تعقد صبيحة اليوم، الإتحادية الجزائرية لكرة القدم جمعيتها العامة العادية، في دورة سيحتضن أشغالها فندق الشيراطون، ويتضمن جدول أعمالها 9 نقاط أساسية، من أبرزها عرض الحصيلتين المالية والأدبية لنشاطات الفاف لسنة 2019 للنقاش والمصادقة، الأمر الذي يضع المكتب الفيدرالي برئاسة زطشي أمام ساعة التقييم، لأن القرار يبقى بيد أعضاء الجمعية العامة، مادامت التزكية ستمنح الهيئة التنفيذية الحالية للإتحادية، الضوء الأخضر لمواصلة المهام إلى غاية مارس 2021، بينما سيكون الرفض بمثابة سحب للثقة، وإجبار زطشي على الخروج من قصر دالي إبراهيم، عبر أضيق الأبواب قبل 6 أشهر من انقضاء عهدته القانونية. دورة اليوم، تأتي في ظروف استثنائية، بسبب الأزمة الوبائية، وهو الأمر الذي دفع بالفاف إلى إلزام أعضاء الجمعية العامة، بإرسال نتائج التحاليل المتعلقة بالوباء قبل 72 ساعة، ولو أن هذا الإجراء لم يتم احترامه من طرف الأغلبية، جراء عدم الخضوع للتحاليل، وعليه فإن اللجنة المكلفة بالتنظيم، عمدت إلى اتخاذ جملة من الإجراءات الاحترازية التي تتماشى والتدابير الوقائية، وهذا على مستوى المكان المخصص لاحتضان الأشغال. تركيبة الجمعية تسهل مهمة رئيس الإتحادية ! توحي كل المعطيات الأولية إلى حصول زطشي على تزكية بالأغلبية الساحقة، وذلك بالمراهنة على كتلة رؤساء الرابطات، التي تشكل أزيد من نصف التركيبة الإجمالية للجمعية العامة، بمجموع 61 عضوا، إضافة إلى أعضاء الهيئة التنفيذية، المدير الفني الوطني، رئيس اللجنة الطبية، ممثلي حكام النخبة، الطواقم الفنية ولاعبي المنتخب الوطني من الجيل الحالي وكذا فريق جبهة التحرير الوطني، والذي يبقى ممثلا بسبعة عناصر، وهو ما يشكل في مجمله جناح مساندة بإجمالي 81 عضوا، في الوقت الذي تبقى فيه كتلة رؤساء أندية الرابطة المحترفة تضم 32 عضوا، باتخاذ تركيبة الموسم المنصرم التي كانت تنشط في بطولة الرابطة المحترفة بقسميها، لأن أندية الوطني الثاني ستسجل آخر حضور لها في فعاليات الجمعية العامة للإتحادية، على اعتبار أن القانون الأساسي، يحصر العضوية في النوادي التابعة للرابطة المحترفة، والصيغة الجديدة للمنافسة، قلصت تركيبة هذه الكتلة إلى 20 فريقا، مع تقليص صلاحيات الرابطة المحترفة إلى تسيير المحترف الأول فقط، ولو أن الفاف كانت قد بادرت إلى الاجتماع برؤساء النوادي منذ أزيد من شهر، في جلسة خصصت بالأساس للاستماع إلى الانشغالات المطروحة، وكانت نتيجتها إعلان الإتحادية عن قرار تكفلها بحقوق انخراط الأندية، في خطوة تم إدراجها في خانة الحملة الانتخابية المسبقة، والتمهيد لتهيئة الأرضية، بحثا عن التزكية خلال الجمعية العامة. إنجاز كتيبة بلماضي في خدمة المكتب الفيدرالي يبقى الانجاز الذي حققه المنتخب الوطني بعد عودته بالتاج الإفريقي من الأراضي المصرية، أهم ورقة راهن عليها زطشي في إعداد حصيلته الأدبية للعام المنصرم، لأن هذا الإنجاز كان بمثابة الشجرة التي غطت الغابة، وحجبت الرؤية عن النقائص الكبيرة والعديدة التي تشهدها المنظومة الكروية، بدليل أن الفاف اضطرت في الكثير من الأحيان إلى إصدار بيانات توضيحية عبر موقعها الرسمي، للرد على موجة الانتقادات التي استهدفت المكتب الفيدرالي، سواء عبر مواقع التواصل الإجتماعي أو بعض وسائل الإعلام، المرئية منها والمكتوبة، مع التأكيد في كل بيان على وجود جناح «معارض» محسوب على الحرس القديم، يسعى إلى تحطيم المكتب الفيدرالي الحالي. على صعيد أمر، كشف التقرير المالي للفاف الخاص بسنة 2019، عن «أريحية» تعيشها الاتحادية من الناحية المادية، لكن الإشكال الذي أصبح مطروحا يكمن في عدم تحصيل عائدات عقود الرعاية و»السبونسور» التي كانت مبرمة مع بعض الشركات العمومية والخاصة، الأمر الذي جعل تغطية المصاريف يكون من المبلغ الذي ظل مخزنا لعدة سنوات في عهد الرئيس السابق محمد رورواة، بقيمة 450 مليار سنتيم، مع البحث عن مصادر تمويل من السلطات العمومية، منها إعانة وزارة الشباب والرياضة، والتي كانت اتحادية كرة القدم في السنوات السابقة تتنازل عنها، جراء «البحبوبة» المالية التي كانت تعيشها. قطاعات حساسة تكرم اليوم ستعرف دورة اليوم، إقدام رئيس الفاف خير الدين زطشي على تكريم مسؤولي بعض القطاعات، سيما منها تلك التي كانت قد سجلت تواجدها الميداني خلال الأزمة الوبائية، في إطار المساعي الرامية لمواجهة فيروس كورونا، والتكريمات التي اختارتها الاتحادية هذه المرة ستكون استثنائية، وتمس بالدرجة الأولى قطاعات الصحة، الحماية المدنية، الأمن والدرك، والأشغال من المقرر أن تكون في جلسة مغلقة، بعيدا عن المتابعة الإعلامية، على أن تتبع بندوة صحفية سينشطها رئيس الفاف. من جهة أخرى، فإن هذه الدورة لن تشهد تنصيب لجنتي الترشيحات والطعون، تحسبا لانتخابات التجديد تزامنا مع عهدة أولمبية جديدة، لأن المكتب الفيدرالي الحالي، يبقى مطالبا بعقد جمعية عامة عادية في الثلاثي الأول من السنة القادمة، تخصص لعرض الحصيلتين المالية والأدبية لسنة 2020، وخلالها سيكون تنصيب اللجنتين المكلفتين بتنظيم الإنتخابات إجباريا، على أن تبرمج الدورة الانتخابية بعد 15 يوما من الجمعية العادية، وهذا عملا بما ينص عليه القانون الأساسي، مما يعني بأن المكتب الفيدرالي الحالي، وفي حال حصوله على التزكية اليوم، سيواصل مهامه بصورة عادية إلى غاية فيفري 2021. ص / فرطاس