تم أمس، استئناف بعض النشاطات التجارية المرخصة بشكل عادي في ولاية قسنطينة، حيث احترم أصحابها بروتوكولات الوقاية الصحية المعمول بها بقرار من الحكومة، على غرار محلات بيع الأقمشة والأجهزة الكهرومنزلية، فيما عرفت محلات الإطعام السريع بعض الطوابير من طرف مواطنين، وشهدت عشرات الأحياء المعروفة بنشاطها التجاري حيوية وحركة مقارنة بالأيام الفارطة. وجابت النصر بعض أحياء مدينة قسنطينة وضواحيها من أجل الوقوف على مدى تطبيق إجراءات الوقاية الموصى بها من طرف الحكومة، بعد قرار استئناف النشاطات الاقتصادية والتجارية والخدماتية تدريجيا على مرحلتين، حيث انطلقت المرحلة الأولى أمس الأحد لتشمل الترخيص ل 24 نشاطا منها حرف الخزف والترصيص والنجارة والصباغ، وكالات السفر، الوكالات العقارية، ونشاطات إصلاح الأحذية والخياطة، وتجارة الأفرشة وأقمشة التأثيث، والأجهزة الكهرومنزلية ومستحضرات التجميل والنظافة والإطعام السريع، فيما ستعود نشاطات أخرى للعمل بداية من الرابع عشر من الشهر الجاري. بداية جولتنا كانت من المنطقة الصناعية بالما، حيث لاحظنا أن جل المطاعم ومحلات الإطعام السريع مغلقة، وكان بعضها يخضع لعمليات تنظيف ودهن، فيما استأنف أصحاب مطاعم عملهم واكتفوا بتوفير الشواء فقط، بينما فتحت متاجر لبيع الأقمشة بالجملة. عدم احترام التباعد و كوب واحد لعشرات الزبائن! واصلنا طريقنا باتجاه حي بن تليس، حيث وقفنا على فتح محلات بيع البيتزا، كما وُضع كوب زجاجي تحت تصرف الزبائن لشرب المشروبات الغازية، والخطير أن عشرات المواطنين كان يتداولون على استعماله دون أن ينظف بعد كل استخدام. وأكد لنا أحد الباعة أنهم سيشرعون في العمل الفعلي بداية من اليوم بعد أن قضى التجار نهار الأمس في تنظيف المحلات، كما هو الحال مع بعض المطاعم الواقعة في نفس الحي، فيما لاحظنا تجمع كبير للزبائن حول تلك الطاولات، دون مراعاة مسافات التباعد الاجتماعي، بينما كان بعضهم يضع الكمامة الواقية. وفي حي لوناما المعروف بتجارة الأدوات المنزلية والديكور والأفرشة، فتحت كل المحلات أبوابها في وجه المواطنين، إلا أن الإقبال لم يكن كبيرا نهارا باستثناء بعض النشاطات على غرار بيع الأثاث المنزلي الذي توافدت عليه عائلات، ولاحظنا أن جل المتسوقين في هذا الحي كانوا يضعون كمامات واقية، فيما كانوا يجوبون المحلات في شكل مجموعات متفرقة. و بحي الكيلومتر الرابع شاهدنا أن كل المطاعم لم تفتح، فيما انتشر الباعة الفوضويون بمختلف الأرصفة والطرقات، لنتوجه بعدها مباشرة إلى وسط المدينة، وأثناء الطريق لاحظنا ازدحاما مروريا امتد من محور الدوران بسيساوي وصولا إلى حي لوناما ومنه إلى الكيلومتر الرابع، ليتجدد في الطريق المؤدي من حي «المحاربون» إلى وسط المدينة، أين لاحظنا أن جل المحلات مغلقة باستثناء محل لبيع المرطبات. طوابير بمحلات الإطعام السريع بوسط المدينة وصلنا إلى شارع عبان رمضان بوسط المدينة، والذي عرف حيوية كبيرة مقارنة بما كان عليه في الأيام السابقة، وهذا بسبب إعادة فتح بعض المحلات التجارية على غرار الإطعام السريع وبيع المثلجات والمشروبات ومستحضرات التجميل ومواد التنظيف وتجارة الورود والأعشاب واستوديوهات التصوير الفوتوغرافي، ولاحظنا هنا أن الإقبال كان كبيرا على محلات الإطعام السريع، حيث كان جل المارة يحملون علب «كرتونية» بها أكلات جاهزة، فيما وقفنا على تجمعات وطوابير أمام أحدها. وكان عشرات الزبائن ينتظرون الحصول على طلبياتهم التي تؤخذ عند مدخل المحل دون الولوج إلى داخله، حيث اكتفى التجار ببيع أطباق جاهزة لتفادي حدوث تجمع داخل المحلات، فيما شاهدنا أن جل المشرفين على عمليات البيع وصانعي البيتزا يضعون كمامات واقية ويرتدون قفازات بلاستيكية، مع وضع حواجز تحول دون دخول الزبائن إلى مكان البيع. تنقلنا بعدها إلى حي بودراع صالح، وكانت جل المحلات التجارية مغلقة باستثناء البعض منها المتخصصة في بيع المواد الغذائية العامة و كذا الفضاءات التجارية، ومحل للإطعام السريع. وفي طرقنا إلى المنية، وقفنا على ازدحام مروري خانق على مسافة عشرات الأمتار و وجدنا أن جل محلات الكانطولي المختصة في الأنشطة المرخص بها، كانت مفتوحة، على غرار بيع الأجهزة الكهرومنزلية وعتاد التسخين والتبريد، إلا أن الإقبال كان ضعيفا حيث كانت شبه خالية من الزبائن. ولاحظنا خلال جولتنا، أن معظم المطاعم كانت مغلقة أو يقوم أصحابها بعمليات تنظيف وترميم، فيما فتحت كل النشاطات المرخص لها بالاستئناف أبوابها في وجه المواطنين، لكن الإقبال كان ضعيفا، و وقفنا مرة أخرى على انتشار طاولات فوضوية لبيع البيتزا والتي كانت المقصد الأول لدى المواطنين، كما فتحت جل محلات بيع المرطبات وخضعت أخرى لعمليات تنظيف تحسبا للفتح اليوم أو غدا. مواطنون يضعون كمامة أسفل الوجه «تجنبا للاختناق» وعند مرورنا عبر مختلف الأحياء والشوارع لاحظنا أن جل المواطنين يطبقون تعليمة ارتداء القناع ولكن بطريقة خاطئة تؤدي إلى انتشار فيروس كورونا المستجد، من خلال خفض الكمامة إلى أسفل الوجه وأحيانا إلى الرقبة، كما شاهدنا جلوس مواطنين على كراسي في أماكن عامة وهم يضعون الكمامات بالرقبة رغم تبادلهم الحديث على مسافات متقاربة جدا، على غرار مواطنين جلسوا بمكان يقع بمحاذاة محور الدوران المؤدي إلى حي الكدية وكذا بالحديقة العمومية في ساحة أول نوفمبر «لابريش». وعلل بعض المواطنين هذه التصرفات بأنهم «لا يحتملون وضع الكمامة لأنها تسبب لهم الاختناق» خاصة وسط أجواء حارة مماثلة، كما أن جل المارة الذين شاهدناهم لا يغطون أنوفهم بالكمامات، وكأنهم يضعونها فقط كمظهر تفاديا لدفع غرامات مالية والخضوع لعقوبات. وبالمقاطعة الإدارية علي منجلي استأنفت النشاطات المرخصة عملها أمس، حيث فتحت محلات الإطعام السريع أبوابها في وجه الزبائن، واعتمد أصحابها عروض مغرية تتمثل في بيع ساندويش «شاوارما» مقابل 100 دج، خاصة بعد مرحلة غلق دامت لأكثر من 3 أشهر، وكان الإقبال عليها كبيرا من طرف المواطنين بداية من الساعات الأولى من الصباح، فيما كان جل الباعة يضعون كمامات ويرتدون قفازات، كما هو الحال مع معظم الزبائن. كما فتحت بعض المحلات أبوابها من جديد على غرار حرفيي الخزف والترصيص والنجارة والصباغة و وكالات السفر والوكالات العقارية ونشاطات إصلاح الأحذية والخياطة وتجارة اللوازم الرياضية والألعاب وبيع المثلجات و كذلك المكتبات والوراقات وقاعات الحلاقة الخاصة بالرجال. حاتم/ب