تواجه الأحزاب السياسية المشاركة في التشريعيات المقبلة إشكالية التوقيع المزدوج على استمارات الترشح، وإلغاء عدد منها من قبل اللجان الانتخابية الولائية بعد إخضاعها للرقابة، وقد أجبرها هذا الوضع على تجاوز النصاب القانوني خلال اكتتاب التوقيعات لتدعيم حظوظها في خوض السباق في جميع الولايات. اشتكى المكلف بالاتصال بحزب جيل جديد براهمية حبيب في تصريح «للنصر» من عقبات تمت مواجهتها أثناء شروع المترشحين للانتخابات التشريعية المقبلة لجيل جديد في اكتتاب التوقيعات على المستوى المحلي، حيث تبين بعد إيداعها لدى اللجان الانتخابية الولائية بأن عددا منها لم تكن تستجيب للقانون، بسبب إشكالية التوقيع المزدوج. وقال السيد براهمية بأن هناك من وقع لأكثر من مترشح واحد، وهو إجراء يرفضه قانون الانتخابات، الذي ضبط كيفيات وشروط اكتتاب التوقيعات من قبل المترشحين للانتخابات، مؤكدا بأن جيل جديد أخذ الوقت الكافي لجمع أكبر عدد ممكن من التوقيعات التي بلغت حوالي 25 ألف توقيع على مستوى 50 دائرة انتخابية، لتفادي عقبة التوقيعات المزدوجة، ولتعزيز فرص المشاركة في الولايات 50، في انتظار هيكلة الحزب في باقي الولايات المستحدثة مؤخرا. ويؤكد المصدر بأن تجاوز إشكالية التوقيعات المزدوجة يمكن تجاوزه بالإسراع في إيداع استمارات اكتتاب التوقيعات لدى اللجان الولائية قبل باقي الأحزاب المشاركة، لأن غربال المنصة الرقمية يقوم آليا بإسقاط الاستمارات التي تحمل نفس توقيعات الاستمارات التي استلمها من قبل، معتقدا بأن هذا الحل هو الأنسب في الظرف الحالي بالنسبة لجيل جديد إلى غاية معالجة هذه الإشكالية من جذورها. ولم تمنع هذه العقبة جيل جديد من التوجه إلى اللجان الولائية الانتخابية لإيداع الاستمارات، وذلك ابتداء من الخميس الماضي، وبحسب المصدر فإن إلغاء 10 إلى 15 بالمائة من الاستمارات من قبل هذه اللجان لن يقلل من حظوظ الحزب في الدخول بقوائمه الانتخابية للانتخابات عبر 50 ولاية، لكن إذا تجاوز الأمر هذا السقف فإن ذلك سيعرضه بالفعل إلى أزمة حقيقة بالنظر إلى صعوبة تعويضها بسبب عامل الوقت. ولم يخف من جهته الأمين العام لحزب الكرامة محمد داوي معاناة تشكيلته من التوقيعات المزدوجة، رغم أنه اجتهد في جمع أكثر من 35 ألف توقيع لتفادي كل العقبات التي قد تضعف مستوى مشاركته في الانتخابات التشريعية المقبلة، قائلا إن حزبه حرص على اتخاذ كافة الاحتياطات مسبقا، بجمع أكثر مما يحدده النص القانوني حتى لا يقع في أزمة. وأكد محمد الداوي بدوره إلغاء عدد من استمارات الحزب من قبل اللجان الانتخابية الولائية بسبب التوقيع المزدوج في عدد من الولايات، وتم فقدان حوالي 100 استمارة بولاية برج بوعريريج، وأكثر من 200 استمارة بولاية تيندوف، قائلا إنه إلى غاية الفصل في هذا الأمر من قبل الجهات المختصة، اجتهد المناضلون لجمع أكبر عدد من التوقيعات، مع تسريع إيداع الاستمارات بداية م الأربعاء الماضي على مستوى 10 ولايات. ويرى رئيس حزب الحكم الراشد عيسى بلهادي بأن التوقيع المزدوج على استمارات اكتتاب التوقيعات أضحى مشكلا عاما يواجه مختلف الأحزاب السياسية المشاركة في الانتخابات التشريعية القادمة، من بينها الحكم الراشد، قد تكون له تداعيات سلبية بسبب إمكانية حرمان مترشحين من المشاركة. وقال عيسى بلهادي إن حزبه اجتهد لجمع التوقيعات من الميدان ولم يشتريها، وأن العملية كللت بالتوفيق بتجاوز النصاب القانوني، بجمع أكبر عدد من التوقيعات عبر كل ولاية، ويذكر في هذا السياق بأن النظام المتعلق بالانتخابات يحدد الحد الأدنى للتوقيعات في كل ولاية ب 300 توقيع، في حين أن الحزب جمع أكثر من ذلك على مستوى كل دائرة انتخابية. وبعكس حزبي جيل جديد الكرامة، لا يشعر حزب الحكم الراشد بأي قلق أو خوف من إمكانية تقويض فرصه في المشاركة في الانتخابات التشريعية، بعد تمرير استمارات اكتتاب التوقيعات على المنصة الرقمية للجان الانتخابية الولائية وإخضاعها للرقابة عبر المنصة التقنية، لأنه استبق هذه المرحلة بجمع ما يكفي لضمان حضوره في كافة الدوائر الانتخابية.