تسارع الأحزاب السياسية والمترشحين الأحرار الزمن من أجل جمع العدد المطلوب من التوقيعات للترشح للانتخابات التشريعية ،وإيداع ملفاتها قبل انقضاء الآجال القانونية ، ورغم أن بعض الأحزاب تجد في جمع التوقيعات فرصة لاستعراض عضلاتها وإبراز شعبيتها إلا أن أحزابا فتية أخرى تجدها عائقا "سياسيا" يحرمها من السباق نحو البرلمان . تحضر الأحزاب السياسية المعتادة على المواعيد الانتخابية لإيداع ملفات ترشحها أسبوعا قبل انقضاء الآجال القانونية المحددة يوم ال22 افريل المقبل ، بعدما تمكنت من جمع العدد المطلوب من التوقيعات والمحدد ب25 ألف توقيع في 23 ولاية كحد أدنى ، وهي تحمل عددا أكبر من التوقيعات التي تم جمعها في سياق حملة انتخابية مسبقة لإقحام أكبر عدد من المواطنين في الموعد الانتخابي 12 جوان 2021 . وفي هذا السياق ، أكد القيادي بحركة مجتمع السلم ناصر حمدادوش أن "عملية جمع التوقيعات أمر عادي ويسير بوتيرة أسرع لجمع أكبر عدد من التوقيعات بعيدا عن عتبة ال25 ألف توقيع المطلوب من الأحزاب السياسية ". وقال ناصر حمدادوش في تصريح ل"الحوار" إن عملية جمع التوقيعات هي فرصة للتعبئة الشعبية وانخراط كل فئات المجتمع في العملية السياسية ، مضيفا أن إيداع عدد أكبر من المطلوب للتوقيعات له "فائدة سياسية وانتخابية" لأنه احتكاك مباشر مع المواطن وترويج لبرنامج الحركة وإبراز لشعبيتها . وبخصوص إيداع ملفات الترشح –استمارات اكتتاب التوقيعات -، أكد المتحدث أن العملية ستتم قبل منتصف افريل المقبل من أجل استدراك النقائص المحتملة . "حملة انتخابية مسبقة " ،هكذا وصف عبد الوهاب قلعي عن حركة البناء الوطني عملية جمع التوقيعات لإيداع ملفات الترشح لانتخابات المجلس الشعبي الوطني، مؤكدا في تصريح ل"الحوار" أن هناك ولايات أنهت العملية فيما تشارف الأخرى على اتمامها بالنظر إلى حجم الولاية وعدد ناخبيها . وأشار عبد الوهاب قلعي إلى أن جمع التوقيعات قد يكون عائقا بالنسبة للأحزاب "الصغيرة " التي لا تملك قواعد نضالية ، غير أن مشكل إلزامية تنقل صاحب التوقيع إلى الأعوان المخول لهم المصادقة على العملية يبقى عائقا خاصة في المناطق التي قد تكون لديها خصوصية تمنع تسهيل العملية على غرار تنقل العنصر النسوي إلى البلديات أو المحضرين القضائيين ، كما أن عملية المراقبة الثانية التي تقوم بها اللجنة الولائية للانتخابات قد تعفي من هذه العراقيل ، داعيا إلى تسهيل الامر على المترشحين . عيسى بلهادي ، رئيس جبهة الحكم الراشد ، أكد أنه رغم صعوبة المناخ السياسي والاجتماعي الراهن وتداعياته على العملية الانتخابية ، إلا أن حزبه يسعى إلى دفع أكبر عدد من المواطنين للانخراط في العملية الانتخابية من خلال التوقيعات كمرحلة أولى . وقال عيسى بلهادي في تصريح ل"الحوار" إن جبهة الحكم الراشد تعمل على جمع أكبر عدد منه التوقيعات في 52 دائرة انتخابية وإيداعها قبل الآجال المحددة من طرف السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات. ولفت المتحدث إلى بروز إشكالية رفض بعض الاعوان المؤهلين للتصديق على استمارات إكتتاب التوقيعات لانتخابات 12 جوان المصادقة عليها قبل تلقي النص التطبيقي المتعلق بهذه العملية ، وهو ما يدفع المترشحين إلى خوض عملية اقناع أخرى لأصحاب التوقيعات بالتنقل مجددا من أجل المصادقة عليها . نداءات على الفايسبوك لجمع التوقيعات وخارج عباءة الأحزاب السياسية ، يشتكي المترشحون الاحرار من مشكل جمع التوقيعات خاصة في شقه المتعلق بتنقل صاحب التوقيع إلى البلدية أو الأعوان القضائيين ،حيث يجدون أن المواطن قد يتساهل أكثر في التوقيع وتقديم وثائق الهوية لكنه قد يرفض التنقل إلى البلديات أو المحاكم أو المحضرين القضائيين للمصادقة على التوقيع ،وهو ما يجعل عملية جمع التوقيعات "مقصلة " لبعض المترشحين وعقبة توقفهم في بداية سباق الترشح للتشريعيات . وبالمقابل، وجد مترشحون في قوائم حرة في مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة لإطلاق نداءات المساهمة في جمع التوقيعات قبل انتهاء الآجال المحددة ، وأصبحت الصفحات الخاصة تعج بطلبات المساندة خلال التشريعيات من خلال توقيع قيمته أكبر بكثير لدى الحالمين بالوصول إلى قبة زيغود يوسف .