أكد عضو الفيدرالية الوطنية للوكالات السياحية أمس شريف مناصر الاستعداد لاستئناف النشاط في مرحلة ما بعد كورونا، عن طريق وضع استراتيجية للتكفل بالسياح الوطنيين والأجانب، لا سيما على مستوى الفنادق ومراكز الاستقبال، باتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة. وقال شريف مناصر في تصريح "للنصر" بأن الوكالات السياحية التي تضررت كثيرا من الحجر الصحي الذي أدى إلى شلل تام في الحركة السياحية على المستوى العالمي، تحضر حاليا للانطلاق من جديد، والعودة إلى العمل بعد انقطاع لعدة أسابيع، في ظل استعداد دول أوروبية وغيرها لإعادة فتح المجال الجوي، واستئناف حركة النقل تدريجيا، ويعد ذلك حسبه مؤشرا إيجابيا بالنسبة للوكالات السياحية المستقبلة للسياح الأجانب. وشدد المصدر على أهمية الوجهة المحلية في ظل ركود حركة النقل الجوي العالمية، متوقعا بأن تختار الأسر المناطق السياحية التي تليق بها لقضاء العطلة الصيفية، وتتنقل نحو المناطق الساحلية أو الداخلية للترفيه عن النفس وتغيير الأجواء التي فرضها الظرف الصحي الحالي، متوقعا بأن تكون الحركة السياحية شبه عادية لكن في ظل إجراءات جديدة. ودعا ممثل الفيدرالية الوطنية للوكالات السياحية المواطنين إلى التكيف مع الوضع الصحي، والالتزام بالإجراءات الوقائية المنصوص عليها من قبل المختصين، حين التوجه إلى المواقع السياحية للاستجمام والراحة، مؤكدا بأن ارتداء الكمامات ينبغي أن يتحول إلى سلوك يومي في ظل استمرار الفيروس، في ظل استعداد الوكالات لتطبيق نفس الإجراءات، والتكفل بالسياح المحليين وتوفير أحسن الخدمات لهم. واقترح المتحدث أيضا على شركة الخطوط الجوية الجزائرية بعد أن تستقر الوضعية الوبائية لفيروس كورونا، بأن تبادر بفتح الخطوط المحلية، لا سيما باتجاه المناطق السياحية المعروفة بجمالها واستقطابها للسائحين ومحبي اكتشاف المواقع الطبيعية خاصة الخلابة، ابتداء من شهر جوان القادم، تشجيعا للسياحة الداخلية التي تتوفر على مقدرات هامة يجب استغلالها والترويج لها، مذكرا بأن الجزائر استقبلت سنة 2018 أزيد من 2 مليون سائح نسبة هامة منهم من المغتربين. وأفاد المصدر بأن انطلاق النشاط السياحي من جديد يجب أن يكون بالتنسيق مع مسيري المرافق السياحية، وفي إطار الشروط الصحية والإجراءات الوقائية، من بينها ارتداء الكمامات من قبل السواح وكذا العاملين في الفنادق، مع تطبيق التباعد أو مسافة الأمن خاصة بالمطاعم، مبديا تفاؤله بإمكانية تدارك الوضع وتجاوز حالة الركود التي عاشها القطاع بسبب الوضع الصحي، في حال تحسن المعطيات وتراجع انتشار الفيروس. وعلى العكس من ذلك، يعتقد الناطق باسم النقابة الوطنية للوكالات السياحية إلياس سنوسي بأن الظرف جد حساس، والعودة إلى الوضع الطبيعي مرهون بدرجة وعي المواطنين، ومدى التزامهم بالحجر الصحي والتباعد الاجتماعي، قائلا "للنصر" إن استئناف النشاط السياحي بالنسبة للوكالات السياحية مربوط بالوضع الصحي وتراجع عدد الإصابات الجديدة على غرار ما تشهده دول عدة، مؤكدا صعوبة المرحلة التي يعيشها القطاع الذي دخل في شلل تام منذ ثلاثة أشهر. في حين دعا ممثل الفيدرالية الوطنية للوكالات السياحية شريف مناصر وزارة السياحية إلى تبني استراتيجية جديدة ستجعل من الجزائر الوجهة السياحية الأولى في المنطقة العربية والإفريقية، من خلال منح الوكالات مكانة وأولوية اقتصادية إلى جانب قطاع الفلاحة، ودعمها ماديا، لا سيما الوكالات المختصة في استقبال السواح القادمين من الخارج، مع فتح رحلات "شارتر" وتسهيل إجراءات الحصول على التأشيرة للأجانب. كما اقترح كذلك العمل على استقطاب السياح القادمين من الصين الشعبية وأمريكا الشمالية، لرفع عدد السواح الذين يقصدون الجزائر إلى حوالي 5 ملايين سائح إلى غاية سنة 2025، قائلا بالنسبة للظروف الصحية الحالية، إنه يمكن التحكم فيها عبر الالتزام بالشروط الصحية، وهو ما تقوم به كافة الدول المعنية بفيروس كورونا التي شرعت في العودة إلى الحياة الطبيعية تدريجيا.