في حي ذراع الإمام الشعبي بمدينة تبسة و بالجزء المسمى "وادي الناقص» الذي يشق هذه المنطقة السكنية تقطن عائلة " خمايسية " المتكونة من الأب وهو عاطل عن العمل ومصاب بمرض فقر الدم وزوجته المصابة هي الأخرى بالعديد من الأمراض المزمنة إلى جانب 12 إبنا يعاني نصفهم من إعاقات ذهنية وحركية ، هم ثمرة زواج الأقارب. وداخل بيت صغير يشبه الكهف يتكون من غرفة ومطبخ و فناء داخلي ، تتقاسم هذه العائلة البائسة مأساة ظروف إقامة لا يسعنا إلا أن نقول أنها لا إنسانية ، تنعدم فيها أبسط شروط الإقامة ، خاصة أمام تدهور الوضعية الصحية لأبنائها ، الذين يعاني نصفهم من إعاقات حركية وذهنية . الطفل البكر أمين المولود سنة 1984 معوق ذهنيا بنسبة 100 % ثم هدى ابنة ال 22 ربيعا معوقة ذهنيا هي الأخرى بنسبة 100 % ، ومنير 13 سنة يعاني من إعاقة على مستوى العين ، وأصغرهم ساجد ولد بإعاقة ذهنية وحركية في 2006/07/09 وحسب والدته فإنه يعتمد على الرضاعة في غذائه إلى حد الساعة ، و»حياته متوقفة على تناول الحليب فقط ". وهي تتأسّف لكون ابنها يملك بطاقة معوق صادرة بتاريخ 2009/02/04 تحت رقم 1782/2009 وملفه موجود لدى مديرية النشاط الاجتماعي و مقبول للاستفادة من المنحة الجزافية للتضامن سنة 2009 تحت رقم 287 إلا أن مصالح المديرية لم تسو وضعيته إلى حد الساعة. وحسب والدته دائما التي تتقاضى منحة جزافية كونها مصابة بأمراض مزمنة إلى جانب استفادة شقيقيه الأمين وهدى من منحة التضامن إلا أن ساجد ورغم وضعية العائلة المتدهورة وحالته المؤلمة ( شاهد الصورة ) لم يستفد من هذه المنحة. حيث تقول والدته المتحسرة على وضعها البائس والمفجوعة على وضع أبنائها أن رب الأسرة مصاب بمرض فقر الدم وهو عاطل عن العمل أجبرتها الظروف العائلية الصعبة على رعاية 14 فردا ( وهم جميع أفراد الأسرة ) على العمل كمنظفة في بعض الحالات رغم مرضها المزمن حيث تجد نفسها في حالات عديدة رفقة أبنائها عاجزين عن شراء رغيف خبز، مناشدة السلطات الوصية وعلى رأسها السيد والي الولاية بمنحها يد المساعدة خاصة وأن لديها 5 أبناء متمدرسين وتمكينها من مسكن لائق تأوي إليه بمعية أبنائها الذين أقعدهم المرض . وعن السؤال حول زواجها من ابن خالتها وما يمكن أن يكون وراء إصابة أبنائهما بإعاقات ذهنية وحركية أكدت أنها لم تكن تدرك مخاطر زواج الأقارب الذي تدفع ثمنه غاليا... مديرية النشاط الاجتماعي وعلى لسان السيد " يونسي " رئيس مصلحة بالمديرية أكّد ل " النّصر» أن مديرة النشاط الاجتماعي وفور اطّلاعها على وضعية هذه الأسرة تنقلت شخصيا إلى منزلها وعاينت عن قرب وضعيتها وقدمت لها بعض المساعدات المتمثلة في علب حفّاظات وكميات من الحليب و محافظ للأبناء المتمدرسين . مؤكدا بأن الوضعية الجد صعبة التي تعيشها هذه الأسرة تحتاج إلى مساعدات مادية عاجلة ، حيث تم اقتراح مبلغ مالي بقيمة 4 مليون سنتيم كمساعدة لها ، وأضاف أنه تم إعداد عرض حال واف وشاف لتقديمه لوالي الولاية الذي سيحدد على ضوئه نوع المساعدة الموجهة لعائلة " خمايسية " ، كما تم اقتراح توظيف اثنين من الأبناء في جهاز الإدماج المهني.