حليلوزيتش مصر على الفوز لوضع لبنة منتخب جاهز لتصفيات المونديال أبدى الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش إصرارا كبيرا على ضرورة فوز « الخضر « بمباراة سهرة اليوم، رغم أن الكرة الجزائرية رهنت كامل حظوظها في المشاركة في النسخة المقبلة من العرس الكروي القاري المقررة بغينيا الإستوائية و الغابون، و ذهب التقني الفرانكوبوسني في الندوة الصحفية التي نشطها مؤخرا إلى حد التأكيد على أن مواجهة اليوم تكتسي أهمية بالغة بالنسبة له، و للمنتخب على حد سواء، كونه مدرب يمتاز بنزعة هجومية، يتسلح بروح إنتصارية عالية مهما كانت طبيعة المباريات، فضلا عن رغبته في إستغلال الفرصة لزرع روح جديدة في التشكيلة، و بالمرة رسم معالم التعداد الذي سيخوض به غمار التصفيات المؤهلة إلى مونديال البرازيل، لأن هذا الهدف يبقى أبرز شرط في العقد الذي يربط « الكوتش فاهيد « بالفاف. تأكيد حليلوزيتش على أن هذه المقابلة تعد مهمة جدا، يمكن إعتباره مؤشرا أوليا على رغبته في ترك بصمته على المنتخب الجزائري، و ضخ دم جديد في المجموعة تحسبا للإستحقاقات الرسمية القادمة، سيما و أنه و منذ تنصيبه على رأس العارضة الفنية للخضر في أواخر شهر جوان المنصرم ظل يتحدث بلغة « الواثق في النفس « بخصوص قدرته على إعادة الروح للمنتخب، مع إشادته بالمهارات الفردية التي يمتلكها اللاعب الجزائري، و سعيه للإستثمار في هذه المؤهلات، و ذلك بالتغيير من الذهنيات و العقليات، و كذا من طريقة اللعب، و قد تجسد ذلك خلال الخرجة الرسمية للأولى للخضر تحت قيادة هذا المدرب في دار السلام، أمام منتخب تنزانيا، حيث وقف الجمهور الجزائري على العمل الذي يقوم به المدرب الجديد، بغض النظر عن النتيجة التي آلت إليها المباراة، والتي عرفت الإقصاء الرسمي للمنتخب الوطني من سباق المشاركة في « كان 2012 «. منح الفرصة للمحليين رسالة مشفرة لركائز المنتخب و لعل الرسائل التي وجهها حليلوزيتش للجزائريين منذ أول يوم من شروعه في العمل الميداني دليل على سياسة العمل التي إنتهجها، فعدم إستدعاء صانع ألعاب نادي سوشو رياض بودبوز في لقائين متتالين لأسباب إنضباطية، على خلفية غيابه عن تربص ماركوسيس صورة جلية عن صرامة التقني الفرانكوبوسني، سيما و أنه ظل يتحدث عن الجدية و الإنضباط في المعسكرات و المباريات، كما أن عدم إدراج زياني ضمن القائمة المعنية بمباراة اليوم كان تجسيدا للطرح القاضي بعدم إعتراف حليلوزيتش بالنجوم، و اللاعبين الذين أصبحوا بمثابة الركائز الأساسية في المنتخب، رغم أن الناخب الوطني علل قراره بتعرض زياني لإصابة، و لو أن الرسالة واضحة المضمون، و ذلك ببحث الطاقم الفني عن العناصر الأكثر جاهزية من أجل تقديم الإضافة المطلوبة للتشكيلة، مع منحه الفرصة للعناصر المحلية، و وضعها في نفس الكفة مع المحترفين، بعدما كان حضور « المحليين « شبه شكلي في السنتين الأخيرتين، و منحصر على حراس المرمى و القليل من الوجوه. محطة الوداع لعناصر من الجيل الذي صنع التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا و إنطلاقا من هذا الجانب يمكن القول بان مباراة سهرة اليوم قد تكون بمثابة المحطة الختامية لبعض اللاعبين الذين قد يجدون أنفسهم خارج القائمة الرسمية في المواعيد القادمة، لأن حليلوزيتش كان قد أكد بأنه يبقى بصدد تجريب كل اللاعبين من أجل ضبط تعداد يتشكل من 25 لاعبا جاهزين لخوض كامل المرحلة التصفوية المؤهلة إلى مونديال البرازيل، و هي المرحلة التي قد يغيب عنها بعض العناصر من الجيل الذي كان قد صنع حلم المشاركة في مونديال جنوب إفريقيا، سيما و أن العطاء الفردي لمعظم اللاعبين قد تراجع بشكل ملفت للإنتباه، مما أخرج الكرة الجزائرية من تصفيات « كان 2012 « عبر أضيق البواب في مجموعة تضم كل منتخبات مغمورة و متواضعة بحجم جمهورية إفريقيا الوسطى و تنزانيا، إلى جانب المنتخب المغربي، الأمر الذي يوحي بان حليلوزيتش سيعمل على إستغلال فرصة اللعب بعيدا عن الحسابات سهرة اليوم لتجريب بعض الخيارات، و كذا عناصر جديدة لإكتشاف مدى تجاوبها مع الخطط التي ينتهجها. إصرار على التغيير و فك عقدة اللعب في 5 جويلية و ما يزيد في تجسيد هذا الطرح تأكيد عدم مشاركة كل من مدحي لحسن، عنتر يحيى و نذير بلحاج في هذه المقابلة بسبب الإصابات، و هو ما يفسح المجال أمام الناخب الوطني لمنح الفرصة لعناصر أخرى، خاصة و أنه كان قد أكد في آخر خرجاته الإعلامية بانه مصمم على تغيير التشكيلة الأساسية، بحثا عن عناصر تتماشى و الخيارات التي يعتزم المراهنة عليها في تصفيات المونديال، بعدما كان التقني الفرانكوبوسني قد نجح في وضع بصمته بسرعة البرق على آداء التشكيلة في المباراة السابقة ضد تانزانيا، و ذلك بإنتهاجه على طريقة تنطلق من بناء اللعب بالإعتماد على التمريرات القصيرة، فضلا عن النزعة الهجومية التي كانت تنقص « الخضر « في عهد كل من سعدان و بن شيخة، كما أن « الكوتش فاهيد « يعتزم الإستثمار في مواجهة سهرة اليوم لفك عقدة العناصر الوطنية في اللعب بملعب 5 جويلية الأولمبي، لأن نتائج المنتخب في هذا المركب تبقى هزيلة، مادامت أخر مقابلة رسمية لعبها بوقرة و رفاقه بهذا الملعب تعود إلى تاريخ 16 جوان 2007، حين تكبدوا الهزيمة أمام منتخب غينيا، كما أن التشكيلة الوطنية إنهزمت في آخر لقائين وديين لعبتهما بهذا المركب ضد كل من الغابون و صربيا، مما جعل حليلوزيتش يلح على ضرورة فك هذه العقدة و الفوز على جمهورية إفريقيا الوسطى لطي صفحة النكسات التي لازمت « الخضر « بهذا الملعب، و بالمرة التحضير لعهد جديد على وقع الإنتصارات في التصفيات المؤهلة إلى البرازيل، مادام حليلوزيتش مصمم على إعادة ترتيب البيت قبل شهر ديسمبر القادم، بإستغلال المقابلتين الوديتين المقررتين في نوفمبر المقبل ضد كل من تونس و الكاميرون لوضع اللبنة الأساسية لمنتخب من صنعه الخالص، بمزيج بين المحليين و المحترفين وفق معيار الجاهزية.