صنع وفاق سطيف، الحدث على طريقته الخاصة، في الجولة الواحدة والثلاثين، لبطولة الرابطة المحترفة الأولى، وذلك بانهياره برباعية نظيفة بوهران، بعد "الزلزال" العنيف الذي ضرب عرين "النسر الأسود"، في أثقل هزيمة يتلقاها الوفاق "محليا" منذ عقدين من الزمن، الأمر الذي أجبره على التنازل عن مشعل القيادة لصالح البطل "السابق" شباب بلوزداد، الذي أبرم عقد شراكة في الريادة مع "السطايفية"، مواصلا رحلة الدفاع عن تاجه بانتفاضة قوية، في الوقت الذي دخل فيه ثنائي القاعدة الشرقية أهلي البرج وشبيبة سكيكدة غرفة الإنعاش، تحسبا لسفرية نحو الرابطة الثانية، في انتظار التعرف على مرافقيهما على متن قطار السقوط. انهيار وفاق سطيف بالقوة الرابعة جاء ليجسد التراجع الكبير لأبناء الولاية 19 في الربع الأخير من البطولة، بدليل أن "زلزال" وهران كان الثالث تواليا خارج الديار، وهو رقم يعادل عدد الهزائم التي كان الفريق قد مني بها على مدار ثلثي المنافسة، بصرف النظر عن "الهشاشة" الكبيرة التي أظهرها الوفاق في سفرياته الثلاثة الأخيرة، ورباعية "الحمراوة" التي تداول على توقيعها مطراني بثنائية وكذا زميلاه بن حمو وخطاب، مكنتهم من الأخذ بثأرهم "الرياضي" من نتيجة الذهاب، لكنها فجرت الأوضاع في البيت "السطايفي"، سيما بعد الأزمة الداخلية التي كانت قد طفت على السطح عشية التنقل إلى وهران، لتكون عواقب ذلك تلقي أثقل نتيجة منذ نوفمبر 2001. السقوط الحر للنسر الأسود، وعدم قدرته على الصمود خارج الديار جرده من قيادة القافلة، وذلك بعد نجاح شباب بلوزداد في إبرام عقد شراكة ثنائي في الريادة مع "السطايفية"، مع حيازته على أفضلية بفارق الأهداف، في انتظار تسوية الرزنامة، لأن أبناء "العقيبة" واصلوا رحلة الدفاع عن لقبهم، بإلحاق جمعية الشلف بقائمة الضحايا، ولو بصعوبة كبيرة، مع عدم تذوق طعم الهزيمة طيلة مرحلة الإياب من البطولة. من جهة أخرى، استعاد فريق شبيبة الساورة حظوظه في التنافس على اللقب، بفضل الانتصار الثمين الذي عاد به من البرج، أين أحسن الاستثمار في أزمة الأهلي المحلي، وحقق الأهم في مباراة سجل فيها عمران هدف الفوز لأبناء بشار مع بداية المرحلة الثانية، وضيع بعدها زميله حميدي فرصة مضاعفة النتيجة، بإهداره ضربة جزاء، قبل أن يتوقف اللقاء لبضعة دقائق إثر عطب في الإنارة، وهي نتيجة نصبت "نسور الجنوب" على بعد ثلاث خطوات من ثنائي الصدارة، ما يضعها أمام فرصة الحظ الأخير يوم السبت القادم بسطيف، سيما وأن الشبيبة ستستضيف بلوزداد بعد ثلاث جولات. ثنائي من الشرق يغرق ومعالم السقوط ترتسم جسدت إفرازات هذه المحطة، عجز ثنائي القاعدة الشرقية أهلي البرج وشبيبة سكيكدة عن مسايرة الركب، لأن هزيمة "البرايجية" داخل الديار أدخلتهم غرفة الإنعاش، وأحرقت آخر أوراقهم في البقاء، حالهم حال شبيبة سكيكدة التي تبقى ماكثة في "العيادة" منذ عدة جولات تترقب نهاية الموسم، للعودة سريعا إلى الرابطة الثانية، وقد كانت الثلاثية أمام أولمبي المدية كافية لترسيم سقوط الشبيبة. حجز ثنائي من القاعدة الشرقية، أولى التذاكر على متن قطار السقوط، يبقي "معركة النجاة" متواصلة بين مجموعة من الأندية، رغم أن المعالم بدأت تتضح نسبيا، لأن المعطيات الأولية تضع فريقين من الجهة الغربية في خانة أكبر المهددين بمرافقة البرج وسكيكدة إلى الرابطة الثانية، ويتعلق الأمر باتحاد بلعباس ووداد تلمسان، رغم أن تشكيلة "المكرة" بعثت بصيصا من الأمل في قلوب أنصارها، بفوزها على جمعية عين مليلة بهدف بلمختار في أواخر الشوط الأول، لكن هذا الانتصار يبقي "العباسيين" على بعد 5 خطوات من عتبة النجاة، في الوقت الذي تعقدت فيه وضعية وداد تلمسان بانهزامه أمام نادي بارادو، وهي النتيجة التي عجلت باستقالة المدرب عمراني. من جهة أخرى، فقد عاد نجم مقرة إلى دائرة الحسابات إثر عودته بأياد فارغة من غليزان، أين أهدر تعادلا على الأقل، كان في المتناول، مع حصول "الرابيد" على جرعة أوكسجين، لتبقى معادلة السقوط تضم 8 أطراف، تتنافس من أجل تفادي حجز التذكرتين المتبقيتين، دون احتساب الثنائي الذي رهن حظوظه، وعليه فإن جمعية عين مليلة واتحاد بسكرة يتواجدان ضمن قائمة المهددين، في حين مد نادي بارادو خطوة عملاقة نحو ترسيم البقاء.