اعتبرت أحزاب سياسية ، أمس، أن الانتخابات المحلية، جرت في ظروف عادية وطبيعية ، فيما سُجلت بعض التجاوزات والاختلالات المعزولة والتي ليس لها تأثير على السير العام للعملية، كما أبدت تفاؤلا بتحقيق نتائج جيدة في هذا الاستحقاق وتحسين حضورها على مستوى هذه المجالس المحلية ، مبرزة في الوقت ذاته ، أهمية توسيع صلاحيات المنتخبين المحليين لتحقيق التنمية المنشودة. عاشت مقرات الأحزاب السياسية أمس ، على وقع حركة دؤوبة من قبل القيادات والمناضلين، في إطار عمل المداومات والخلايا التي تم تنصيبها لمتابعة مجريات العملية الانتخابية ، فمنذ الصبيحة باشر مسؤولو هذه الخلايا ، نشاطهم الذي تواصل طيلة اليوم انطلاقا من الاتصالات التي تم إجراؤها مع المناضلين والمترشحين في الميدان لرصد العملية والتبليغ عن التجاوزات والنقائص في حال وجودها بالإضافة إلى إعداد إحصائيات حول العملية الانتخابية. وأوضح نذير بولقرون، مدير الديوان، حزب جبهة التحرير الوطني في تصريح للنصر، أمس، أن الحزب أنشأ بمقره المركزي مداومة لمتابعة العملية الانتخابية على مستوى كل الولايات وهذا لاستقاء المعلومات، حول مجريات الانتخابات المحلية، مشيرا إلى أن الانتخابات، حسب المعطيات الأولية المتوفرة تجري في ظروف عادية وطبيعية يطبعها اهتمام المواطنين بالإدلاء بأصواتهم ، حتى وإن بدا أن نسبة المشاركة في الصباح كانت متواضعة ، إلا أنها تزايدت بشكل ملموس طيلة نهار أمس. وأضاف أن حزب جبهة التحرير ، يعتبر الحزب الأول من حيث المشاركة في الانتخابات المحلية، إذ دخل في 1238 بلدية و55 مجلسا شعبيا ولائيا، وبالنظر إلى حجم هذه المشاركة المعتبر والحملة الانتخابية القوية التي قام بها الحزب تحت إشراف الأمين العام، الذي جاب كل ولايات الوطن ، فإن حزب جبهة التحرير الوطني، متفائل بتحقيق فوز مستحق يكرس صدارته للمشهد السياسي في البلاد كقوة سياسية أولى، كما أنه يثمن الفوز الذي حققه في الانتخابات التشريعية الماضية -كما قال-، لافتا إلى أن الحزب سجل تجاوزات عرفتها العملية الانتخابية، كمحاولة بعض الأحزاب التأثير على أصوات الناخبين وأيضا ما عرفته بعض البلديات من خلط أوراق الانتخاب بين البلديات . وأكد مدير الديوان، أن الحزب يراهن على كسب الانتخابات، لأهميتها أولا في استكمال تجديد البناء المؤسساتي، حيث أنها تأتي بعد الانتخابات الرئاسية وتعديل الدستور والتشريعيات وثانيا لأن المجالس المحلية تعتبر النواة الأساسية للدولة وأيضا للعلاقة الوطيدة التي تربط المواطن بالبلدية ولعلاقتها المباشرة بقضاياه وانشغالاته وحياته اليومية. وأضاف أن حزب جبهة التحرير الوطني، يرى أنه من الأهمية بمكان تعديل قانوني البلدية والولاية بما يضمن أن تكون المجالس المحلية، مجالس منتخبة تشاركية وقادرة على الوفاء بالتزاماتها في تحقيق التنمية المحلية بكل ما يعنيه ذلك لتمكينها من خلق الثروة ، كما أن تعديل قانوني البلدية والولاية، تفرضه إعطاء صلاحيات واضحة ومحددة للبلديات ولتحقيق هذه الأهداف -كما أضاف -، فقد حرص الحزب على انتقاء مرشحيه بتوفرهم على مقاييس الكفاءة والنزاهة ومحاربة الفساد وهذا حتى تضطلع المجالس المحلية بدورها في خدمة المواطن والبلاد ، مؤكدا أن الحزب شارك في الانتخابات بهدف واضح وهو الفوز فيها بتحصيل أكبر عدد ممكن من هذه المجالس ، أكبر من نصف المجالس البلدية وأيضا ثلثي المجالس الولائية . ومن جانبه أفاد المكلف بالإعلام بحركة مجتمع السلم ، ناصر حمدادوش في تصريح للنصر أمس ، أن الحركة لديها تقاليد عمل في المشاركة في الانتخابات ومتابعة العملية الانتخابية يوم الاقتراع، مشيرا إلى تنصيب الغرفة التقنية لمتابعة مجريات العملية الانتخابية إلى غاية الاعلان عنها وقد تواجد بهذه الغرفة، شباب لمتابعة العملية، حيث يوجد نقل مباشر مع كل الولايات وهناك خلية أيضا لمتابعة النتائج ، كما أن المكتب الوطني في حالة انعقاد مستمر . وأضاف ناصر حمدادوش ، أن ما نسجله لحد الآن أن العملية الانتخابية تجري في أجواء طبيعية ونتمنى أن يكون يوم الانتخاب تاريخي لكل الجزائريين، لا تشوبه أي ممارسات تشين هذا الموعد الانتخابي والكلمة الفصل والأخيرة هي للمواطنين، خاصة وأن هذه الانتخابات هي انتخابات تعني المواطن بشكل مباشر وتعني اختياره لمن يسير شأنه المحلي المباشر ويحقق التنمية المحلية، لذلك نتمنى المشاركة السياسية الواسعة -كما أضاف- وقال إننا في حركة مجتمع السلم نتطلع إلى التصويت بقوة على قوائم الحركة، سواء في المجالس الشعبية الولائية أو المجالس الشعبية البلدية، معتبرا أنه في ظل النمط الانتخابي الحالي، فإن كل المترشحين، معنيين بحظوظ النجاح، بخلاف النمط الانتخابي القديم ، القائمة المغلقة. وأضاف قائلا :إنه في تقديرنا أن البلديات والولايات التي استطعنا أن ندخل فيها ، فإن مقومات النجاح فيها أقوى من الانتخابات المحلية في 2017، بالإضافة إلى أننا سجلنا أنه في هذه الانتخابات لم تكن القوائم المنافسة لنا كثيرة وبالتالي حظوظ النجاح ستكون أكبر . من جانب آخر، وبخصوص سير العملية الانتخابية ، أشار إلى أن الحركة سجلت بعض الاختلالات في بعض البلديات ، ولكنها أحداث معزولة لا تؤثر على السير العام والطبيعي للانتخابات، معبرا عن أمله في أن تستمر الانتخابات في هذه الأجواء الطبيعية والايجابية العامة ولا تؤثر على النتائج . وقال إننا نتمنى أن هذه الانتخابات لا يقع عليها اعتراض أو طعن في النتائج، باعتبارها منافسة محلية والجميع معني بنجاح هذا الموعد الانتخابي وليس من مصلحة البلاد أن نطعن في عملية انتخابية بهذا الحجم . من جانب آخر قال إن حزبه يتطلع في قانون البلدية والولاية إلى توسيع صلاحيات المنتخبين المحليين والذهاب إلى نوع من اللامركزية في التسيير الإداري للجماعات المحلية و أن يكون تأطير قانوني للجباية المحلية وحماية المنتخبين أثناء تسيير هذه المجالس ومنح نوع من الاستقلالية والسيادة في تحقيق التنمية المحلية والتطلع لتحسين الخدمة العمومية في مختلف المجالات في المجالس المنتخبة وأن يقع تنسيق وتكامل بين الجماعات المحلية وخاصة في موضوع التنمية بين البرامج القطاعية الولائية والبرامج البلدية والذهاب إلى عصرنة الإدارة ورقمنة القطاعات . ومن جانبه، أفاد وليد زعنابي الأمين الوطني المكلف بالاتصال بالنيابة، بحزب جبهة القوى الاشتراكية في تصريح للنصر، أمس، أنه تم تنصيب خلية متابعة من طرف المديرية الوطنية للحملة الانتخابية للحزب لرصد التجاوزات يوم الانتخاب والتبليغ بها، موضحا أن هذه الخلية مشكلة ومتواجدة على مستوى المقر الوطني للحزب، بالإضافة إلى تنصيب على المستويات المحلية، خلايا متابعة تابعة للخلية الوطنية ، سواء على المستوى الولائي أو البلدي . وأشار إلى أن خلية المتابعة الوطنية تعمل بالتنسيق مع كل هذه الخلايا على المستوى الولائي والبلدي حتى يتم متابعة كل مجريات عملية الاقتراع ورصد التجاوزات والتبليغ عنها وكذلك الحصول على الاحصائيات والبيانات المتعلقة بهذا اليوم ، مشيرا إلى أن الخلية تضم مكلف بالاتصال ومكلف بالشؤون القانونية ومكلف باللوجستيك بالإضافة إلى منسقي مديرية الحملة الانتخابية الذي يشرفان على هذه الخلية . وأضاف أن الخلية تقوم باتصالات دورية ، مع الخلايا على المستوى البلدي والولائي ، كما يتم تلقي اتصالات الخلايا المنصبة محليا والتي هي تحت إشراف المديريات المحلية للحملة الانتخابية الخاصة بالحزب. وقال: إننا مجندون اليوم لمتابعة مجريات يوم الاقتراع أولا بأول ورصد كل التجاوزات ورصد النتائج ونسب المشاركة على المستوى المحلي وأيضا التبليغ بالتجاوزات إن كان هناك تجاوزات. وأكد وليد زعنابي أن مشاركة الأفافاس في الانتخابات هي مشاركة سياسية في المقام الأول، لكن هذا لا يمنع أن نستهدف تحصيل أكبر عدد ممكن من المقاعد، خاصة الحفاظ على معاقلنا والتوسع نحو مكاسب جديدة على المستوى الوطني وأيضا لتمرير خطابنا والترويج لمشروعنا ، و هو الحوار الوطني من أجل الخروج من الأزمة المتعددة الابعاد وأيضا من أجل إعادة الاعتبار للعمل السياسي والحفاظ على التناغم والانسجام الاجتماعي للبلاد ومن ناحية أخرى لقطع الطريق على الانتهازيين والمفسدين. كما أكد على النضال لتغير قانوني البلدية والولاية حتى يعطي فرصة أكبر للمنتخبين المحليين ويعطي حرية مبادرة أكبر للمنتخبين المحليين ما يسمح لهم بتلبية تطلعات الجمهور والإبداع في التسيير وتلبية طلبات المواطنين . وأضاف أن الرؤية التي طرحها الأفافاس أولا لبعث خطاب الأمل ولأنماط تسيير جديدة من خلال تكريس الديموقراطية التشاركية التي تتجه نحو الانفتاح ، نحو المجتمع وإشراك المواطنين في اتخاذ القرارات التي تهمهم وتتجه نحو تفعيل المجالس المحلية البلدية وإعادة الاعتبار لوظيفة المنتخب، حتى يقوم بدوره على أكمل وجه وأيضا نمط التضامن المحلي الذي يهدف إلى تعبئة الطاقات المحلية في كل بلدية حتى تكون قيمة مضافة في صالح البلدية وبعث ديناميكية اقتصادية وغرس قيم الحوار والإجماع والتشاور ، سواء داخل البلدية أو خارجها مع المواطنين حتى يتم حلحلة الأزمات على المستوى المحلي بكل مرونة وبكل سلاسة . ومن جانبه أوضح بوحلوس السعيد، عضو مديرية الحملة الانتخابية للتجمع الوطني الديموقراطي، لولاية الجزائر ، أن التنظيم المركزي للحملة يتمثل في الإعداد لاستقبال محاضر التصويت وفرز الأصوات وتركيز النتائج قبل الحصول على المحضر النهائي بهدف رصد ما يمكن أن يكون من تجاوزات أو اختلالات على مستوى محاضر المكاتب البلدية . وأضاف أن هناك هيكل منصب على مستوى مديرية الحملة على مستوى العاصمة للقيام بالدور المنوط به و هناك فريق يتابع إحصاء مدى تقدم العملية الانتخابية كل ساعتين ومتابعة لسير العمليات عن طريق رؤساء المراكز والملاحظين في المكاتب وكذلك عن طريق المنتخبين الذين هم بصدد المعاينة الميدانية لسير العملية الانتخابية وموافاتنا بالمستجدات . وأوضح أن الخلية في المكتب الولائي للعاصمة تضم 3 أفواج، فوج يتكفل بمتابعة إحصائيات الناخبين وفوج آخر يتكفل بالجانب التنظيمي للإدارة، تأهبا لاستقبال محاضر الفرز وفوج يتكفل بالعلاقة من السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات لرصد التجاوزات وبحث الحلول المناسبة ، لافتا إلى رصد بعض التجاوزات ومنها تجاوز في الدائرة الانتخابية لبئر خادم ، حيث تم تغييب أوراق التصويت لصالح مرشحي الحزب في 7 مراكز اقتراع مما أنجر عنه الغلق المؤقت لهذه المراكز . وأكد أن الحزب كقوة سياسية بإمكانه أن يحقق نتائج إيجابية علاوة على كون مرشحي الحزب قاموا بواجبهم في الحملة الانتخابية من خلال التجمعات والعمل الجواري الذي يعتبر ركيزة العملية الانتخابية.