تسابق التشكيلات السياسية الزمن لتجديد ثقة المواطنين في المجالس المحلية المنتخبة، مستغلة ما تبقى من عمر الحملة الانتخابية لإقناع الناخبين بجدوى المشاركة في اختيار ممثليهم على المستوى المحلي، القادرين على تنفيذ الوعود وتجسيد البرامج. تجتهد الأحزاب السياسية المشاركة في الاستحقاقات المحلية القادمة لكسب معركة إعادة الثقة بين المواطنين والمؤسسات المحلية المنتخبة، وإقناع الناخبين بجدوى التوجه إلى مراكز الاقتراع لاختيار ممثليهم في المجالس البلدية والولائية، الذين سيتولون شؤون التنمية المحلية، من خلال تقديم برامج قابلة للتنفيذ، ومرشحين ذوي الكفاءة ونظافة اليد، إلى جانب اعتماد الخطاب الذي يلمس الواقع اليومي للمواطنين. ويعتقد في هذا الخصوص المكلف بالإعلام بجبهة القوى الاشتراكية هشام زعنابي في تصريح «للنصر» بوجود أزمة ثقة فعلية بين المواطنين والهيئات المنتخبة، ألقت بظلالها على المشهد السياسي، وجعلت الحزب يحذر من عزوف آخر عن العملية الانتخابية، بسبب ممارسات سابقة. ويرى المتحدث بأن تنفيذ الوعود التي يقدمها المترشحون في الحملة تعد عاملا أساسيا لاستعادة الثقة في المؤسسات المنتخبة، لا سيما ما تعلق بتحسين الظروف المعيشية والتكفل بانشغالات المواطنين المرتبطة بالتنمية المحلية، موضحا بأن الأفافاس تحاشى إطلاق الوعود غير القابلة للتجسيد خلال الحملة الانتخابية لعدم تعميق أزمة تراجع الثقة في الهيئات المنتخبة. ويعتقد المصدر بأن ما تطرحه جبهة القوى الاشتراكية من برنامج يرمي إلى إعادة الأمل للمواطنين، ومرافقتهم في تحسين الأوضاع الاجتماعية وإشراكهم في اتخاذ القرارات وترسيخ ثقافة الحوار والتوافق لتجنب الأزمات، وانتقاء مرشحين ذوي تاريخ نضالي وسمعة طيبة، سيساهم في توطيد علاقة الثقة بين المواطن والمجالس المنتخبة. ويؤكد المكلف بالإعلام للأفافاس بأن الوعود التي يقدمها مرشحو الحزب لا تتجاوز حدود الإمكانات المادية المتوفرة على المستوى المحلي، وكذا مستوى الصلاحيات التي يتمتع بها الأميار، وهو يعول على المصارحة والواقعية في كسب الثقة وإقحام المواطن في العمل السياسي. ويؤكد من جانبه رئيس حزب صوت الشعب لمين عصماني بأن دور الأحزاب السياسية في استعادة ثقة المواطنين في الهيئات المنتخبة يتمثل في اقتراح المورد البشري القادر على إيجاد الحلول للمشاكل التنموية المطروحة، لا سيما على مستوى البلديات باعتبارها النواة الأساسية للدولة، قائلا إن حزبه يقترح على الناخبين مهندسي التنمية المحلية، وخطابا يقوم على المصارحة والمكاشفة لكسب ثقة المواطنين. ودعا المتدخل المواطنين إلى عدم تفويت الفرصة، والمشاركة بقوة في الانتخابات المحلية المقبلة لاختيار المنتخبين المحليين بالمجالس البلدية والولائية، من ذوي الكفاءة لتسيير الشؤون المحلية ومعالجة المشاكل العالقة، قائلا إن حزب الشعب يدعو إلى حراك الصندوق لإحداث القطيعة مع الماضي، وتجاوز أزمة الثقة في الهيئات المنتخبة. ويؤكد من جهته العضو القيادي في حزب جيل جديد حبيب براهمية بأن تجديد الثقة في المؤسسات المنتخبة، يشكل محور الخطاب الانتخابي للحزب، الذي يدعو إلى التصويت على البرامج وليس الأشخاص، من أجل جعل العهدة الانتخابية المقبلة التي تمتد لخمس سنوات كاملة، فرصة للتغيير وتحقيق آمال وطموح المواطنين. ويركز جيل جديد في إطار العمل الجواري على إقناع الناخبين بأهمية التصويت، والحرص على حسن اختيار ممثليهم بالمجالس المنتخبة، بدل الانسحاب من المشهد السياسي، وهو يعتقد بأن المنتخبين المحليين الذين سيتولون تسيير شؤون المواطنين اليومية ينبغي أن يحظوا بالقبول والرضا لدى الناخبين، من خلال توسيع نسبة المشاركة في الاستحقاقات القادمة. ويعتمد الحزب على الخرجات الميدانية والاحتكاك المباشر مع المواطنين لإيصال هذه الفكرة وتكريسها، وجعلها قناعة راسخة لدى الناخبين، لا سيما وأنه التمس اهتماما من المواطنين بالانتخابات المحلية لارتباطها بحياتهم اليومية.