حصلت التلميذة النجيبة خولة بوقرة ، ابنة بلدية السطارة بأعالي جيجل، على معدل 19,03 في شعبة الرياضات، ما أهلها لتحتل المرتبة الأولى في البكالوريا بولاية جيجل، فشرفت عائلتها و الطاقم التربوي بثانوية لحمر عمار و ولايتها، دون أن تطأ قدماها أقسام الدروس الخصوصية طوال مسارها الدراسي، فقد اعتمدت على نفسها في مراجعة دروسها. بعد إبلاغنا من قبل مديرية التربية عن اسم صاحبة أعلى معدل بجيجل، كنا السباقين لتبليغ عائلة بوقرة بأن ابنتهم خولة هي الأولى ولائيا في شهادة البكالوريا، و حددنا موعدا لزيارة هذه العائلة المقيمة بمنطقة برج علي في بلدية السطارة بأعالي جيجل. يتطلب التوجه إلى منزل عائلة خولة السير بالمركبة لما يفوق الساعة من الزمن، و عندما وصلنا وجدنا أفراد العائلة في انتظارنا، رفقة مدير الثانوية التي كانت تدرس بها التلميذة و الذي بادر إلى نشر اسمها عبر مواقع التواصل الاجتماعي باعتبارها صاحبة أعلى معدل في البكالوريا بولاية جيجل، و كانت الفرحة بادية على وجوه الجميع. كانت التلميذة خولة في استقبالنا عند دخولنا إلى قاعة الضيوف، إنها فتاة في مقتبل العمر، يبدو من ملامحها و نبرة صوتها أنها هادئة، أخبرتنا خولة، بأنها لم تتوقع أن تكون الأولى على المستوى الولائي، فقد كان مجرد حلم عابر، تغلب عليه طول انتظار النتائج و الشكوك. عندما أبلغها والدها بأنها تحصلت على معدل 19,03، من 20 ، لم تصدق ما سمعت ، و بعد ساعة من إعلان النتائج، جاءها الخبر اليقين، بأنها الأولى ولائيا، و لم تتمالك نفسها من الدهشة و الفرحة، و أخذت تردد" الحمد لله"، كما قالت للنصر . و أضافت الفتاة" خلال مساري الدراسي كنت دائما متفوقة في القسم، و حتى في شهادتي التعليم الابتدائي و المتوسط كنت دائما الأولى بإقليم الدائرة، و في المستوى الثانوي، كنت أحصل على أعلى المعدلات، و شاركت في المسابقات الولائية التي كانت تنظم". و أشارت المتحدثة إلى أنها كانت دائما تحب مادة الرياضات و تتقن حل معادلاتها الصعبة، كما كانت متفوقة في باقي المواد. و أكدت التلميذة " لم أتابع طيلة مساري التعليمي، في كل الأطوار، الدروس الخصوصية، لأنني مقتنعة، بأنها مضيعة للوقت، و إرهاق للجسد، و يكفي أن التركيز في القسم و التجاوب مع الأستاذ، و المراجعة في المنزل لتحقيق النجاح". و أوضحت من جهة أخرى بأنها استفادت من دروس الدعم التي كان يقدمها أساتذتها بالثانوية، في حين تفضل أن تراجع في المنزل لوحدها أو رفقة زميلاتها، بدل تلقي الدروس الخصوصية. و أشارت التلميذة النجيبة، بأنها كانت دائما تحرص على تنظيم الوقت، و تفضل المراجعة في الصباح الباكر، و تخصيص ساعة قبل النوم لمواصلة المراجعة، و تنصح خولة التلاميذ، بضرورة التركيز و فهم المواد التي توجد ضمن الشعبة التي يدرسون فيها، منذ السنة الأولى ثانوي، و ذلك لاكتساب أرضية معرفية و علمية جيدة، تؤهلهم للنجاح في البكالوريا. و ذكرت ابنة السطارة، بأنها تحب المطالعة و كتابة الأشعار و الخواطر، و تتفنن في الرسم، مؤكدة أن عشقها لكل ما له صلة بالفن و الإبداع، جعلها تشعر بالراحة النفسية، و الإرادة و الاستعداد الدائم للدراسة. و أضافت بأن لوالديها فضلا كبيرا في نجاحها، فقد كانا يسعيان دائما لرفع معنوياتها و توفير الجو الملائم، قدر المستطاع، لتتمكن من المراجعة بأريحية. و أشارت إلى أن أمها ماكثة بالبيت، ووالدها مراد يعمل بإدارة السجون بالميلية، و هو خير سند لها ، و قد وفر كل ما تطلبه ابنته البكر. وفي حديثه معنا، أكد، بأن ابنته خولة، كانت دائما مصدر سعادة و فرح له بأخلاقها و تربيتها، و تفوقها في الدراسة، فهي صبورة و مثابرة لتحقيق النجاح، مضيفا أن شقيقاتها الأربع، متفوقات أيضا في دراستهن. و ذكر مدير الثانوية رابح الصيد، بأن التلميذة خولة كانت دائما تتصدر المراتب الأولى بمعدلاتها ، و تتميز بأخلاقها الحميدة، و تشرف الطاقم التربوي و الإداري في كل مرة، مثمنا الدور الذي أداه الجميع في توفير المناخ الملائم للتلاميذ، مشيرا إلى أن أساتذة الثانوية قدموا دروس الدعم لتلاميذهم و بذلوا الكثير من الجهد لضمان استيعابهم للمقرر و نجاحهم. وذكرت خولة بأنها تفكر في أن تسجل بالمدرسة العليا للإعلام الآلي، لأنه التخصص الذي تحبه و تطمح في التفوق فيه، لكن يظل حلمها الوحيد هو أن تشرف دائما عائلتها و بلديتها و ولايتها.