يتواجد مهاجمو الخضر في وضعية غير مريحة أسابيع قليلة، قبيل مباراتي السد أمام منتخب الكاميرون، في ظل معاناة البعض من نقص المنافسة، وابتعاد البعض الآخر عن التسجيل، في صورة بغداد بونجاح الذي يبدو أنه قد تأثر كثيرا بالانتقادات التي طالته، عقب نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة. وباستثناء رياض محرز الذي يمر بفترة زاهية مع ناديه مانشستر سيتي عقب عودته من الكاميرون، تعاني باقي عناصر القاطرة الأمامية من بعض المشاكل، قبيل مباراتي شهر مارس، وهو ما قد يدفع الناخب الوطني للبحث عن بعض الحلول البديلة، في صورة مهاجم هيرتا برلين الألماني إسحاق بلفوضيل المرشح للعودة، سيما وأن وضعيته أفضل بكثير من بونجاح وسليماني وعمورة. ويمر بونجاح الذي يعد المهاجم الأول في حسابات بلماضي بفترة فراغ، حيث تراجعت معدلاته التهديفية وغاب كثيرا عن معانقة الشباك، إذ سجل هدفا وحيدا منذ ثنائيته في مرمى منتخب السودان في الفاتح من ديسمبر الماضي، ضمن دور المجموعات من بطولة كأس العرب. ويعاني بونجاح في الفترة الحالية من فقدان الثقة، بعد الانتقادات الكثيرة التي طالته، حيث تراجعت مستوياته بشكل كبير، إلى درجة أنه لم يعد يحظى بالثقة المطلوبة في ناديه السد، بدليل أن المدرب قد أبقاه مؤخرا في دكة الاحتياط، كما قام باستبداله في الكثير من المناسبات، وهو ما أصبح يزعج بونجاح، الذي ظهر أمس الأول في حالة غضب شديدة لحظة تغييره من قبل التقني الإسباني خافي غارسيا خلال انتصار فريقه السد على قطر 1-0، ضمن منافسات الدوري المحلي. ويبدو أن ما قام به بونجاح تجاه مدربه، بالموازاة مع ابتعاده عن مستواه سيثير دون شك قلق بلماضي قبل موقعتي الكاميرون، خاصة أنه بات واضحا استمرار معاناة بونجاح فنيا ونفسيا، منذ مشاركته المخيبة في كأس أمم إفريقيا. ولا تختلف وضعية سليماني عن زميله بونجاح، فمنذ انتقال إسلام إلى ناديه الجديد سبورتينغ لشبونة البرتغالي، لم يحظ بالدقائق المطلوبة، واكتفى بالمشاركة كبديل في ثلاث مناسبات، لعل آخرها أمام نادي مانشستر سيتي الانجليزي في ذهاب الدور ثمن النهائي من مسابقة رابطة الأبطال، أين خاض 10 دقائق فقط، لتضاف إلى الدقائق المعدودات التي اكتفى بها في مباراتي الدوري المحلي. ولا يبدو أن وضعية سليماني مرشحة للتحسن في الفترة الحالية، في ظل التألق الكبير لمنافسه باولينيو، وهو ما قد يضع بلماضي في حرج أكبر، على اعتبار أن لاعبيه بونجاح وسليماني يعانيان من فقدان الثقة ومن الابتعاد عن التسجيل. وبخصوص الخيار الثالث الحاضر في نهائيات «الكان»، ويتعلق الأمر بمهاجم لوغانو السويسري أمين عمورة، فوضعيته أكثر تعقيدا، كونه غائب عن أجواء المنافسة الرسمية منذ عودته من الكاميرون، حيث فقد مكانته بالكامل، ولم يعد يشارك حتى كبديل، وهو ما قد يبعده دون شك عن قائمة مباراتي الدور الفاصل، سيما وأن بلماضي يبحث عن مهاجمين قادرين على حل مشكلة الخط الأمامي. وعكس بونجاح وسليماني وعمورة، يتواجد محرز في أفضل أحواله، حيث يواصل التألق مع ناديه مانشستر سيتي، خاصة في مسابقة دوري الأبطال، التي سجل فيها الثلاثاء الماضي هدفه السادس، و17 في المجموع في كل المسابقات، وهو ما قد يكون بمثابة الحل في لقاء الكاميرون، أين تعلق عليه الآمال للإطاحة بالأسود غير المروضة، خاصة إذا ما حظي بالدعم اللازم من زميله يوسف بلايلي الذي يبحث عن نفسه، خلال تجربته الجديدة في الدوري الفرنسي.