مجنون من يطمح للمونديال بفريق لا يفوز خارج الجزائر وبطولة ضعيفة اللاعب الدولي الذي لا يزال يحتج على قرارات الحكم لم يبلغ بعد مرحلة الإحتراف - كشف الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش بأنه لوح برمي المنشفة منذ أسابيع، لكن رئيس الفاف محمد روراوة أقنعه بضرورة مواصلة العمل، مادام الجمهور الجزائري قد استعاد الأمل في القدرة على التأهل إلى مونديال البرازيل، بعد الأداء الجيد الذي قدمته التشكيلة الوطنية في اللقائين الأخيرين ضد تانزانيا و جمهورية إفريقيا الوسطى، و هو الأمر الذي كان كافيا على حد تعبيره " لدفعي إلى مواصلة العمل الذي كنت قد باشرته مع " الخضر " في شهر أوت المنصرم ". و في هذا السياق أوضح حليلوزيتش أن أطرافا من الاتحادية الجزائرية لكرة القدم كانت قد اتصلت به مباشرة بعد إقالته من على رأس العارضة الفنية لمنتخب كوت ديفوار، وعرضت عليه مرافقة الخضر في مغامرتهم المونديالية بجنوب إفريقيا، لكن مبادئي كما قال " لم تكن لتسمح لي بقبول عرض كهذا، لأن المنتخب لم يكسب التأهل لنهائيات المونديال بضربة حظ بل كان لديه طاقم فني هو الأحق بقيادته في النهائيات". وعاد " الكوتش فاهيد " في ندوة صحفية نشطها ظهيرة أمس الأربعاء بقاعة الندوات التابعة لملعب مصطفى تشاكر بالبليدة على هامش اختتام تربص العناصر الدولية المحلية، ليؤكد بأن تفكيره في الانسحاب من على رأس العارضة الفنية للمنتحب الجزائري خلال تربص ماركوسيس، ليس بسبب الفشل في التأهل إلى " كان 2012 "، و إنما للوضع الذي تعيشه الكرة الجزائرية في الوقت الراهن، لأن اللاعب الجزائري يبقى بعيدا عن العقلية الاحترافية، ولأن الدولي الذي مازال يحتج على قرارات التحكيم لا يمكنه أن يصنف في خانة المحترفين، فضلا عن مشكل عدم إستقرار اللاعبين في أنديتهم، سواء بسبب الإصابات أو تراجع العطاء الفردي، و مدى إنعكاسات ذلك على نتائج المنتخب، وكذا المستوى المتواضع للبطولة الوطنية، لأن هذه المنافسة تبقى حسب تصريحه دون المستوى، والعناصر التي تنشط بها لا يمكنها أن تبلغ الحد المطلوب لتقمص ألوان المنتخب الأول. علاقتي بروراوة كانت سبب التراجع عن موقفي هذا و أكد " الكوتش فاهيد " أنه كان قد عاهد نفسه بعدم العودة للعمل في إفريقيا بعد تجربته المريرة مع منتخب كوت ديفوار، لكنه وجد نفسه يعطي موافقته الرسمية و النهائية لتدريب المنتخب الجزائري، سيما و أن رئيس الفاف محمد روراوة كان قد أصر على استقدامه، واتصل به في عدة مناسبات، مما جعله يسأله عن سبب هذا الإصرار، قبل أن يوافق حليلوزيتش على العرض المقترح عليه، و الذي إعتبره بالمغامرة، حيث صرح قائلا: " لو راودني شك لحظة واحدة بشأن نجاحي في المهمة لما قبلت العرض أصلا، حيث أكدت من البداية لروراوة أنه لو تكون الأمور غير مضبوطة، خاصة من ناحية الإنضباط و الصرامة فإنني أفضل أن أنسحب حفاظا على الصداقة الحميمية التي تربطني به،و لو أنني وجدت منتخبا منهارا، على اعتبار أن اللاعبين فقدوا الرغبة في تطوير مستواهم، وكأن وصولهم إلى كأس العالم كان القمة التي لا يمكن تجاوزها، وهو ما جعلني أحس بصعوبة المهمة منذ الوهلة الأولى، و مع ذلك لا يمكنني توجيه إنتقادات للتقنيين الذين كانوا قد سبقوني في قيادة المنتخب،لأن التأهل إلى المونديال يبقى إنجازا يستحق الإشادة بالكفاءات الجزائرية، وفي مقدمتها المدرب سعدان الذي كان من أبرز صانعي هذا التأهل". بالموازاة مع ذلك أشار الناخب الوطني إلى أن لغة الأرقام، و معاينته لجل العناصر الوطنية مع أنديتها جعلته يفكر في الإنسحاب من منصبه، لأن " الخضر " لم يفوزوا خارج الجزائر سوى في 4 مباريات على مدار أزيد من عشرية، وعدم استقرار النتائج يجعل المهمة في غاية التعقيد، ولو أن رئيس الفاف أعطاه الضوء الأخضر لمعاينة لاعبي الخضر عن قرب، مشيرا في هذا الصدد إلى أن أهداف هذه الزيارات الميدانية التي قادته إلى بعض البلدان الأوروبية و كذا قطر هي الوقوف على يوميات اللاعبين كيف يتدربون، وكيف يعيشون،لأن المنتخب الجزائري لديه أهداف يسعى لتحقيقها،وعليه يجب أن يكون هناك تواصل كامل بين اللاعبين ومدربهم حتى يتمكنوا من بلوغ النجاح. و أشار حليلوزيتش إلى أنه تحدث مع اللاعبين المحليين الذين شاركوا في هذا التربص وأعلمهم بأنهم بعيدين عن المستوى المطلوب من الناحية البدنية، وطالبهم بمضاعفة مجهوداتهم، لأنهم لو واصلوا العمل بنفس الريتم الذي تعودوا عليه في أنديتهم فإنهم سيخسرون مكانتهم مع الخضر، لكون التحديات التي تنتظر المنتخب الوطني أقوى وأكبر، واللعب في مستوى عال يتطلب من جميع اللاعبين إظهار جاهزية على كل الأصعدة . " أبواب المنتخب مفتوحة للجميع رغم أنني أفضل محترفي أوروبا " إلى ذلك فقد جدد الناخب الوطني التأكيد على أن أبواب المنتخب تبقى مفتوحة أمام جميع اللاعبين، سواء تعلق الأمر بالعناصر التي تنشط في أوروبا أو تلك التي تزاول نشاطها في أندية محلية، رغم أن مستوى الدوري الجزائري يبقى بعيدا عن تطلعاته الشخصية، بعدما عاين العديد من المقابلات، لأن معظم العناصر المحلية ليست قادرة على تأدية وقت أطول في مقابلة واحدة بنفس الريتم، و مشكل ضعف اللياقة البدنية يبقى مطروحا بحدة، مما دفعه إلى التلميح إلى عدم الإستعانة بعناصر من الدوري المحلي في اللقاء القادم ضد غامبيا، كونه يبحث عن عناصر جاهزة للدفاع عن ألوان المنتخب و تقديم أفضل مردود، مضيفا بأنه لا يعترف بسياسة النجومية، ولا يوجد لاعب أساسي و آخر احتياطي، والاستعداد الميداني هو الذي سيسمح بالكشف عن التشكيلة الأساسية. على صعيد آخر عبر حليلوزيتش عن فرحته الكبيرة بخبر إنتقال المدافع عنتر يحيى إلى نادي كايزرسلاوترن الألماني، حيث فتح قوسا بشأن هذه القضية ليؤكد بأنه يفضل الاعتماد على العناصر التي تنشط في الدوريات الأوروبية، لأن مستواها أحسن بكثير من البطولات العربية، كما أن اللاعبين القادمين من أوروبا يكونون أكثر جاهزية من الناحية البدنية، والاستحقاقات التي تنتظر المنتخب الجزائري تجبر طاقمه الفني على الإعتماد على لاعبين قادرين على تقديم الإضافة المطلوبة، لأن فترة الإختبارات الميدانية قد انتهت، والعديد من اللاعبين سيبقون تحت المعاينة مع نواديهم إلى غاية نهاية الموسم الجاري. أملي معلق على الجزائر لتحقيق حلم المشاركة في المونديال هذا و قد فضل حليلوزيتش ختم ندوته بالكشف على أنه ما يزال تواقا لإكتشاف نهائيات كأس العالم ، بعدما حرم من المشاركة فيها كلاعب مع منتخب يوغوسلافيا في مونديال 1982 بإسبانيا، حيث تم شطبه من التعداد لأسباب وصفها بالجهوية، كما أنه تمكن كمدرب من صنع تأهل تاريخي إلى مونديال جنوب إفريقيا مع منتخب كوت ديفوار لكنه تعرض لإقالة مفاجأة قبل فترة قصيرة من تحقيق هذا الحلم الذي يأمل أن يجسده على أرض الواقع مع المنتخب الجزائري، سيما وأن هذا الهدف في صدارة بنود العقد المبرم مع " الفاف"، ليخلص إلى القول بأن " الخضر " مطالبون بالعمل الجاد في الفترة القادمة، وهم قادرون على تحقيق الغاية المرجوة و ضمان التواجد في مونديال البرازيل، بالنظر إلى الإمكانيات التي سخرتها الفاف من أجل العمل في أحسن الظروف، مشيرا إلى أن الجانب البسيكولوجي هو مفتاح نجاح أي فريق ، مما دفعه إلى تقديس جلسات الحوار مع اللاعبين لتوجيه الرسائل، مع تخصيص ساعات للنقاش لمعرفة طريقة تفكير اللاعبين و بالتالي توجيههم. صالح فرطاس