حسناء شعير تعود بعد أيام قليلة، ذكرى رحيل فنان الكوميديا الجزائرية الأول الراحل أحمد عياد الشهير ب”رويشد” الذي ظل اسما بارزا ومميزا في المسرح والسينما طيلة عقود. ويحضر الديوان الوطني للثقافة والإعلام لتنظيم احتفالية تكريمية للراحل يومي 29 و30 جانفي الجاري من خلال عرض أشهر أعماله السينمائية على غرار فيلم “حسان النية” الذي تذكر الأجيال الجديدة والقديمة تفاصيله كاملة. وتقدم هذه العروض بمعدل أربع حصص في اليوم وهي الثانية والرابعة والخامسة والساعة الثامنة. واستطاع أحمد عياد، وهو من مواليد 20 أفريل 1921 ب”حي القصبة” في العاصمة، أن يصنع لنفسه اسما نهل من عمالقة المسرح الجزائري على غرار رشيد قسنطيني ومحي الدين باشطرزي. وحاول “حسان” في بداياته ممارسة كرة القدم التي أحبها، لكن مسؤولي النادي وجهوه إلى العدو الريفي، فانقطع عنها فيما بعد. وبمساعدة من الممثل عمر لعواصي؛ التحق بفرقة “رضا باي” المسرحية الهاوية التي مثل فيها بعض الأدوار الكوميدية في مسرحيات قصيرة. وكان ظاهرا عليه حبه للفنان رشيد قسنطيني ومتتبعا وفيا لأعماله، حتى أنه أصبح يعرف ب “رويشد”. وفي سنة 1942؛ وبدعوة من محي الدين باشطرزي الذي كان يدير فرقة المسرح العربي ب”قاعة الأوبرا” في العاصمة، انضم إلى الفرقة، ومثل فيها العديد من المسرحيات لمدة 7 سنوات. وفي 1949 انضم إلى فرقة محمد الرازي، ومثل إلى جانب الممثل القدير حسان الحسني في العديد من المسرحيات أهمها “مصائب بوزيد” و”بوزيد والجن”. والتحق بالإذاعة الوطنية عام 1953 وأدى فيها بعض “السكاتشات” في حصة إذاعية تسمى “الدراوشي” ثم في حصة أخرى بعنوان “اشرب واهرب”. ونظرا لمواقفه المعادية للإدارة الاستعمارية في أعماله المسرحية؛ أُدخل سجن “سركاجي” ليقضي فيه عامين من حياته. ومع إنشاء فرقة المسرح الوطني بعد استرجاع الاستقلال، أصبح رويشد أحد الأعضاء فيها التي سطع في سماء المسرح والسينما الجزائرية، من خلال أعمال لاقت رواجا ونجاحا كبيرين مثل “حسان طيرو” التي ألفها رويشد وأخرجها مصطفى كاتب سنة 1963، ومسرحية “البوابون” التي ألفها هو أيضا وأخرجها مصطفى كاتب سنة 1970 وتحصلت كل منهما على الجائزة الأولى في مهرجان “المنستير” بتونس. من ناحية أخرى، ألف الفنان أيضا مسرحية “الغولة” وأخرجها عبد القادر علولة سنة 1964 ومسرحية “آه يا حسان” التي ألفها وأخرجها بنفسه سنة 1978 . وعرف رويشد دوما بأنه يكتب نصوصه من عمق الواقع الاجتماعي بأسلوب ساخر وناقد، ويقوم بأداء الدور الرئيسي فيها ويطوره عن طريق الارتجال والتفاعل مع الظروف المقترحة أثناء العرض. وكان الفنان كتب مذكراته سنة 1993 وتراوحت بين الحزن والفرح، لتوافيه المنية لاحقا بسبب المرض في 28 جانفي 1999 .