حليلوزيتش يشخص الداء و يطمح في استرجاع الخضر الروح الانتصارية تبعث الأجواء السائدة وسط المنتخب الوطني على الكثير من الارتياح و التفاؤل، وتوحي بنجاح التقني الفرانكو بوسني وحيد حليلوزيتش في وضع أولى بصماته على التشكيلة في ثاني تربص يشرف عليه، لأن هذا المدرب تمكن من فرض طريقة عمله، و فرض الانضباط وسط المجموعة ، بدليل التحاق غالبية اللاعبين في أول أيام المعسكر الإعدادي، و هو مشكل كان مطروحا بحدة داخل المنتخب في السنوات الماضية، لتكون الخطوة الثانية من المشروع الذي أعده " الكوتش فاهيد " سعيه لإعادة الروح الجماعية للمنتخب، ومحاولة زرع الروح الإنتصارية في اللاعبين، وحثهم إلى اللعب بطريقة هجومية، لأنه فتح ورشات عمل على جميع الأصعدة أملا في تغطية النقائص المسجلة قبل دخول غمار التصفيات المؤهلة إلى مونديال البرازيل. هذا وفيما ستكون مباراة هذا السبت الخرجة الرسمية الأولى لحليلوزيتش مع الخضر، أكد بأن الكرة الجزائرية تبقى تعاني منذ قرابة ثماني سنوات من أزمة العجز عن العودة بانتصارات من خارج الديار، ليبقى الفوز المحقق في زامبيا في جوان 2009 استثناء، الأمر الذي أجبر الناخب الوطني على إجراء تشريح دقيق لوضعية المنتخب في الظرف الراهن، وقد حاول من خلالها الوقوف على أسباب تراجع المردود الجماعي بعد المونديال، وقد عاين العديد من أشرطة الفيديو الخاصة باللقاءات الأخيرة للمنتخب، و على رأسها شريط الفيديو الخاص بمباراة إفريقيا الوسطى في بانغي، ووقف على حقيقة المعاناة، لأن المنتخب لعب دون روح، واكتفى بتحمل ضغط المنافس، حيث لم يتردد " الكوتش فاهيد " في ندوته الصحفية ليوم الاثنين في الكشف عن تحسره لمستوى الخضر، لكنه عرج أيضا على قضية حجج اللاعبين لتبرير الهزيمة، ومنها سوء أرضية الميدان وعدم القدرة على التأقلم مع الظروف المناخية وحتى التحكيم، حيث أكد حليلوزيتش بأن هذه الجوانب لا يمكن أن تكون مبررات الهزيمة ، وقد طالب اللاعبين بعدم افتعال الحديث عن هذه القضايا مستقبلا. كما أن حليلوزيتش وقف في تشريحه على مشكلة العقم الهجومي للمنتخب في جميع المباريات التي لعبها خارج الجزائر، وأرجع سبب ذلك إلى عدم ثقة اللاعبين في إمكانياتهم، و ميولهم إلى الخطة الدفاعية بحثا عن نقطة التعادل، وهي طريقة أعرب الناخب الوطني عن رفضه لها، مع التأكيد على أنه سيحاول تغيير هذه الذهنية، وإعطاء ثقة أكبر للاعبي المنتخب، ومطالبتهم بالعودة بالنقاط الثلاث، وبالتالي فك عقدة اللعب خارج الديار، وزرع الروح الإنتصارية في المجموعة، مادام هذا العامل من أسرار نجاح " الكوتش فاهيد " في التجربة التي خاضها مع منتخب كوت ديفوار، حيث كان يحث عناصره على ضرورة تحقيق الإنتصار حتى في المباريات الودية، وقد كشف حليلوزيتش عن ذلك من خلال تصريحه : "سأطالب اللاعبين بالفوز في تنزانيا، مهما كان حجم المنافس و الظروف المناخية و ضغط الجمهور، لأنني أميل أكثر إلى ورقة الهجوم، وأطمح دوما لفرض طريقة لعبي، حتى لو كان الخصم هو المنتخب البرازيلي"، و هو تصريح يبقى بمثابة رسالة واضحة المضمون ببحثه عن منتخب بنزعة هجومية، و مباراة هذا السبت بدار السلام ستكون الإمتحان الأول الذي سيكتشف من خلاله الجزائريون هندسة هذا التقني و فلسفته في اللعب . صالح فرطاس