أكد أمس الدكتور محمد إيدير مشنان عضو لجنة الفتوى بوزارة الشؤون الدينية بأن شعيرة الحج ليس لها أي ارتباط بشعيرة النحر التي تبقى قائمة بالنسبة لكافة المسلمين في حدود ما تسمح به إمكانيات الفرد وظروف المجتمع، موضحا بأن عدم توجه الحجاج إلى البقاع المقدسة لأداء المناسك لا يوقف شعيرة نحر الأضحية. وأوضح الدكتور في الشريعة الإسلامية محمد مشنان وعضو لجنة الفتوى لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، بأن إلغاء موسم الحج بسبب جائحة كورونا واقتصاره هذا العام على عدد جد محدود من ضيوف بيت الله من المقيمين بالمملكة العربية السعودية لا يلغي شعيرة نحر الأضحية، التي ستظل قائمة في حدود استطاعة الأفراد وظروف المجتمع وما يعيشه من أوضاع خاصة بسبب انتشار فيروس كورونا، وذلك تعقيبا على قرار السلطات السعودية على تخفيض عدد الحجاج وحصره على المقيمين بأراضيها. وجدد المصدر التوضيح بعدم وجود ارتباط بين شعيرتي الحج والنحر، وأن ما يذبحه الحاج خلال المناسك ليس أضحية وإنما هو هدي لمن دخل بالتمتع أو أخل بإحدى واجبات الحج، وأن الحاج لا يسن في حقه الأضحية، وإذا قام بالنحر فإن ذلك من باب الاستحباب فقط فالأضحية هي سنة لغير الحجاج. ديوان الحج والعمرة يؤكد إلغاء موسم الحج ويهدف توضيح الدكتور مشنان لرفع اللبس الذي قد يقع فيه البعض بعد أن قررت السلطات السعودية عدم استقبال حجاج من خارج أراضيها، وما تبعه من قرار للديوان الوطني للحج والعمرة بإلغاء الموسم حسب تصريحات إعلامية للمدير العام لهذه الهيئة يوسف عزوزة، الذي طمأن الفائزين في القرعة باعتماد نفس القائمة الموسم القادم والذي بعده، فضلا عن الاحتفاظ بالقوائم الاحتياطية، أي أن حجاج 2021 و2022 هم نفسهم الفائزون في القرعة التي جرت بداية السنة الجارية.وكشف عزوزة عن تلقي الديوان مراسلة من وزارة الحج السعودية في وقت سابق، تضمنت دعوة للتريث في إتمام إجراءات التحضير للموسم من بينها تأجير العمائر، إلى غاية توضح الرؤيا بالنسبة للوضع الصحي، مما يجعل الديوان غير ملزم بتعويض الحجاج طالما أنهم لم يسددوا التكاليف التي لم تحديد قيمتها أصلا. وكانت السلطات السعودية رفعت حصة الجزائر إلى أكثر من 41 ألف حاج بما يناسب العدد الإجمالي للسكان الذي ارتفع إلى أزيد من 41 مليون نسمة إلى غاية 2020، بطلب من ديوان الحج والعمرة الذي يعتزم استغلال هذا الظرف لتحسيس الحجاج وتوعيتهم بالطريقة الصحيحة لأداء المناسك ليكونوا أفضل سفراء للجزائر. كما كشفت وزارة الحج السعودية من جهتها عن أهم التدابير المتخذة لتأطير الحجاج، وقال وزير الحج والعمرة السعودي «محمد الصالح» في مؤتمر صحفي مشترك عقده أمس رفقة وزير الصحة السعودي، إن عدد حجاج هذا العام سيكون في حدود 1000 حاج فقط من المواطنين المقيمين في المملكة لمنع انتشار فيروس كورنا، مع استبعاد من تزيد أعمارهم عن 65 سنة والمصابين بأمراض مزمنة.وشدد المتحدث على أن الحج لن يفتح للقادمين من خارج المملكة، مع تطبيق إجراءات صحية صارمة على المرشحين لأداء المناسك، من بينها إخضاعهم إلى فحوصات كورونا قبل الفريضة، وإلزامهم بالحجر الصحي المنزلي لمدة 14 يوما بعد انقضاء المشاعر. وتعد المرة الأولى التي تلجأ فيها السلطات السعودية إلى تقليص عدد الحجاج بهذا الشكل، فقد اضطرت قبل سنوات إلى تخفيض حصص كل دولة معنية بالموسم بنسبة ضئيلة للسماح بإتمام اشغال توسعة صحن الطواف حفاظا على صحة الحجاج، وكان ذلك خلال موسمين متتابعين حيث تراجعت حصة الجزائر إلى 28 ألف حاج قبل أن ترتفع مجددا إلى 36 ألف حاج، ثم إلى أزيد من 41 ألف حاج.