فنانون يستذكرون عملاق الكوميديا - رويشد - خصص أمس الأول فنانون و ممثلون و نشطاء على مواقع التواصل، وقفة للترحم و التقدير و العرفان لعملاق الكوميديا بالجزائر رويشد، في الذكرى 22 لوفاته، و استرجعوا أعمالا كوميدية كلاسيكية خالدة بالذاكرة الجماعية، قدمها لجمهوره قبل عقود، و أثنوا في منشوراتهم على أدواره الشهيرة، و تداولوا مقاطع فيديو لأشهر إبداعاته، مؤكدين أن الفن الجميل لا يموت و تظل تشاهده بنفس الشغف مختلف الأجيال. وزيرة الثقافة أحيت عبر صفحتها الرسمية على فايسبوك الذكرى، و جاء في منشورها «استوقفتني اليوم ذكرى رحيل قامة من قامات الكوميديا الجزائرية أحمد عياد، الملقب ب»رويشد «، الفنان العبقري الذي رسم بذاكرتنا أحلى الذكريات بمحطات فنية من حسان طيرو إلى حسان النّية إلى حسان طاكسي، وفي رحاب المسرح تفنّن بتلقائيته المعهودة في البوّابون والغولة، هي الذكرى التي تحيينا قبل أن نحييها، رحمه اللَّهُ وجعل الجنة مثواه» . كما أثنى عدد كبير من الفنانين و النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، على أعمال الراحل و استذكروا هذه القامة الفنية من خلال منشورات و مقاطع فيديو توثق لمساره الفني، في مقدمتهم الفنان الكوميدي القدير صالح أوقروت الذي نشر أمس عبر حسابه الرسمي على فايسبوك و إنستغرام، منشورا جاء فيه « في مثل هذا اليوم رحل عن عالمنا ممثل لن يتكرر، ممثل للأسف لم ألتق به، لكنني أحبه و أعتبره مدرسة لي و للأجيال القادمة، الفنان رويشد ، القامة التي صنعت حضورها بالوعي و الأداء المميز والمحبة، فاحترم أذن و عين المشاهد، فبادله الحب و الاحترام، اللهم ارحمه و اغفر له و اجعل مثواه الفردوس الأعلى». و شاركت الممثلة و المنتجة فاطمة بلحاج منشور زوجها أوقروت، و علقت عليه بالقول « ربي يرحمه» ، و نشر من جهته الفنان كادير جابوني « في مثل هذا اليوم رحل الفنان أحمد عياد، أو رويشد، الذي يُضحكنا ويُبكينا في آنٍ واحد، رحمه الله وطيّب ثراه». فيما تداول نشطاء على نطاق واسع، مقاطع من أعماله التي رسمت البهجة على وجوه الجزائريين، مثل «حسان طيرو» و «حسان الطاكسي»، و علق أحدهم عليها « رويشد الفنان الذي ترجم الواقع الجزائري في كوميديا، اعتبره العديد من الأخصائيين مدرسة فنية قائمة بحد ذاتها، ويعد من طينة الكبار، جمع بين خفة الروح و الجدية في الأداء، و كان من أقدر الفنانين على زرع الابتسامة، وصنع صور حزينة في آن واحد، ترك أدوارا عدة خالدة في أعمال راقية ك «الأفيون و العصا» و «الغولة» و «البوابون»، رحم الله الفنان القدير و أسكنه فسيح جناته». و قال آخر « اليوم ذكرى وفاة الممثل القدير، أحمد عياد، المعروف باسم رويشد، الفنان الذي رسم البهجة على وجوه الملايين من الجزائريين، طيلة عقود من الزمن». و يعد الفنان الراحل رويشد، أحد عمالقة الكوميديا بالجزائر، فقد تميز بأسلوبه السلس في تمرير رسالته الفنية إلى المتفرج، من خلال أعماله الفنية المسرحية، أو السينمائية، و قد وصفه محي الدين بشتارزي بأنه «الناجح قبل آوانه»، و قد دعاه إلى الانضمام إلى فرقته «المسرح العربي» بقاعة الأوبرا في الجزائر العاصمة، فعمل بالفرقة سبع سنوات، لينتقل سنة 1949 إلى فرقة محمد الرازي حيث احتك بأعمدة التمثيل والكوميديا في الجزائر في تلك الفترة، من بينهم حسان الحسني، الذي شاركه التمثيل في أعمال مسرحية خالدة، نذكر منها «مصائب بوزيد» و»بوزيد و الجن» . و في سنة 1953 انضم إلى الإذاعة الوطنية و شارك في العديد من السكاتشات بحصص إذاعية مختلفة منها « الدراوشي» و حصة «اشرب واهرب»، و كان الراحل يكن للمستعمر الفرنسي كرها شديدا ترجمه في عدد من أعماله، و قد سجن لمدة عامين بسبب ذلك. و بعد الاستقلال أصبح الفنان الراحل عضوا في المسرح الوطني، و ألف عدة أعمال منها»حسان طيرو» و «البوابون « للمخرج مصطفى كاتب، و عمل إلى جانب المخرج الكبير عبد القادر علولة في مسرحية»الغولة» ، و وافته المنية في 28 جانفي 1999.