوقف عن شرائه من المخابز و المحلات تجنبا لإمكانية انتقال العدوى عن طريق ملامسة الزبائن له عند اختيارهم لما يريدونه وهي عادة شائعة في بلادنا، وقد ساعد فيديو لأم وليد حول طريقة صنع الخبر في البيت على التخلي عن الخبز الذي يسوق في المخابز وتحضيره منزليا، حيث نشرت صور لمعدي الوصفة شجعت على استعمالها أكثر إلى درجة أن الفيديو حقق أكثر من مليون مشاهدة في وقت قياسي بعد أن أثار اهتمام الرجال قبل النساء، على اعتبار أن الخبز هو أحد أهم أساب الخروج للشارع يوميا وأيضا بسبب الندرة في السميد التي حتمت اللجوء إلى الفرينة ونقل حرفة الخباز إلى البيوت .