* الضغط يعود لمصالح كوفيد بمستشفيات قسنطينة أكد عدد من الأطباء و المختصين في علم الأوبئة، أن الجزائر على عتبة الموجة الثانية من جائحة كورونا، و هو ما تعكسه الزيادة في عدد الإصابات خلال الأيام الفارطة، بعدما عرفت الوضعية الوبائية استقرارا بين نهاية شهر أوت إلى شهر سبتمبر الماضي، ليعود المنحنى الوبائي إلى التصاعد، حيث تجاوز مؤخرا عدد الإصابات الجديدة عتبة 300 حالة يومية، فما فوق. في ندوة النصر، أكد المختصون أن حالة التراخي و الاستهتار التي انتهجها المواطنون بعد استقرار الوضع، وراء تزايد عدد الإصابات، حيث أن فئات واسعة لم تلتزم بالتباعد البدني و وضع الكمامة، و تعيش حاليا الكثير من المستشفيات و المصالح الطبية، حالة من الضغط اليومي، في ظل العدد الكبير من المرضى الذين يقصدونها، من أجل تلقي العلاج و أغلبهم في حالة متقدمة من المرض، و منهم من يحتاج للإنعاش، ولم يخف المتحدثون مخاوفهم من خطورة الموجة الثانية من الجائحة، و التي قد تكون أشد من الأولى. وكان وزير الصحة عبد الرحمان بن بوزيد، قد أعرب مؤخرا عن قلقه الكبير من الوضع في الجزائر، بعد ارتفاع أعداد المصابين، و أكد في آخر تصريحاته أن الفيروس قد انتشر بكثرة، مرجعا ذلك إلى حالة الاستهتار السائدة، حيث صرح أنه خلال زياراته الميدانية، لم يشاهد شخصا واحدا يرتدي الكمامة، باستثناء الوفود المرافقة له، و حسب اللجنة العلمية المكلفة بمتابعة وباء كورونا في الجزائر، فإن الإصابات بالفيروس التاجي، قد تخطت عتبة 57332 حالة، أما عدد المتماثلين للشفاء فهو 39819 حالة. هيبة عزيون * البروفيسور ياسين قيطوني أستاذ الطب الداخلي بمستشفى قسنطينة: الحالات في تزايد رهيب و مصلحة الإنعاش تعرف تشبعا كليا وصف البروفيسور ياسين قيطوني، أستاذ مختص في مصلحة الطب الداخلي في مستشفى الحكيم ابن باديس الجامعي بقسنطينة الوضع بالمخيف، في ظل التزايد الرهيب للمرضى الذين يقصدون يوميا مختلف مصالح المستشفى، و يتم التأكد بعد فحصهم أنهم مصابون بكورونا، و الأخطر أن أغلبهم في مرحلة متقدمة من الإصابة و يحتاجون إلى الاستشفاء الفوري. و أضاف قيطوني أن معدل 54 مريضا يقصدون المستشفى بسبب تفاقم الأعراض، و يحتاجون بشكل مستعجل، إلى سرير بإحدى المصالح، من أجل الخضوع للعلاج اللازم، فيما تستدعي حالات أخرى نقلها فورا إلى مصلحة الإنعاش في المستشفى الجامعي بن باديس، التي تعرف حالة من التشبع. و تتم الاستعانة، كما قال المتحدث، بالمستشفيات الأخرى في الولاية، على غرار البير و مستشفى الخروب و ديدوش مراد، لتحويل المرضى إليها، فيما ينتظر يوميا الكثير من المرضى داخل غرف المعاينة، الحصول على سرير من أجل العلاج، مؤكدا أن الأرقام أخذت في الارتفاع خلال 15 يوما الأخيرة، بعدما عرفت مختلف المصالح تراجعا محسوسا في الحالات التي كانت تقصد المستشفى يوميا بمعدل حالتين كل 24 ساعة. بالرغم من تفاقم الوضع قال قيطوني إنه لا يمكن الجزم أننا على مشارف الموجة الثانية، أو أننا بلغنا ذروة الوباء كما حدث سابقا، فلا بد من معطيات وطنية و دراسات، لتأكيد أن ارتفاع عدد الإصابات مرتبط بالموجة الثانية، مضيفا أن الوقت لا يزال مناسبا للتحكم في الوضع و تجنب السيناريو الذي عاشته الجزائر شهري جويلية و أوت الفارطين، و ذلك من خلال تدخل الدولة بقوة و فرض قوانين تجبر المواطنين على التباعد البدني و وضع الكمامة. و أعرب البروفيسور قيطوني عن أسفه لما يحدث اليوم في المقاهي و المطاعم و وسائل النقل، حيث تضرب عرض الحائط كل آليات الوقاية، فبعد حالة الاستقرار التي عرفتها الحالة الوبائية في الوطن و التراجع الكبير لعدد الإصابات، فإن احتمال العودة لسيناريو الموجة الأولى مطروح و بشدة ، و تحديدا بعد الدخول المدرسي في الأطوار التعليمية الثلاثة و كذا الجامعات. * أمين خوجة محمد ياسين رئيس مصلحة الاستعجالات الطبية بمستشفى البير: نستقبل يوميا أزيد من 40 مريضا أغلبهم في مراحل متقدمة لم يخف رئيس مصلحة الاستعجالات الطبية بمستشفى البير بقسنطينة، أمين خوجة محمد ياسين، مخاوفه من احتمال تفاقم الوضع الوبائي في الجزائر، وعودة السيناريو الذي عاشته المستشفيات والأطقم الطبية خلال الصيف، والعدد الكبير من الإصابات والوفيات، جراء الإصابة بكوفيد 19. و قال المتحدث للنصر، أن الموجة الثانية من الجائحة في الجزائر بدأت منذ حوالي أسبوعين، و هو ما يعكسه تزايد الإصابات، مؤكدا أن مستشفى البير يستقبل يوميا 40 حالة أو أكثر، و أغلبها تعاني من مضاعفات خطيرة و مراحل متقدمة من الإصابة، ما يستدعي مكوثها في المستشفى، و في حالات عديدة يتم تحويلها إلى غرف الإنعاش. و الأخطر، كما قال المتحدث، أن المستشفى يعرف حالة من الضغط و سيصل إلى مرحلة التشبع قريبا جدا، في ظل النقص الكبير في وسائل الوقاية التي تحتاجها الطواقم الطبية، من أجل معاينة و علاج الإصابات، و هذا في حد ذاته مشكل كبير مطروح، سيصعب من مهمة الأطباء و شبه الطبيين، خلال قيامهم بعملهم، و بالتالي يتوقع تكرار السيناريو السابق. و أضاف الدكتور أمين خوجة أن ذروة الموجة ستظهر بوضوح في شهر نوفمبر و ستشهد المستشفيات اكتظاظا و ضغطا كبيرين، و يرى أن الجزائر كانت قادرة على تجاوز هذا السيناريو بأقل الأضرار، لكن تراخي و استهتار المواطنين اليوم، خاصة بعد قرار رفع الحجر المنزلي، بتدابير الوقاية و إقبالهم على إقامة الأفراح و مجالس الجنائز و غيرها، هي العوامل الرئيسية في تفجير الوضع و تسارع منحنى الإصابات، و حسب رأيه، فإن الحل الأمثل حاليا، هو الردع و بقوة، من قبل الدولة لفرض احترام آليات الوقاية. و لم يستبعد المتحدث العودة إلى الحجر المنزلي الجزئي، لكن القرار في الأخير يبقى بيد اللجنة العلمية المكلفة بمتابعة تطور وباء كورونا في الجزائر. * البروفيسور عبد الحق لكحل أخصائي في علم الأوبئة و الطب الوقائي: نحن على أبواب الموجة الثانية للوباء و يحتمل أن تكون أعنف أكد البروفيسور عبد الحق لكحل أخصائي في علم الأوبئة و الطب الوقائي في المستشفى الجامعي الحكيم ابن باديس بقسنطينة، أن الموجة الثانية من وباء كورونا، بدأت خلال الأيام القليلة الماضية، ببلادنا، مع بداية ارتفاع العدد الإجمالي للإصابات اليومية. و في حديثه للنصر، لم يستبعد البروفيسور لكحل أن تعيش الجزائر نفس السيناريو الذي تعيشه اليوم بعض البلدان الأوروبية، مضيفا أن نهاية نوفمبر إلى بداية شهر ديسمبر، ستسجل ذروة الموجة و هناك احتمال كبير أن تكون هذه الموجة أعنف من سابقتها، استنادا للتطور الطبيعي لأي وباء يصنف ضمن الأمراض التنفسية، و من خلال التجارب السابقة التي عاشتها البشرية مع أوبئة من هذا النوع. و لم يستبعد المتحدث العودة إلى فرض الحجر المنزلي التام، في حال ارتفاع منحنى الإصابات بشكل كبير، ما سنجر عنه في الأسابيع المقبلة حالة من التشبع في المستشفيات و نفاد الأسرة، لذا يرى أن الوقت لا يزال أمامنا كأفراد، و كذلك بالنسبة للسلطات لتدارك الوضع و العودة بصرامة لتطبيق الإجراءات الوقائية، بما فيها وضع الكمامة في مختلف الفضاءات و احترام التباعد البدني و تنظيف الأيدي باستمرار. حسب رأيه فإن حالة التراخي التي انتهجها الفرد الجزائري و كذا السلطات، هي السبب وراء عودة الموجة الثانية من الوباء، فتلك التصرفات غير المسؤولة نجدها في التجمعات داخل المقاهي و المحلات و إقامة الأفراح و الجنائز، و تعكسه الأرقام الكبيرة التي تحصيها يوميا مستشفياتنا التي عادت إلى نقطة التشبع و عدم القدرة على استقبال المرضى حتى الحالات المستعصية منها. و يرى المتحدث أن الخطورة تكمن في تزامن الموجة الثانية للجائحة، مع موسم الأنفلونزا، فرغم أنه لحد الساعة لم يتم اختبار هذا الوباء القاتل، و كيف ستكون طبيعته خلال فترة برودة الطقس، لكن المؤكد أن حالة من الخوف ستنتشر بقوة بين المواطنين خلال الأيام المقبلة، لذا ينصح بالتعامل بعقلانية مع الفيروس، خاصة و أننا نعرف الكثير عنه، لذا وجب احترام شروط الوقاية و الالتزام بها و في حال ظهور بعض الأعراض يجب الإسراع بالفحص الطبي و الالتزام بالحجر المنزلي، لتفادي نقل العدوى إلى الآخرين.