قيم أساتذة أداء التلاميذ في الامتحانات التجريبية التي جرت الأسبوع الماضي بالمرضي، لا سيما بالنسبة للذين اجتهدوا والتزموا بالحضور إلى الأقسام لمتابعة الدروس، وتوقعوا التفاعل مع أسئلة الامتحانات الرسمية بنفس المستوى، وأن تكون المواضيع في المتناول. أعرب رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ خالد أحمد عن رضاه على المستوى العام للتلاميذ الذين اجتازوا الأسبوع الماضي الامتحانات التجريبية، قائلا في تصريح «للنصر» بأن نسبة هامة من التلاميذ لا سيما طلبة البكالوريا كانوا في الموعد وقصدوا المؤسسات التعليمية لاجتياز هذه الامتحانات، وكان تفاعلهم مع المواضيع جد مقبول ويبعث على التفاؤل بخصوص الامتحانات الرسمية. وأضاف المصدر بأن المواضيع كانت في متناول التلاميذ متوسطي المستوى، وهي المنهجية المعتمدة في صياغة مواضيع مختلف الاختبارات والامتحانات الرسمية، إذ يحرص الأساتذة المكلفون بصياغتها على جعلها متدرجة من الأصعب إلى الأسهل حتى يجد كل تلميذ نفسه، وتكون الإجابات مناسبة تماما لمستوى التحصيل العلمي ومدى التحضير لهذه الامتحانات. يرى خالد أحمد بأن الامتحانات التجريبية التي جرت عقب سنة من الدراسة الاستثنائية بسبب وباء كورونا، وما فرضه من تدابير وقائية صارمة، تعد مؤشرا إيجابيا على ما سيكون عليه الوضع بالنسبة للامتحانات الرسمية التي تنطلق هذا الأربعاء بتنظيم شهادة التعليم الابتدائي، متوقعا أن يكون أداء التلاميذ الذي كدوا واجتهدوا في مستوى تطلعات الأساتذة والأولياء. ونصح المتحدث الأولياء بعدم الضغط على الأبناء، لأن الجانب البسيكولوجي له أهمية كبيرة في تحديد كيفية تعامل المترشح مع المواضيع، بدليل أن الامتحانات التجريبية جرت في ظروف جد مريحة دون ضغط أو قلق، فكان التفاعل معها جد إيجابي، لأن التلميذ لم يكن يشعر بالخوف أو بالقلق، أو بأنه سيراقب ويحاسب من قبل الوالدين. وحث ممثل جمعيات أولياء التلاميذ المترشحين لاجتياز الامتحانات الرسمية للأطوار التعليمية الثلاثة خاصة طلبة البكالوريا، باستغلال الأيام التي تسبق هذه المواعيد البيداغوجية في استرجاع الأنفاس والتركيز، وتقسيم الوقت بطريقة مدروسة ما بين المراجعة الخفيفة والراحة والنوم وحتى التنزه لبعض الوقت، محذرا الأسر من الضغط على الأبناء وإجبارهم على تكثيف المراجعة لأن ذلك ستكون له نتائج عكسية يوم الامتحان. وأضاف من جهته رئيس النقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين «ساتاف» بوعلام عمورة بأن التفاعل مع مواضيع الامتحانات التجريبية تباين من مادة إلى أخرى، وذكر على سبيل المثال مواضيع مادة اللغة العربية التي تفاعل معها التلاميذ بشكل إيجابي، بعكس بعض مواد الحفظ، بسبب عدم التزام بعض التلاميذ بالمراجعة الجيدة وحفظ الدروس عن ظهر قلب، لا سيما فئة الذكور. كما تعد مادتا الرياضيات والفيزياء عقبة بالنسبة لفئة من التلاميذ، وهي الإشكالية التي تسعى الهيئة الوصية للبحث عن حلول لها عبر المختصين في البيداغوجيا وفق المصدر، معتقدا بأن ذلك قد يعود إلى المنهجية المعتمدة في تدريسهما، وليس إلى صعوبة المادتين في حد ذاتهما، لذلك نجد كثيرا من التلاميذ يفرون من تخصص الرياضيات في الطور الثانوي. ويضيف في نفس السياق، العضو القيادي في النقابة الوطنية لعمال التربية جهيد حيرش بأن أداء التلاميذ في أي امتحان، سواء تعلق الأمر بالاختبارات الفصلية أو الرسمية، يحدده مستوى التحضير لها من قبل التلميذ، عبر المراجعة والمذاكرة والالتزام بالحضور المنتظم إلى الأقسام، وحل التمارين التطبيقية والمواظبة على القيام بالأعمال التي يكلف بها من طرف الأساتذة. ويؤكد الأستاذ حيرش بأن التلاميذ المجتهدين والمنضبطين تعاملوا مع الامتحانات التجريبية على أنها محطة تحضيرية للامتحانات الرسمية، دون أن يتأثروا بظروف الدراسة الاستثنائية، التي سيتم أخذها بعين الاعتبار من قبل الأساتذة والمفتشين المكلفين بإعداد المواضيع الخاصة بالامتحانات الرسمية، حسب المتحدث، لتكون في متناول عامة التلاميذ.