استفاد أمس صحفيون و مراسلون بعدة مؤسسات إعلامية جزائرية ، من يوم تكويني عن بعد حول أهمية الذكاء الاصطناعي داخل غرف الأخبار، من تنظيم وزارتي الاتصال و البريد و تكنولوجيا الاتصال، و تأطير مديرة التدريس في مبادرة غوغل للأخبار بالشرق الأوسط و شمال إفريقيا، السيدة سامية عايش من لبنان، التي قدمت عرضا حول أهمية الذكاء الاصطناعي في غرف صناعة الأخبار، لتسهيل العمل الصحفي مستقبلا. استعرضت الأستاذة المكونة سامية عايش، الخطوط العريضة لمبادرة غوغل للأخبار التي أطلقتها سنة 2018، و التي تهدف إلى محاولة بناء مستقبل أفضل للعمل الصحفي، من خلال مركز التدريب الذي يقترح دروسا متعددة تساعد الصحفيين في البحث و التحقيق و عرض الأخبار، بطريقة بصرية مميزة. كما قدمت مداخلة تعريفية بالذكاء الاصطناعي و مستوياته و طرق استخدامه و إيجابياته، و بعض المخاوف التي طرحها صحفيون، و أكدت المحاضرة أن مصطلح الذكاء الاصطناعي، ليس حديث الاستخدام، بل يعود إلى سنة 1956، و استخدم المصطلح سنة 1997 للمرة الثانية، في أول مباراة شطرنج جمعت رجلا مع آلة، ليكتسح بعد ذلك الذكاء الاصطناعي غرف الأخبار و أضحى تأثيره واضحا في صناعة الأخبار . في المقابل تزايدت المخاوف حول مدى قدرة الآلة على أن تحل مكان الصحفي، و مدى نسبة الخطأ في الأخبار و صحتها عند استخدام الذكاء الاصطناعي، و كيف يكون توظيفه بين الشر و الخير، كالتضليل و نشر الأخبار الكاذبة . و أشارت الأستاذة سامية عايش، إلى أن دائرة استخدام الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار، بدأت تتسع بشكل كبير جدا، و حسب آخر الإحصائيات في العالم، فإن 50 بالمئة من المؤسسات، تستخدم الذكاء الاصطناعي لجمع الأخبار، و 33 بالمئة تستخدمها في إنتاج الأخبار، و 50 بالمئة تستخدمها في التوزيع و النشر . سبب الإقبال عليه من قبل كبرى المؤسسات الإعلامية العالمية، يتمثل، حسب الأخصائية، في الفعالية الصحفية التي يقدمها، و تحقيق مستوى أفضل للقراء، مع تحسين الفعالية الاستثمارية ، و كذا من أجل إلمام الصحفيين بهذه التقنية التي لا تزال مبهمة و مخيفة عند الكثيرين، لارتباطها في أذهانهم بالخوارزميات و الحسابات و البيانات، و عليهم إتقان ثلاثة مستويات مهمة و فهم معانيها. المستوى الأول الذكاء الاصطناعي الذي يعني عالم صناعة الأجهزة الذكية، أما الثاني فهو التعلم الآلي لتنمية قدرة الكمبيوتر على فهم الكلام و اللغة ، ليقوم بمهام دون برمجة، و هذا يأتي من خلال إدخال معطيات عديدة بانتظام، لمدة طويلة ، فتتحول مع الوقت إلى مفاهيم بديهية بالنسبة للجهاز ، و كلما احتاجها الصحفي يقدمها له الكمبيوتر بطريقة سريعة و بسيطة. أما المستوى الثالث و الأخير، فهو التعلم المعمق، و يتكون من حلول قابلة للقياس، تحاكي طريقة عمل الدماغ البشري عبر عناصر التعليم الآلي ، كنسخ المعلومات و تجميع المقابلات و ترجمة المقابلات و المقالات، و البحث داخل الملفات الضخمة. و يمنح الذكاء الاصطناعي داخل غرف صناعة الأخبار عدة امتيازات تسهل على الصحفي ممارسة عمله، أبرزها تحويل النصوص إلى أصوات أو ما يعرف بالبودكاست، و تقنيات متعددة لتقديم المحتويات المقروءة و المسموعة، و تنظيم البيانات و تنظيم عمليات البحث و إنتاج الأخبار عن طريق تدريب الآلة و أرشفة الأخبار. كما يسعى القائمون على عالم التكنولوجيا في العالم إلى التقليص من نسبة الخطأ عند استخدام الذكاء الاصطناعي، و بلوغ أعلى نسبة من الدقة ، خاصة عند التأكد من الأخبار الكاذبة و الصور و الفيديوهات المفبركة، مع حفظ البيانات بطريقة مصورة. و ذكرت مديرة التدريس في مبادرة غوغل للأخبار في الشرق الأوسط و شمال إفريقيا الأستاذة سامية عايش، أن جريدة «نيويورك تايمز» قامت قبل سنوات بأرشفة الصور التي تعود إلى القرن الماضي، باستخدام الذكاء الاصطناعي. و أضافت أن الذكاء الاصطناعي من شأنه تغيير شكل الصحافة مستقبلا، و ظهور مهن جديدة في الحقل الإعلامي، ستفرض نفسها بقوة، و تحتم على الصحفي التقليدي إتقان هذه المهارات . وهيبة عزيون